الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة النصف من شعبان 2022 .. لماذا كانت القبلة الأولى للمسجد الأقصى؟ .. وأفضل الأعمال التي ترفع إلى الله في هذا اليوم .. علي جمعة يجيب

ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان 2022

فضل ليلة النصف من شعبان

لماذا كانت القبلة الأولى للمسجد الأقصى؟

كيفية التدريب على الصيام في شهر شعبان

محبطات الأعمال في ليلة النصف من شعبان 

 

تحل ليلة النصف من شعبان 2022 -1443هـ، مع مغيب شمس يوم الخميس المقبل الـ 14 من مارس، وحتى فجر يوم الجمعة 15 من الشهر الجاري.

ويتساءل الكثير من المسلمين عن أفضل الأعمال إلى الله تعالى في هذه الليلة، ولماذا كانت القبلة الأولى إلى بيت المقدس ولما حولت إلى مكة الكرمة في هذا الوقت؟، وأجاب عن هذه الأسئلة وغيرها الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، من خلال برنامج “من مصر”.

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان لها فضل ومكانة كبيرة في الإسلام، فالله له نفحات عبر عنها النبي في حديثه "إن لله في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".

وأضاف الدكتور علي جمعة، أن السلف الصالح كان يبحث عن هذه النفحات ومدى إمكانيتها ليتعرضوا لهذه النفحات بالأعمال الصالحة، ولم يبحثوا عن صحة الحديث الوارد عنها، منوها أن الحديث عن رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان لم يرد فعلا، ولكن الشريعة حثتنا على أن نتتبع نفحات الله.

وأشار إلى أن هذا الأمر لا يحتاج إلى خصوص النص فيها لأن هناك نص عام يرشدنا إلى البحث عن نفحات الله، فلو وجدها المسلم عليه أن يتعرض لها بالأعمال الصالحة، وذكر أن هذا الأمر ليس بدعة فهذا الفعل من الدين وليس خارج عن إطار الدين، والحديث يقول "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" والأعمال الصالحة في شعبان وليلة النصف من شعبان هي من الدين.

وحول لماذا كانت القبلة الأولى للمسجد الأقصى وما سبب تغييرها؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق.

وقال علي جمعة خلال برنامج “ من مصر”، المذاع عبر فضائية سي بي سي، إن ديانة سيدنا موسى حينما جاءت أعطاه الله القدس الشريف كقبلة، وكانت مكة وقتها غير ظاهرة على الخريطة، وحينما جاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، كان أمله في أهل الكتاب خيراً باعتبار أنهم يعلمون ويتبعون منهج رباني ويعرفون بالثواب والعقاب، ويتبقى خطوة واحدة هي الإيمان به فقط.

ولفت جمعة، إلى أن أهل الكتاب يعرفون أن محمد بن عبدالله نبي، وهدى الله بعضهم إلى الإسلام، ومنهم عبدالله بن سلام، مضيفا أن استقبال بيت المقدس كان بأمر إلهي، فكان اليهود يلسنون ويغمزون ويلمزون بأنه لولا قبلتهم لتاه النبي، فكان النبي يميل من قبله إلى البيت العتيق وقبلة سيدنا إبراهيم، ومهبط البركات، ومن حقه أن يميل، لكنه لا يخالف، وأخبر سيدنا جبريل بأنه يرغب في الصلاة لبيت المقدس فقال له سل الله، وهنا أخبر القرآن قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاه".

وأوضح علي جمعة، أن الاستجابة كانت في ليلة النصف من شعبان تلك الليلة الشريفة، لافتاً إلى أن السماء هي قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة.

وحول أفضل الأعمال إلى الله في ليلة النصف من شعبان، قال الدكتور علي جمعة، إن أفضل الأعمال في ليلة النصف من شعبان هو الصيام، لقول الرسول الكريم في حديثه الشريف "وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" وذلك لأن أعمال العباد ترفع في ليلة النصف من شعبان.

وأشار إلى أنه يستحب للمسلم في ليلة النصف من شعبان، أن يكثر من الدعاء والأذكار والأعمال الصالحة.

وقال الدكتور علي جمعة، إن شهر شعبان شهر مبارك، ففيه ترفع الأعمال إلى الله تعالى، وقد كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى سأله الصحابي الجليل أسامة بن زيد فقال: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [أحمد.

وأوضح جمعة: “نستعد لاستقبال شهر رمضان بعدة أمور منها: تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، ومنها :التدريب على الصيام، والتلاوة، والقيام ، والذكر ، والدعاء وغير ذلك من العبادات والطاعات”.

وأضاف: “لعل اتباع هدي النبي ﷺ بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك”.

وأكمل جمعة: “أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية”.

وتابع: “ولا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ  ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد]”.

واختتم مفتي الجمهورية السابق: “ذكر الله يعين المؤمن على كل ما أراد أن يقبل به على ربه عز وجل، ولا ننسى أن نؤكد على أهمية الإعداد والاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وأن ترك هذا الإعداد يعد من النفاق العملي، لكن من أراد تحصيل شيء استعد له، ومن أراد النجاح ذاكر، فمن أراد أن يغتنم هذا الشهر الفضيل أحسن الاستعداد له، ولقد ذم الله أقواما زعموا أنهم أرادوا أمرا ولكنهم ما أعدوا الله فقال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ}. نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء ورزقنا الله حسن الاستعداد لاستقبال رمضان وكل عام وأنتم بخير”.

كما بين الدكتور علي جمعة، خطورة رد المظالم وإنهاء المشاحنات على رفع الأعمال في النصف من شعبان، مشيراً إلى أن هناك محبطات للأعمال ومن بينها قطع الرحم وأكل أموال الناس بالباطل وحرمان الأنثى من الميراث وغيرها. 

وتابع علي جمعة:" نتمنى على الله أن تذهب الحسنات السيئات، لكن هناك محبطات للأعمال، لذا ندعو إلى المبادرة برد المظالم وإنهاء المشاحنات قبل أن ترفع الأعمال إلى الله.