EN
تستضيف العاصمة البافارية بجنوبي ألمانيا فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي من المفترض أن تختتم أعماله، اليوم الأحد، بعد ثلاثة أيام من المناقشات حول أبرز الأوضاع في القارة الأوروبية.
ويجمع الحدث السنوي الذي تستضيفه العاصمة البافارية نحو 40 رئيس دولة وحكومة، وما يقرب من 100 وزير خارجية وزعماء منظمات دولية مثل الناتو.
أوكرانيا تصدرت مناقشات المؤتمر
وكان من أبرز الأحداث خلال هذا العام بمؤتمر ميونخ للأمن غياب ممثلين عن روسيا، بسبب حربها ضد أوكرانيا.
وتصدرت الأزمة الأوكرانية لليوم الثالث جدول أعمال المؤتمر، إضافة إلى ملف جهود منع زيادة حدة الانقسام بين الأنظمة العالمية المتنافسة فضلاً عن تأثيرات التغيّر المناخي على الصراعات.
وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المشاركين في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ للأمن، عبر الفيديو، قائلًا إنه من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطة الغزو الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإن من المهم ألا يؤجل الغرب تسليم الأسلحة للمساعدة في التصدي للقوات الروسية.
وحث الرئيس الأوكراني الغرب على سرعة تسليم الأسلحة، وقال: "التأخير كان ومازال خطأ".
وقال رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن كريستوف هويسجين، إن المؤتمر يوجه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مخطئ بشأن أوكرانيا.
كما دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ميونخ إلى مضاعفة الدعم العسكري لاوكرانيا، لافتاً إلى أن بريطانيا ستكونهي أول دولة توفر لأوكرانيا أسلحة بمدى أكبر، وإنشاء سلاح جو حديث، لمساعدة اوكرانيا في شن هجوم مضاد لاستعادة مناطق محتلة.
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، خلال كلمتها أمام مؤتمر ميونخ للأمن الدولي، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل دعم المسار القضائي في أوكرانيا وكذلك التحقيقات الدولية؛ لأن العدالة يجب أن تتحقق.
كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه نداء إلى الأوروبيين لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في الدفاع عن الأوروبيين الذين يريدون السلام، قائلا: "إننا جاهزون لنزاع طويل الأمد في (أوكرانيا)".
دعوة لإرسال الدبابات إلى أوكرانيا
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن "تفعل ذلك الآن"، في وقت تصل الشحنات التي وعد بها الحلفاء بشكل أبطأ من المتوقع.
وأعلن شولتس: "ألمانيا ستساهم في مساعدة شركائها على اتخاذ هذا القرار، مثلاً عبر تدريب جنود أوكرانيين هنا في ألمانيا، أو عبر تزويدهم بالدعم اللوجستي والإمدادات".
وقال عبد المسيح الشامي الكاتب والمحلل السياسي، إن الإصرار والإجماع الذي رأيناه جميعاً من قبل القادة الأوربيين بمؤتمر ميونخ للأمن ما هو إلا "إجماع ظاهري" موضحاً: الدليل هو ما يتم على أرض الواقع، حيث إنه في خلفية ما يجري اليوم رفضت ألمانيا إرسال السلاح لاوكرانيا، وذلك ربما لاستنزافها كل الفرص التي تسمح لها بارسال سلاح لاوكرانيا، لافتا إلى أن هناك ضغط كبير على الحكومة الألمانية وإجماعفي الشارع الألماني و في داخل الأروقة السياسية أيضاً في ألمانيا.
وأضاف عبد المسيح الشامي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تريد استمرار الحرب وإرسال السلاح وتفضيل خيار الحرب، وهذا يعكس الإرادة الأمريكية، مشيراً إلى أن هناك فارق بين مواقف الأوربيين والأمريكيين وهذا يتضح جلياً من خلال صفقات السلاح.
ولفت إلى أنه بالأمس، قال أولاف شولتس - بشكل غير مباشر - ولكن حديثه كان موجه بشكل كبير للولايات المتحدة الأمريكية: "شركاؤنا ضغطوا علينا كثيراً لنوافق على إرسال الدبابات وهم في المقابل لم يقوموا بخطوات"، موضحاً أن هذا التصريح لا يمكن أن يمر مرور الكرام، حيث إنه يعكس بشكل كبير الفارق في المواقف والرغبة في عدمارسال السلاح لاوكرانيا.
وأكمل المحلل السياسي حديثه لــ"صدى البلد" وقال "إن في اعتقادي ما قيل لا يعكس الرغبة الحقيقية للقادة الاوربيين، واعتقد أن هذا الامر وصل لنهايته ولا اعتقد أن القادة الأوربيين سيرسلون سلاح أكثر ما ارسلوه كما أن مسألة المواجهة المباشرة بينهم وبين روسيا غير متوقعة تماماً، كما أن منسوب إرسال السلاح سيتوقف ولن سيكون هناك مواجهة كبرى".
الحرب بأوكرانيا تصل ذروة التصعيد
وتابع: الحرب الروسية الأوكرانية وصلت لذروة التصعيد الذي يستطيع الغرب القيام به، و ما سيتم في الفترة القادمة لن يستطيع الناتو أو الغرب كدول أو شعوب تحمله، موضحاً أن سقف إرسال السلاح والصفقات لن يغير شيئا في معادلة الحرب، وأعطى المحلل السياسي مثال على "صفقة إرسال الدبابات" والتي تم تدمير بعضها والبعض الآخر لم يصل في الوقت المناسب لم تغير شيئا على أرض الواقع.
ولفت إلى أن أوكرانيا تتطالب الآن بإرسال طائرات والتي حتى أن تم إرساله فلن تُغير شيئا في معادلة الحرب بل سيزيد مستوى التسليح.
واختتم: فيما يخص الرد الروسي، فإن وسيا هددت بشكل واضح وصريح باستخدامS-400، S-600 والأسلحة النوعية الكبيرة والمدمرة، ومن المتوقع أن يكون الرد الروسي مخيف وهو أمر لن يتحمله الغرب.
