قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. منال إمام تكتب: التربية.. دبلوماسية الحب وبناء السلام

د. منال إمام - أستاذ أصول التربية ومتخصصة في الشئون الدبلوماسية
د. منال إمام - أستاذ أصول التربية ومتخصصة في الشئون الدبلوماسية

في عالمٍ تتزاحم فيه التحديات، من صراعات فكرية إلى صدامات ثقافية، تأتي التربية كأداة قوية لا تُحدث ضجيجًا، لكنها تغيّر الكثير في العمق. فهي ليست مجرد تعليم أو نقل للمعرفة، بل قوة ناعمة تبني العقول، وتُصلح النفوس، وتشيد مجتمعات أكثر وعيًا وسلامًا.

لكن كيف يمكن أن تكون التربية دبلوماسية؟ وما دور "التربية بالحب" في حماية المجتمعات من العنف والتطرف؟

التربية بالحب... طريق إلى السلام الداخلي والاجتماعي
"التربية بالحب" ليست مجرد مشاعر، بل أسلوب حياة. تقوم على التعامل مع الطفل أو الشاب باحترام، وتفهّم، واحتواء، بدلًا من القسوة أو العقاب المستمر. وحين يشعر الطفل بأنه مقبول ومحبوب، يصبح أكثر استقرارًا وأقل عنفًا، وأكثر تقبّلًا للآخرين.

تمنح التربية بالحب الطفل شعورًا بالأمان، فينشأ مطمئنًا بعيدًا عن الغضب أو التمرد، وتعلّمه كيف يحترم الآخرين ويستمع إليهم دون أحكام مسبقة، وتغرس فيه قيم الرحمة، والتسامح، والتعايش. ومجتمع تربّى أفراده على الحب سيكون بالضرورة مجتمعًا أقل توترًا، وأقل عرضة للتطرف، وأكثر قدرة على حلّ الخلافات بالحوار لا بالصراع.

التعليم... دبلوماسية من نوع آخر
قد لا يبدو التعليم أداة دبلوماسية في الظاهر، لكنه في الحقيقة يمارس أدوارًا لا تقوم بها حتى السفارات. فعندما تعلّم شعبًا آخر لغتك، أو تحتضن طلابًا من دول مختلفة، أو تصدّر مناهجك وقيمك الإنسانية، فأنت تمارس نوعًا من الدبلوماسية الهادئة والفعّالة.

وعندما تُدرّس القيم العالمية كالسلام، والتعددية، والتسامح، فإنك تزرع التفاهم لا الانقسام. كما أن برامج التبادل الطلابي تقرّب بين الشعوب أكثر من أي خطابات سياسية. والتعليم في مناطق النزاع أو بين اللاجئين طريق مباشر لمحاربة الكراهية من جذورها.

رسالة للمجتمع: لنربِّ أطفالنا بالحب... لنربح المستقبل
في النهاية، كل معلّم، وكل أب، وكل أم، يحملون في أيديهم أداة دبلوماسية ناعمة لا تُقدّر بثمن. فالتربية ليست مجرد واجب منزلي أو شرح درس، بل رسالة نبيلة قادرة على تغيير العالم.

إذا بدأنا بالتربية بالحب، سنبني أجيالًا أكثر إنسانية، تحب الحياة وتؤمن بالحوار. وإذا وضعنا التعليم في قلب استراتيجياتنا الثقافية، نكسب احترام العالم دون أن نرفع صوتًا أو نطلق رصاصة.