شهدت الأيام القليلة الماضية، انتشار خبر أثار الجدل بين عدد كبير من المسلمين، وهو قيام دولة إسلامية وهي ماليزيا بفرض عقوبة الحبس لمدة عامين، على أي رجل يتخلف عن أداء صلاة الجمعة دون عذر مقبول.
القرآن الكريم والسنة
ورد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، وقال إنه يريد أنه يوجه رسالة للدول التي تفرض عقوبات بسبب الأمور الدينية، قائلا:" بدلا من التخويف ووضع عقوبة بالدنيا، لم تأتي في القرآن الكريم، أو السنة النبوية، ولا في إجماع العلماء، كان من الأفضل نشر التوعية الصحيحة السليمة لجعل الناس تقدم الفروض بحب".

وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أن أن دولة ماليزيا وأندونيسيا يشهد له بالتدين، ولدينا طلاب كثيرين بالأزهر، ونفخر بهم، وبحبهم للأزهر الشريف.

حكم ترك صلاة الجمعة للمسافر
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة واجبة على المقيم فى بلده فإذا كان الإنسان على سفر رخص الشرع الشريف له ترك الجمعة.

وأضاف «شلبي» في فتوى له، فى إجابته على سؤال ورد اليه مضمونة : ما حكم صلاة الجمعة للمسافر؟"، أنه إذا كان الإنسان مسافرًا فرخص له الشرع ترك صلاة الجمعة مع الإمام، وإنما يكفيه أن يصلى الظهر أربع ركعات، فإن رغب أن يصلى مع من يصلون الجمعة فيصليها ركعيتن حيث نص فقهاء الشافعية على أنه من صح ظهره صحت جمعته، ولكن صلاة الجمعة غير واجبة على المسافر أى أنه لو لم يُصلِّ الجمعة وصلها ظهرًا وهو على سفر فلا وزر عليه ولا يكون آثمًا.
ما حكم من ترك صلاة الجمعة بسبب النوم؟
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).
وقالت دار الإفتاء، إن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.
وأضافت دار الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟» أنه على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل.
وأعلنت سلطات ولاية تيرينجانو في ماليزيا، عن بدء تطبيق عقوبات أكثر صرامة بحق الرجال المسلمين الذين يتخلفون عن أداء صلاة الجمعة دون عذر مقبول، وذلك ضمن جهودها لتعزيز الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية المطبقة في الولاية.
وأوضحت حكومة الولاية، التي يقودها الحزب الإسلامي الماليزي (PAS)، أن القواعد الجديدة تنص على إمكانية سجن المخالفين لمدة تصل إلى عامين، وفرض غرامة تصل إلى 3000 رينجيت (نحو 527 جنيهًا إسترلينيًا)، أو الجمع بين العقوبتين.
وأشارت السلطات إلى أن تطبيق القرار سيتم عبر لافتات إرشادية في المساجد للتوعية بالقواعد الجديدة، بالإضافة إلى الاعتماد على بلاغات المواطنين وتكثيف الدوريات الدينية بالتعاون مع إدارة الشؤون الإسلامية في تيرينجانو.
جدير بالذكر أن القانون كان ينص في السابق على معاقبة من يتغيب عن صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية بالسجن مدة لا تتجاوز ستة أشهر أو دفع غرامة تصل إلى 1000 رينجيت (نحو 176 جنيهًا إسترلينيًا).
ويُذكر أن القانون الأصلي صدر لأول مرة عام 2001، ثم جرى تعديله عام 2016 ليشمل تشديد العقوبات على مخالفات دينية أخرى مثل عدم احترام شعائر رمضان والتحرش بالنساء في الأماكن العامة.