الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل العرقسوس يؤدي للوفاة؟.. اعرف أخطار المشروب الشعبي المخفية

مشروب العرقسوس
مشروب العرقسوس

مَرَّ شهر على وفاة رجل يبلغ من العمر 54 عامًا في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بعد تناوله حلوى ومشروب العرقسوس؛ مما أدى لإجراء الدراسات العلمية عن تأثير العرقسوس على الصحة العامة للبشر.

ووفقا لمجلة سايس أليرت العلمية؛ يعتقد الكثير أن العرقسوس مادة علاجية طبيعية، لكن صنع الحلوى منه أو تناول المشروب بتركيز عالٍ؛ له تأثير ضار على الصحة، انطلاقا من مبدأ الإعلان الشهير للطبيب السويسري باراسيلسوس الذي يقول فيه: "كل الأشياء بها سموم، ولا شيء خالٍ من السم.

ويقول بيل سوليفان أستاذ في قسم الصيدلة وعلم السموم، أن التناول المفرط للعرقسوس؛ يعد خطرًا أساسيًا لمرضى الضغط المرتفع، ويؤدي إلى انقبض العضلات وبدوره يؤدي إلى جلطة أو الموت المباشر، محذرا الذين تزيد أعمارههم على 40 عاما على تناول العرقسوس بكثرة، لأنه يكون ذا تأثير طويل المدى.

وتابع الطبيب أن الرجل الذي توفى في ماساتشوستس كان يأكل كيسًا ونصفًا من عرق السوس الأسود يوميًا على مدار 3 أسابيع، وعرق السوس نبات مزهر موطنه أجزاء من أوروبا وآسيا، اسمه العلمي (جلايسيرهيزا - Glycyrrhiza)، مشتق من الكلمات اليونانية "glykos" ومعناها (حلو) و "rhiza" (الجذر). 

وكان استخدامه في البداية المستخلص العطري والحلو من جذوره كعلاج عشبي لمجموعة واسعة من الأمراض الصحية، من حرقة المعدة ومشاكل المعدة إلى التهاب الحلق والسعال، ولكن رغم ذلك لا توجد أدلة كافية لدعم أن عرق السوس فعال في علاج أي حالة طبية .

ويسمى أيضًا العرقسوس بحمض الجلسرهيزيك، وهو المادة الكيميائية الموجودة في عرق السوس الأسود التي تعطي الحلوى نكهة مميزة، ولكنها تؤدي أيضًا إلى آثارها السامة، لأنه ينتج هرمون الألدوستيرون، الذي تصنعه الغدد الكظرية عندما يحتاج الجسم إلى الاحتفاظ بالصوديوم وإفراز البوتاسيوم. يعمل الصوديوم والبوتاسيوم معًا كنوع من البطاريات الخلوية التي تحرك الاتصال بين الأعصاب وتقلص العضلات، وتناول الكثير من الجليسيررهيزين يخل بتوازن هذه الإلكتروليتات، والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم وتعطل إيقاع القلب.

وتشمل الأعراض الأخرى للإفراط في تناول عرق السوس التورم وألم العضلات والدوخة والصداع، وكشف فحص الرجل الذي مات من تناول الكثير من عرق السوس أن لديه مستويات منخفضة بشكل خطير من البوتاسيوم ، بما يتفق مع زيادة سمية الجلسرهيزين.

ويجب الإشارة إلى أن عددًا من الأطعمة التي تحتوي على عرق السوس لا تحتوي على عرق سوس حقيقي، ولكن استخدم بديلًا منكهًا يسمى زيت اليانسون، والذي لا يشكل المخاطر المذكورة هنا، وعادةً ما يتم تصنيف المنتجات التي تحتوي على عرق السوس الحقيقي بأنها تحتوي على مستخلص عرق السوس أو حمض الجلسرهيزيك ضمن المكونات.

ويحتوي العرقسوس على نكهة مميزة تعد أحلى 50 مرة من السكر، ويتم استخدامها في أنواع أخرى من الحلوى والمشروبات الغازية والشاي والبيرة البلجيكية وأقراص الحلق والتبغ، مما يجعل من الصعب تتبع كمية الجليسيررهيزين التي تم استهلاكها، ويمكن أن يؤدي مزيج من هذه المنتجات إلى آثار ضارة.

وتزداد الأضرار في حالة تناول بعض الأشخاص مكملات غذائية أو صحية تحتوي بالفعل على عرق السوس، مما يزيد من خطر الآثار السامة من تناول حلوى العرقسوس السوداء، مثل بعض الأدوية ومنها هيدروكلوروثيازيد المدرة للبول والتي يمكن أن تخفض مستويات البوتاسيوم في الجسم.

ويحذر من تناوله المرضى الذين لديهم بالفعل مستويات منخفضة من البوتاسيوم، أو ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب لأنه من المرجح أن يكون لديهم حساسية أكبر لتأثيراته وكذلك الذين يعانون من قصور في الكبد أو الكلى سيحتفظون أيضًا بالجليسيرين في مجرى الدم لفترات أطول.