الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسلسلات الدرامية في مضان

مسلسلات رمضان.. أستاذ كشف الجريمة: المشكلة الرئيسية في الدراما أنها تكثر من العنف.. وناقد: تخلو من الإنسانية والقيم

مسلسلات رمضان
مسلسلات رمضان

شهر رمضان يعتبر واحدا من أكبر المواسم الدرامية في مصر على مدار العام، حيث يتنافس المنتجون بالعديد من الأعمال الدرامية المتنوعة ما بين الأكشن والدراما والرومانسي والكوميدي.

ويشهد شهر رمضان هذا العام أكثر من 35 مسلسلا دراميا للعديد من النجوم والفنانين والذي شهد ثنائيات كبيرة لأول مرة في الدراما بين أكثر من بطل.

وفي هذا التقرير نرصد آراء الخبراء والنقاد في الموسم الرمضاني لهذا العام…

 

المسلسلات لا تخلو من العنف والخيانة 

 قال الكاتب الصحفى والناقد الفنى فتحي العشري، إن مسلسلات رمضان كل عام والأخص هذا العام، لا تخلو من العنف والخيانة والاغتصاب وإظهار القوة الجسدية والظلم، وتخلو من أي وسائل إنسانية وقيم، ولكن أنا متابع بشدة للمسلسلات التى تعطي معني قوي ومثمر داخل المجتمع، مثل الاختيار و القاهرة كابول ولعبة نيوتن، وأري سريعا بعض حلقات من مسلسلات متنوعة لأعرف فكر الكاتب. 

 

المسلسلات لا تليق بالشاشة المصرية 

وأضاف "العشري" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن بعض المسلسلات علي مدار العام لا تليق أن تقدم على الشاشة المصرية، ما بالكم بـ شهر رمضان من أعظم شهور السنة، لافتاً: يجب توعية المواطنين ماذا يقدم فى هذا الشهر ويكون العرض على قدر المسئولية، ولا يشترط أن يشمل العرض الجوانب الدينية فقط ، بل لا بد أن  يشمل القيم والأخلاق والتاريخ والبطولات وموضوعات اجتماعية، ونوع من التوعية الدرامية .

 

كتابة المسلسلات شاقة ومتعبة 

وأشار "العشري": أن كتابة المسلسل عملية شاقة ومتعبة ومجهدة، وكان كلا من الكتاب الكبار مثل الكاتب العملاق وحيد حامد، أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبد الرحمن ، يسري الجندي، وغيرهم يعانون في كتابة نص المسلسل أو الفيلم ليحمل رسائل واضحة للمجتمع.  

 

تناول الصعيد فى المسلسلات بالثأر والعنف

وأكد “العشري “أن أغلبية المسلسلات كل عام تهتم بالفكر الصعيدي، وكان لا بد  أن يهتموا أكثر بـ الناحية التنموية وليس الثأار والعنف فقط، مضيفا: نصيحتي للدراما المصرية، أن نلغي قول ”الجمهور محتاج كدة” هذا قول غير صحصح، لأن التليفزيون لا يوجد به شباك، ولو بالفعل الجمهور محتاج كدة أين فكر الكاتب والفنان والمخرج ؟!

 

يجب دراسة الأعمال الدرامية قبل عرضها

اختتم حديثة قائلا: الدراما المصرية الفترة الحالية والقادمة، يجب عليها دراسة الأعمال بكل دقة، وفي الوقت الحالي أصبح يوجد لدينا 20 مسلسلا، ولكن نحن لا نطلب أكثر من 5 مسلسلات هادفة، لأننا إن قللنا الأعمال الفنية التى تعرض نستطيع إنتاج أعمال مميزة والاستفادة منها، ولكن كثرة الأعمال الفنية تفقد الهدف المرجو منها .

 

مشاهد العنف فى المسلسلات تنتج الجريمة

ومن جانبة قال أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الدكتور "فتحي قناوي"، إن المشكلة الرئيسة في مسلسلات الجيل الحالي انها تكثر من العنف، ومن المتعارف علية أن “العنف الزائد يولد عنف والكراهية تولد كراهية”، ومن هنا تأتي الجريمة من مشاهدة بعض الأعمال الدرامية التى تظهر القوة الجسدية فقط .

 

التدخين والألفاظ الخارجية تفسد الأجيال الناشئة

وأضاف"قناوي" في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد "، أن العنف في مسلسل الاختيار2 ممزوج بالحقيقة علي عكس مسلسلات أخرى تدعو إلى العنف والسيطرة بدون أى داعى، والمشكلة الكبيرة هي "التدخين " الكثير في بعض المسلسلات التي يشاهدها الأطفال، و"الالفاظ الخارجة" التي تحمل معاني تفسد الأجيال الناشئة التى من المقترض أن يتم احتواءها، ولكن هذا الوضع يهدف لتدميره.

 

تأثير الدراما في المجتمع

وأوضح: أن الدراما من أكثر الأشياء المؤثرة في المجتمع ككل، إذا كان بالإيجاب او بالسلب، وأن الأعمال التاريخية و البطولات تنمي الوعي، ونحن نريد أن نحمل رسالة واضحة، نعلن من خلالها احترام عقلية المشاهد، لأن الامر أصبح خطيرا، ولفت: يجب كذلك مراجعة الأفلام والمسلسلات قبل العرض لأن الذى يكتب في النص لا يلتزم به الممثلين.

 

التمثل بـ الأجيال القديمة في الدراما

وتابع "قناوي" قائلا: نصيحتي للدراما المصرية، إنه لا بد من وجود جيل مثل أسامة أنور عكاشة، ونجيب محفوظ، هذا الجيل التي أثرت في البيوت المصرية من مسلسلات عملاقة تهدف إلي التنوير، مثل ليالي الحلمية، ورأفت الهجان، وليس مسلسلات الجيل الحالي من الفتونه والبلطجة والألفاظ الخارجة والجنس والعنف. 

 

دور الأعلى للإعلام فى رقابة الأعمال الفنية

وإختتم: أنه يجب علي المجلس الأعلى للإعلام والرقابة علي الأعمال الفنية، أن يكون لهم القدرة علي وقف هذه الأعمال قبل نشرها ومراجعة أحداثها والألفاظ التى بها بكل دقة خوفاً علي المجتمع وجيله القادم، “لأن الرصاصة التي تدخل الجسم لا تخرج إلا بأثر”. 

 

الدراما الرمضانية لا تهتم بالقيم الدينية والأخلاقية

كما قالت اللايف كوتش "هبة أبو الخير"، إن الدراما المصرية في شهر رمضان مسلطة الضوء علي أعمال العنف والخيانة والتنمر وظهور القوة الجسدية، ونسيان تماماً القيم الدينية والأخلاقية والأسس والمبادئ، وأيضاً نسيان الإنسانية والرحمة.

 

العنف المشروع فى الإعمال الدرامية

وأضافت "أبو الخير" في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" أنه يوجد نوعين من العنف، أولا العنف المشروع الذي يسجل التاريخ كما يوجد في مسلسل "الاختيار2" و"هجمة مرتدة"، الذي يدركنا متي نستخدم العنف المشروع  في حماية الوطن وأسرنا وفي وقت الحروب والتصدي للعدو.

 

العنف الغير مشروع فى الإعمال الدرامية

وأكملت: ثانياً العنف الغير مشروع كما في مسلسل "ملوك الجدعنة"، و"موسي" و"الطاؤوس"، وغيرهم من المسلسلات الأن التى تستخدم العنف الغير مشروع الذي يولد الإنتقام والعنف فى المجتمع والإبتعاد عن القيم المجتمعية.

 

برمجة العقول على العنف

وأوضحت "أبو الخير": أنه مع الأسف يوجد بعض الناس لديهم القابلية في مشاهدة العنف الغير مشروع، وهذه بسبب اقتناعهم أن هذا العنف يعلم أخد الحق، وهذا يوضح غياب فكر الانسان، وأنه يوجد دولة وهناك قانون يعاقب على أخطأ، و أصبحت  الدراما المصرية تزود العنف و"تبرمج عقول الناس"، كما أصبحت خالية من والوعي بعلم النفس، ونتيجة عدم الوعى صادمة.

وكان المجلس الأعلى للإعلام أصدر في وقت سابق معايير للأعمال الدرامية ليلتزم بها صناع الدراما والوسائل الإعلامية، من منطلق مسئولية المجلس القانونية والدستورية المتعلقة بحماية حقوق المشاهدين والحفاظ على حرية الإبداع، وعدم التعرض للنواحي الفنية للأعمال الدرامية، حيث تم وضع معايير الأعمال الدرامية والإعلانات التي يتم عرضها على الشاشات وإذاعتها على محطات الإذاعة وهي:

 

1- الالتزام بالكود الأخلاقي، والمعايير المهنية والآداب العامة.

 

2- احترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال في المجتمع.

 

3- التزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية فيما يعرض عليها من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات.

 

4- عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى أن هذا هو الواقع.

 

5- البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة، والتي تخرج عن سياسة البناء الدرامي .. وتسيء للواقع المصري والمصريين، خاصة وأن الدراما المصرية يشهدها العالم العربي والعالم كله.

 

6- عدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقي إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار، ولا تخدمه بأي شكل من الأشكال.

 

7- الرجوع إلى أهل الخبرة والإختصاص في كل مجال في حالة تضمين المسلسل أفكاراً ونصوصاً دينية أو علمية أو تاريخية حتىلا تصبح الدراما مصدراً لتكريس أخطاء معرفية.

 

8- التوقف عن تمجيد الجريمة بإصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما في الظواهر الإجتماعية السلبية التي تسهم الأعمال الدرامية في انتشارها.

9- ضرورة خلو هذه الأعمال من العنف غير المبرر والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان.

 

10- تأكيد الصورة الإيجابية للمرأة، والبعد عن الأعمال التي تشوه صورتهاعمداً أو التي تحمل الإثارة الجنسية سواء قولًا أو تجسيدًا.

 

11- تجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات التي تحمل إغراءات للنشئ وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطي، مع ضرورة التزام صناع الدراما بما تم الإتفاق عليه بشأن هذه الظواهر في الوثيقة الصادرة عام 2015 بمشاركة منظمة الصحة العالمية والمركز الكاثوليكي ونقابتي المهن التمثيلية والسينمائية ورئيس اتحاد النقابات الفنية وعدد من رموز الفن والإعلام وذلك للحد من مشاهد التدخين.

 

12- التوقف عن تجاهل ودهس القانون عن طريق الإيحاء بإمكانية تحقيق العدالة والتصدي للظلم الاجتماعي باستخدام العنف العضلي والتآمر والأسلحة بمختلف أنواعها، وليس بالطرق القانونية.

 

13- التوقف عن معالجة الموضوعات التي تكرس الخرافة والتطرف الديني كحل للمشكلات الدنيوية أو كوسيلة لمواجهة الشرور ومن ثم تغييب التفكير العقلاني والعلمي.

 

14- إفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع الذي يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة في الدفاع عن الوطن.

 

15- إفساح المجال للدراما التاريخية والدينية والسير الشعبية للأبطال الوطنيين بهدف تعميق مشاعر الانتماء وتنمية الوعي القومي.

 

16- الحد من استخدام القوالب الجاهزة المستوردة (التركي -الإسباني- الهندي.. إلخ) وتكييف الموضوعات والشكل وفقًا لهذا القالب وهذه الأمور، لأنها تطمس الهوية المصرية للأعمال الفنية.

 

17- إطلاق المجال لأعمال مبتكرة تظهر الإبداع الأصيل لشباب الكتاب والمخرجين.

 

18- ضرورة تقديم أعمال راقية تصور شرائح وطبقات المجتمع المختلفة، وتضيف لتاريخ الفن المصري الأصيل الذي يعبر عن قضايا الوطن وحاجات المجتمع، ويرتقي بالأحاسيس والمشاعر وينير العقول ويرتقي بلغة الحوار والذوق العام، وذلك في إطار الإبداع غير المحدود، لاستعادة الفن المصري للريادة.

 

19- القنوات الفضائية والإذاعات مسئولة عن اختيار الأعمال الفنية الإبداعية الهادفة والتي تحمل قيمة ورسالة للمشاهد، وتتناسب وطبيعة المجتمع، وتحافظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبي والتي تتطرق إلى القضايا الاجتماعية المهمة، قبل عرضها وذلك إثراء للشاشات والإذاعات بالدراما المحلية.