قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. غادة جابر تكتب: ماذا نعرف عن حرب أكتوبر؟

ماذا نعرف عن حرب أكتوبر
كنتُ دائماً أستمع و أستمتع بالأحاديث عن نصر أكتوبر ، كنتُ أصغي جيداً للروايات و الحكايات وكأنها أساطير ، وكنتُ أتمني أن أكون أحد أبطال هذه القصص التاريخية أو حتي أحد الشاهدين علي العصر ، قصص لبطولات قام بها فدائيين ومجندين و عسكريين وقادة ، جميعهم شاركوا في ملحمة تاريخية ، وإن لم يفعلوا هذه الملحمة كان التاريخ لم يرحمهم ، " التاريخ " أقف بثبات أمام هذه الكلمة التي تحمل في طياتها سنوات ودماء وأحداث ، لم يستطع أحد أن يجزم بمصداقيتها إلا من عاش هذه الفترة ، التي يتحدث عنها التاريخ ، ونحن اليوم في إحياء ذكرى نصر السادس من أكتوبر و العاشر من رمضان ، يحدثنا بالفعل أجيال عاشوا هذه الفترة ، التي يقرها التاريخ ، أجيال حاربت و أنتصرت بعد أن أنتكست ، ويجب علي َأن أذكر :" أبي " أول رجل تحدث معي عن حرب 67 ، وحرب 73 ، أبي الذى زرع في نبتي مبادئ العزة والكرامة ، الذى سرد لي التاريخ ، الذى عاصره فعلاً ، فكان أحد الجنود المقاتلين ، في حرب 73،67، كان يقول لي أنا وأخوتي " أنا حاربت كنت علي خط النار 7 سنين في الجيش " كنتُ أتأمل هذه الجملة وأنظر لأبي ، لهذا الرجل الذى أراه أمامي ، يغمرنا بحنيته ، وعطاؤه ، يتكبد متاعب الحياة من أجلنا ، لا يكل و لا يمل ، دائماً يحدثنا عن النصر و القوة والتميز وأننا نستطيع ، علمت وقتها أن هناك رجال كثيرون ، مثل أبي ، جيل تعلم الإرادة والقوة و التحدى ، وعلمنا كذلك ، علموا الحرب والهزيمة وعملوا النصر .
كلما مررتُ بالنصب التذكارى المواجه للمنصة علي طريق النصر ، أحدث نفسي " من أنتم وكم عددكم "وكذلك عند مرورى بالنصب التذكارى للجندى المجهول في مدينتي الباسلة " السويس " فأنا أحد أبناء محافظة السويس ، المحافظة التي خاضت الحروب التي مرت علي مصر وكانت الحصن المنيع لحماية مصر بأكملها ، وأحدث نفسي أيضاً أنه لم يكن جندى مجهول واحد ، هذه الحرب التاريخية التي مهما تحدث عنها التاريخ لم يأتي بكل خباياها ، فهم جنود وجنود وجنود ، جميعهم نالوا شرف الشهادة ، " العقيدة – الشهادة " هذه الكلمات التي يعرفها ويتقنها ويترعرع عليها المصريين ، فنحن جميعاً وطنيون ، من الطراز الأول ، جميعنا نعشق تراب هذا الوطن ، رغم كل شئ ، ومهما أختلفنا ، لكننا نتحد وبقوة ، في وجه أي عدو يحاول أن ينال من هذا الوطن .
تعلمت في أكاديمية ناصر العسكرية ، هذا الصرح العظيم الذى أتاح لنا نحن المدنيين ، أن نعرف الكثير عن العلوم العسكرية ، أن نعرف أن هؤلاء العسكريين لهم حياة وأهداف ، غير حياتنا وأهدافنا ، فماذا نحن مهما فعلنا ، ماذا نقدم للتاريخ و للأرض ، للوطن " مشروع هندسي ، معالجة مرضي ، تعليم أجيال " كلنا جنود في مواقعنا ، لكن العسكرى جندى مقاتل ، يذهب ويعلم أنه قد لا يعود ، بل و يتمني ، لأن الشهادة عقيدة راسخة ، ويعرف أنها أسمي شرف قد يناله .
قرأتُ عن حرب أكتوبر ، وأنتم أكيد قرأتم الكثير ، عن أبطال لا حصر لهم ، من أبطال أكتوبر ، والفخر أن نقرأ ما قاله القادة في الجيش الإسرائيلي وقت حرب أكتوبر ، فوصفوا ما شاهدوه بالذهول ، أصبح الجندى المصرى علامة للقتال والإصرار الساحق ، الذى لا يعرفون عنه شيئاً ، فالبطولة ليست في الأسلحة ، أو العدة العسكرية والتسليح ، البطولة الحقيقية التي لا يعرفونها ، هي " العقيدة " , " الايمان " النصر أو الشهادة . " بلادى بلادى بلادى لكي حبي و فؤادى مصر ياأم البلاد " أنت خير البلاد والعباد والأجناد.
الوطن لمن يحب الوطن.