الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلى أين يتجه العالم.. تنبؤات خطيرة تنذر بـ3 حروب جديدة في 2023

الحروب
الحروب

قبل أي حرب تندلع بين البلدان، يكون هناك إرهاصات وتنبؤات تسبق الاشتباك العسكري، من خلاف سياسي، وتصعيد دبلوماسي، مع تلويح عسكري عبر تحرك محدود، أو عمليات عسكرية محدودة، ثم تهديد يعقبه تحرك دولي، وفي نهاية المطاف يكون الاشتباك المحتوم إذا فشلت كل محاولات الحل بأشاكلها المختلفة، وهنا ووفقًا لمؤشرات الحروب الأخيرة، وآخرها الحرب الأوكرانية، فإن العالم قد يشهد 3 حروب جديدة في 2023.

ووفقا لما نشرته عدد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وما صاغته أبحاث المراكز البحثية، فإن هناك عدة أماكن في العالم تشهد إرهاصات انفجار، من أبرز تلك الأماكن هي منطقة البلقان، وإمكانية عودة حرب الصرب وكوسوفو، لتكون حرب أخرى داخل أوروبا، فيما تشهد أسيا منطقتين، الأولى هي دائرة تواجد الأكراد، وما نشهده من عمليات عسكرية لدول مختلفة معهم، ثم تأتي تايوان، وإحتمالية حرب مع الصين، لن يكون دول العالم بعيده عنها.

أجواء حرب داخل تايوان

وفي رد فعل لتدهور العلاقات بين تايوان والصين، أعلن رئيسة تايوان، أن بلاده ستمدد خدمتها العسكرية الإجبارية من أربعة أشهر إلى عام واحد وسط تصاعد التوترات العسكرية مع الصين،

وأوضحت الرئيسة تساي إنج ون أنه بموجب الخطط التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2024، سيخضع المجندون لتدريب مكثف بما في ذلك تدريبات الرماية وتعليمات القتال التي تستخدمها القوات الأمريكية، وسيتم تكليف المجندين بحراسة البنية التحتية الرئيسية، وتمكين القوات النظامية من الرد بسرعة أكبر في حالة أي محاولة من قبل الصين لغزو أراضيها.

كما تخطط سلطة الدفاع لرفع الأجر الشهري لجنود التجنيد النظامي من حوالي 6500 دولار تايواني (211 دولارًا أمريكيًا) إلى 26307 دولارًا تايوانيًا جديدًا (856 دولارًا أمريكيًا) ، بما يتماشى تقريبًا مع الحد الأدنى للأجور.

جاء الإعلان عن التغيير بعد أن ذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن 71 طائرة نفاثة وطائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الصيني دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة في غضون 24 ساعة اول أمس الاثنين - وهو أكبر توغل تم الإبلاغ عنه حتى الآن.

وقالت الرئيسة تساي إنج ون في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي: "طالما كانت تايوان قوية بما فيه الكفاية ، فستكون موطنًا للديمقراطية والحرية في جميع أنحاء العالم ، ولن تصبح ساحة معركة". 

وأضافت "تريد تايوان أن تقول للعالم أنه بين الديمقراطية والديكتاتورية ، نؤمن إيمانًا راسخًا بالديمقراطية، وبين الحرب والسلام ، نصر على السلام، فدعونا نظهر الشجاعة والتصميم على حماية وطننا والدفاع عن الديمقراطية ".

كانت تايوان تتحول تدريجياً من جيش مجنّد إلى قوة احترافية يهيمن عليها المتطوعون ، لكن إصرار الصين المتزايد تجاه الجزيرة التي تدعي أنها ملكها ، وكذلك غزو روسيا لأوكرانيا ، أثار جدلاً حول كيفية تعزيز الدفاع.

وأكدت تساي أن "بعض الأشياء" تم تعلمها من تلك الحرب والتي تم دمجها في إصلاحات الدفاع في تايوان، مشيرة إلى أن قدرة أوكرانيا على صد القوات الروسية الأكبر بكثير قد أعطت المجتمع الدولي وقتًا لتقديم المساعدة.

جدير بالذكر أن جهود تايوان لتعزيز جاهزية قواتها الدفاعية تسارعت بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة في أغسطس، فيما أجرت الصين على الفور تدريبات عسكرية حول تايوان ردًا على زيارة بيلوسي.

هل تندلع حرب البلقان مرة أخري؟

ولكن المشهد الأكثر خطورة، هو الحادث في منطقة البلقان، والرعب المصاحب لذكريات الحرب الدموية التي قد تتجدد بين الصرب، وكوسوفو، وهي الحرب التي شهدت جرائم ضد الإنسانية، كانت حديث العالم في تسعينات القرن الماضي، وانتقلت إلى ساحات المحكمة الدولية بعد ذلك ضد مجرمي تلك الحرب.

وفوجئ العالم بإعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إرسال  رئيس أركان الجيش إلى الحدود مع كوسوفو مساء الأحد الماضي، حيث ازدادت التوترات بين بلجراد وبريشتينا في الآونة الأخيرة.

وصرح الجنرال موجسيلوفيتش لتلفزيون بينك بعد اجتماعه مع فوتشيتش في بلجراد بأن المهام المعطاة للجيش الصربي "دقيقة وواضحة" وسيتم "تنفيذها بالكامل". الوضع على الحدود "معقد ومعقد" ويتطلب "وجود الجيش الصربي في الفترة المقبلة".

فيما أعلنت كوسوفو ، التي تضم أغلبية سكانها الألبان، استقلالها عن صربيا في عام 2008 ، لكنها لا تزال تعتبر إقليماً منفصلاً من قبل بلغراد، وذلك قبل بضع سنوات فقط، حيث خاض البلدان حربًا دموية، وعلى الرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي للحوار، إلا أنهم كانوا على خلاف متكرر منذ سنوات، حيث تشجع بلغراد الأقلية الصربية في شمال كوسوفو في محاولاتهم لتحدي سلطة بريشتينا.

وكانت قد تصاعدت التوترات على الحدود مع صربيا مرة أخرى في ديسمبر، وذلك على إثر إطلاق النار على ضباط الشرطة ليلاً ، كما أثار هجوم على بعثة الاتحاد الأوروبي بقنبلة صوتية مخاوف دوليةن وقبل وقت قصير من مغادرة قائد الجيش إلى المنطقة الحدودية ، نشرت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو لإطلاق النار ، تم نشره على الإنترنت، وبحسبهم ، كانت هذه "معارك" وقعت في وقت مبكر من مساء السبت، يُزعم أن القوات المسلحة في كوسوفو حاولت تفكيك حاجز أقامه الصرب من قبل.

وفي ضوء التوترات المتزايدة في شمال كوسوفو ، حذرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش مؤخرًا من تصعيد الموقف، وقالت في بلغراد الأسبوع الماضي: "نحن بالفعل على شفا صراع مسلح"، وألقت باللوم على حكومة بريشتينا في التوترات.

الأكراد قنبلة موقوتة وكرة ثلج يبحث الجميع عن إيقافها

"انفجار داخل اسنطبول والحكومة التركية تتهم الأكراد بالوقوف خلف الهجوم .. قصف إيراني لمواقع أحزاب كردية إيرانية داخل الأراضي العراقية .. اشتباكات دامية بمناطق الكرد بإيران .. هجوم وشيك تركي على مناطق كردية بسوريا" .. هكذا كانت عناوين الأخبار في الفترة الأخيرة، وكان العامل المشترك بين تلك العناوين هي كلمة واحدة وهي "الأكراد"، وكانت تلك الأزمات متواجدة في 4 بلاد  مختلفة هي سوريا والعراق وإيران وتركيا، وكأنها إرهاصات انفجار وشيط بتلك المنطقة
ورغم تواجد الاكراد في حدود أربع دول، إلا أنهم يشكلون جزءا ذا طابع خاص في جسد الأمة  العربية والإسلامية، ويرجع ذلك لتمسكهم بهويتهم العرقية، ووجود لغة خاصة بهم هي اللغة الكردية، ووجود فكرة دولة كردية موحدة بين قطاعات كبيرة تجمع حولها كيانات سياسية من أحزاب وجماعات تسعى لتحقيق تلك الفكرة، سواء عبر السبل السياسية، أو حتى عبر فرض القوة والسلاح.

ورغم أن العراق يعد أكثر الأماكن أمانا للأكراد، إلا أنها اصبحت بؤرة الأحداث خلال الأشهر الماضية، فالتوتر الحالي داخل الإقليم هو تواجد قيادات سياسية كردية من أكراد تركيا وإيران بداخله، وهو ما يفسر العمليات العسكرية التي توقوم بها كلا الدولتين من حين لآخر على الإقليم،وهو ما يجعلها جزء من الأحداث.

وفي ذات الوقت يمثل الجزء السوري من الأكراد، منطقة اشتعال لا تقل خطورة عن الوضع في العراق، فرغم تمتع أكراد سوريا بحكم ذاتي في الوقت الراهن إلا أنهم كرة ثلج تحيطها النيران، فالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بقيادة الأكراد، في وضع غير مستقر، ويرتبط وجودها بالدعم الأمريكي لها كمكافأة في المشاركة العسكرية للقضاء على تنظيم داعش بالمنطقة، إلا أن الهجمات مازالت مستمرة من الجيش التركي، مع وجود مطالب متكررة للنظام السوري بعودتها إلى حظيرته، دون قيد أو شرط. 

والوضع الأصعب للأكراد داخل إيران، وذلك للاختلاف العرقي والمذهبي كونهم سنة، وإيران دولة شيعيبة، ودائما هناك مطارة من السلطات الإيرانية للكيانات السياسية الكردية بداخلها، وفي الفترة الحالية تحولت شوارع المدن الكردية إلى ساحة حرب بعد إرسال السلطات الإيرانية قوات حربية وتعرّض الأهالي لحملات قمع، وذلك مع تتواصل الاحتجاجات الشعبية في إطار التظاهرات التي تشهدها البلاد على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر.

وقتلت قوات الأمن الإيرانية 72 شخصاً منهم 56 شخصاً في مناطق يسكنها الأكراد خلال أسبوع واحد في حملة القمع المستمرة، وتتهم حكومة طهران الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران إثر وفاة أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

أما عن الحال السياسي لأكراد تركيا، فهو يصنف على أنه صراع دموي، ونزاع مسلح بين الجمهورية التركية منذ تأسيسها على يد كمال اتاتورك، وبين مختلف الجماعات الكردية الثائرة التي تطالب بالانفصال عن تركيا لإنشاء دولة كردستان المستقلة، أو لتأمين حكم ذاتي وقدر أكبر من الحقوق السياسية والثقافية للكُرد داخل الجمهورية التركية، والمجموعة الثائرة الرئيسية هي حزب العمال الكردستاني بّي كي كي.

وعلى الرغم من امتداد الصراع الكردي التركي إلى مناطق عديدة، إلا أن معظم النزاعات حدثت في شمال كردستان، وهو ما يشكل جنوب شرق تركيا، وأدى تواجد حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق إلى قيام القوات المسلحة التركية بغارات برية متكررة وضربات جوية ومدفعية في المنطقة.

ورغم حظر تلك التنظيمات وملاحقة قياداتها وحبسهم، إلا أن تواجد مجموعات منهم على الحدود التركية، أبقى على إمكانية تنفييذ عمليات داخل الأراضي التركية، وآخرهم تفجير إسطنبول – كما أعلنت الحكومة التركية – وهو الصراع الذي لم تظهر ملامح لحلحلته رغم مرور ما يزيد عن 100 سنة على بدايته، ولكن الأجواء الأخيرة قد تنذر بحرب شاملة إذا لم يتم تأمين دولتي إيران وتركيا من هجمات تلك المجموعات المسلحة.