ردت الكاتبة مريم نعوم على ما يتردد حول وجود "محاذير درامية"، مشددة على أن صناع الدراما في مصر يتحملون بالفعل مسؤولية اجتماعية تجاه الجمهور والمجتمع، وأنها تتوقع أنه قد يكون قد نوقشت بعض المحاذير الدرامية أو طُرحت ضمن نقاشات ولكن القرار النهائي كان بعدم تفعيل أي منها.
وقالت نعوم، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم على قناة ON، إنها لم تتعرض في أي وقت لتدخل من أي شخص أو جهة فيما تكتبه أو في طريقة معالجتها الدرامية، موضحة أن بعض الأعمال قد يكون لها سقف معيّن لكن خبرتها الطويلة جعلتها قادرة على ممارسة حرية مسؤولة ومتوازنة.
وأضافت أن مسلسل "لام شمسية"، الذي عُرض في شهر رمضان العام الماضي، كان نموذجًا لتعامل رقابي متفهم، حيث لم تُطلب منها أي تعديلات، ولم تُفرض عليها أي توجيهات من أي جهة، مؤكدة أن العمل قُدّم كما كُتب تمامًا دون تغييرات مرتبطة بالرقابة.

أكد المخرج كريم الشناوي من جانبه أنه يتمسّك بالحرية المطلقة في العمل الفني، معتبرًا أن دور صناع الفن هو الانحياز إلى مساحات الإبداع المفتوحة، لأنها وحدها القادرة على إنتاج أعمال مؤثرة، مشيرًا إلى أن أي محاولات أخرى مهما كانت نواياها قد تؤدي في النهاية إلى تقييد الفن والإضرار بجوانب أخرى.
وقال الشناوي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم على قناة ON، إن مسلسله الأخير "لام شمسية" تعرض لانتقادات بزعم إساءته للمجتمع، موضحًا أن الفن يعكس ما هو موجود بالفعل ولا يختلق واقعًا غير موجود.
وتساءل الشناوي عن دور لجنة الدراما بشأن المتداول عن إصدار توجيهات لمسلسلات رمضان 2026 بما يُعرف إعلاميًا بـ "المحاذير الدرامية"، مؤكّدًا أن هناك جهاز رقابي قائم بالفعل في مصر، مضيفًا: هل توصيات هذه اللجنة ملزمة؟ وإن كان الأمر كذلك، فلماذا نحتاج إلى رقابة أخرى؟ مطالبًا بمعرفة تقييم اللجنة للأعمال التي قُدمت خلال السنوات الثلاث الماضية، قائلاً إنه لا يعرف توجه اللجنة أو بوصلتها، وهل دورها الرصد أم الرقابة.
وأضاف أنه كصانع للفن يحتاج إلى فهم سقف حرية الإبداع المتاح، مؤكدًا أن ما جرى تداوله في التسريبات الخاصة بـ "محاذير الدراما" لا يخدم الصناعة، خاصةً وأن التسهيلات التي كانت تقدم لصناع الفن تقل بشكل واضح بينما السقف الرقابي يزداد عامًا بعد عام.
وأكد الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن ما يتداول بشأن فرض قيود على صناعة الدراما المصرية والمعروفة باسم "محاذير الدراما" لا يستند إلى أي معلومات صحيحة، معلقًا "مش عارف الكلام ده جه منين.. واللي ماسك الرقابة واحد من المبدعين".
وقال زكي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" إن النقابة لم تتلقَّ أي إخطار أو تواصل رسمي بشأن وجود ضوابط أو تعليمات جديدة، متابعًا أن استمرار عرض أعمال جريئة تتناول قضايا حساسة، مثل مسلسل "لام شمسية" للمخرج كريم الشناوي، دليل واضح على عدم وجود أي تضييق على الإبداع.
وأضاف أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يعمل باستقلالية تامة، ويقوده الروائي والمبدع عبد الرحيم كمال، وهو ما يعكس أن الرقابة نفسها تُدار بعقلية فنية واعية تدرك طبيعة العملية الإبداعية وحدودها.
وشدد نقيب الممثلين على أن الدراما المصرية تعيش حالة ازدهار واضحة، قائلاً إن الفترة الحالية تُعد من أفضل المراحل التي تمر بها الصناعة، مع تقديم أعمال مهمة تعكس صورة إيجابية عن المجتمع المصري.