قالت سجينى دولرمانى الكاتبة الصحفية والباحثة فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية إنها ولدت فى مصر فى حى الفجالة، لأب وأم هنديى الجنسية، وبالتالى تحمل الجنسية الهندية وسبب ولادتها فى مصر أن جدها كان تاجرا،وقرر أن يستقر فى مصر، وتزوجت ابنته «والدتها» من أبيها الذى كان من التجار الهنود الذين استقروا كذلك فى مصر.
وتابعت دولرمانى في حوار صحفي لـ جريدة الأهرام أن والدها توفى قبل ولادتها بأشهر، ففضلت أمها البقاء فى مصر مع أهلها والتحقت بمدرسة للراهبات، وكان من حظها صدور قرار بتعريب المناهج،إلى جانب تعلم اللغة الإنجليزية.
وأوضحت أنها كانت تتصور مثل زميلائها الهنديات أنها سألتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لكن مجموعها الكبير أغرى أهلها بالالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولم تكن أسعى لذلك، لكنها قررت التخصص فى الاقتصاد لأنها تعلم أن جنسيتها الأجنبية ستحول دون عملها فى السلك الدبلوماسى".
وتابعت : "دراستى فى الكلية فرضت على الاهتمام بالشأن العام، لذلك كنت حريصة على قراءة الصحف وعلى رأسها الأهرام. لكن لن أدعى أننى كنت أتابعها قبل ذلك. وكانت فترة عملى فى المركز غاية فى الثراء واستفدت منها كثيرا، فى ظل العمل مع شخصيات رفيعة أذكر منها الاساتذة جميل مطر، السيد ياسين، حازم الببلاوى، نجوى الوكيل، هشام الكومى، وهدى عبدالناصر التى لم أشعر للحظة أنها ابنة رئيس جمهورية سابق، فكانت فى غاية اللطف والتواضع.
واستكملت قائلة إنه بعد تغير رئاسة المركز، شعرت بأن العمل الأكاديمى لم يعد يشبعها وكانت زميلتها هدايت عبدالنبى فى القسم السياسى بالمركز قد سبقتها الى الجريدة للعمل فى القسم الدبلوماسى، وعلمت أن القسم «الخارجى» بحاجة الى محررين فرشحتنها، و من هنا بدأت تشعر بأنها بحاجة لاستكشاف عالم الصحافة.
وتابعت :" الأستاذ مكرم محمد أحمد ضمن الشخصيات التى أثرت فى كثيرا، وكان فى الديسك المركزى، يقرأ «شغلى» فينادينى «سجينى» دون أن يعطش الجيم، رغم تصحيحى الاسم له أكثر من مرة «ضاحكة» دون جدوى، ويطلب منى أن أجلس إلى جانبه ليقول ملاحظاته، فلا داعى لذكر هذه الجزئية أو للإطالة فى هذه النقطة. فتعلمت منه كثيرا فى الصياغة. تعلمت كذلك من الاساتذة صلاح منتصر ومحمود عطا الله. وصحيح انى لم أحضر فترة رئاسة هيكل، إلا أنى كنت محظوظة بالتعلم على أيدى الجيل الذى عمل معه"
واختتمت : “يغمرنى شعور بالامتنان لكل ما مررت به، ولكل ما حظيت به من تقدير واحترام واهتمام، فكنت محظوظة بأنى التحقت بالقسم الخارجى الذى أتاح لى الفرصة لتلقى كم هائل من المعلومات، وأذكر مثلا فى أحد الاجتماعات مع رئيس التحرير، وبعد أن عرضت خطتى ورؤيتى لتناول ملف ما، وتحدثت بالتفصيل فى كل جزئية، فخاطبنى سلامة أحمد سلامة مدير التحرير ضاحكا: سبت لنا ايه عشان نقوله؟! لكن فى نهاية الاجتماع وجدت ابراهيم نافع يقول نصا: كل اللى قالته سجينى هنمشى عليه! وكان يثق فى رؤيتى بحكم خلفيته الاقتصادية وهذه كانت ميزة الأهرام، وهى دعم المميزين مهنيا”.