تبرأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة مؤخرًا، مؤكدًا أن العملية العسكرية "كانت قرارًا شخصيًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، ولا علاقة لإدارته أو توجهاته السياسية بها.
وفي كلمة ألقاها أمام تجمع سياسي بولاية فلوريدا، قال ترامب: "أريد أن أكون واضحًا: ما جرى في الدوحة لم يكن بقرار مني ولا بتنسيق مع أي جهة أمريكية. ذلك كان قرار نتنياهو وحده، وهو يتحمل تبعاته."
وأضاف أن ما حدث "قد يجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى في وقت كان يمكن فيه تحقيق تقدم على مسار التهدئة".
وأشار ترامب إلى أنه، خلال رئاسته، كان يعمل على "ضبط إيقاع النزاعات في الشرق الأوسط" وتجنب التورط الأمريكي المباشر في عمليات قد تثير غضب الحلفاء العرب، مؤكدًا أن "استهداف دولة صديقة مثل قطر، التي تلعب دورًا محوريًا في الوساطة، يضر بفرص الحلول السلمية".
وكانت إسرائيل قد شنت ضربة جوية على مبنى سكني في العاصمة القطرية الدوحة، قالت السلطات القطرية إنه يضم مقرات يقيم فيها بعض أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس.
وأسفر القصف عن استشهاد العريف المساعد بدر سعد محمد الحميدي الدوسري من قوة الأمن الداخلي، وإصابة عدد من عناصر الأمن الآخرين، في وقت لم يُكشف فيه بعد عن حجم الخسائر بين القيادات الفلسطينية المستهدفة.
وأثار الهجوم موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية، حيث أكدت مصر والسعودية والبحرين رفضها التام للاعتداء، واعتبرته انتهاكًا لسيادة قطر. كما شددت جامعة الدول العربية على أن السلوك الإسرائيلي يمثل "خروجًا صارخًا على القانون الدولي".
أما في الساحة الأمريكية، جاءت تصريحات ترامب لتشكل تباينًا واضحًا مع بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل، إذ سعى الرئيس الأمريكي إلى إبعاد نفسه عن المسؤولية السياسية أو الأخلاقية عن العملية، وإلقاء العبء كاملًا على حكومة نتنياهو.
يرى مراقبون أن تبرؤ ترامب من العملية قد يكون له أبعاد داخلية وخارجية. ففي الداخل الأمريكي، يسعى ترامب إلى طمأنة القاعدة الانتخابية التي تتهم خصومه الديمقراطيين بجر الولايات المتحدة إلى صراعات خارجية غير ضرورية.
أما خارجيًا، فيحاول الحفاظ على صورة الزعيم الذي يوازن بين دعم إسرائيل وحماية المصالح الأمريكية مع الحلفاء العرب، ومنهم قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.