EN 
عقارب الساعة تدق الثانية بعد الظهر، وهدوء يعُم كورنيش النيل بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، والأطفال يلهون ويمرحون، والأم انتهت من إعداد الغداء وإلمام سفرة الطعام، وقررت الذهاب لغسيل الفِراش الشتوي على ضفاف النيل، بصحبة نجلتيها وبمساعدة شقيقهما الأصغر وخطيب إحداهن.
لم تكن الأم الأربعينية على علم بأنها تأخذ أنجالها إلى الهلاك، حيث أخذت الفِراش الذي قد حمله نجلها إسلام، البالغ من العُمر 13 عامًا، وخطيب نجلتها الكبرى أية حماد، البالغة من العُمر 19 عامًا، الشاب العشريني محمد رفعت الشهير بـ"حمام".
غرق أسرة بسبب غسل البطاطين
شرعا الشقيقتين في غسل الفِراش "البطاطين"، وسحبت مياه نهر النيل العروس أية، ليسود صوت صراخ شقيقتها شيرين البالغة من العُمر 18 عامًا، المكان، ويعلو صوت صراخها، في محاولة منها لإنقاذ شقيقتها فمدت لها يديها وسقطت معها، لتلحق بهما والدتهما، ويأتي الشابين متأخرين دون علم لهم بما حدث وشاهدا ما لم يتوقعا مشاهدته.
شاب تغرق عروسته، والآخر ينظر نظرات الرعب لوالدته وشقيقتيه، هرولا الشابين مسرعان إلى مياه نهر النيل وتمكنا من إنقاذ الأم الأربعينية، وغرقا معًا وودعا الحياة بصحبة أحبتهما، الأول فارق الحياة مع عروسته التي كانت تنتظر فرحتها خلال الأشهر القادمة، والأخير فارقها مع شقيقتيه وخطيب شقيقته.
الأم الناجية: هعيش لمين بعدكم
ليسمع الأهالي الكلمات التي تُهمهم بها الأم عقب صدمتها بغرق أنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، قائلة:" ياريتني أنا مُت معاكم يا حبايب سيبتوني لمين.. سيبتوني لوحدي يا بناتي.. وانتا يا ضي عين أمك يا اسلام سيبتني ليه يا إسلام.. يارب ماخدتنيش معاهم ليه يا ربي.. هعيش لمين بعدكم يا ولادي ليا مين غيركم يا حبايب".
تفاصيل الواقعة
وكان قد شيع أهالي قرية البلابيش بحري، بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، جثماني الطالب إسلام حماد، البالغ من العُمر 13 عامًا، والشاب محمد رفعت، الشهير ب"حمام"، إلى مثواهما الأخير، في مشهد جنائزي مهيب.
وكان قد لقي الشابان مصرعهما أثناء محاولة الأول إنقاذ والدته السيدة الأربعينية انتصار، وشقيقتيه آية حماد وشيرين حماد، من الغرق بنهر النيل، والأخير أثناء محاولته إنقاذ خطيبته "شقيقة الأول أية"، حيث كانوا يغسلون البطاطين بنهر النيل دائرة المركز، وسقطن واحدة تلو الأخرى.
وتمكنت قوات الإنقاذ النهري بمديرية أمن سوهاج، من انتشال جثماني الطالب إسلام حماد، وخطيب شقيقته، وجاري البحث عن جثماني الشقيقتين، وذلك عقب إنقاذ والدتهم السيدة الأربعينية انتصار.
وكان قد شهد مركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، واقعة غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، أثناء غسيلها الفِراش الشتوي "البطاطين"، بنهر النيل دائرة مركز شرطة دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام، يفيد بورود بلاغًا من الأهالي مفاده غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، بنهر النيل دائرة المركز.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
