أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني على عدم المساس بالنيل الأزرق أو اتخاذ أي إجراءات أحادية بشأنه، يمثل موقفًا واضحًا وحاسمًا يبدد كل الشكوك حول وحدة الرؤية بين مصر والسودان في قضية سد النهضة.
وأوضح شراقي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن اللقاءات الأخيرة بين القيادتين المصرية والسودانية، سواء خلال أسبوع القاهرة للمياه أو زيارة الرئيس السوداني للقاهرة، جاءت لتؤكد أن البلدين في خندق واحد تجاه أي ممارسات أحادية قد تضر بالمصالح المائية المشتركة، مشددًا على أن سد النهضة له أضرار واضحة على مصر والسودان، رغم اختلاف درجاتها، وهو ما يفرض التنسيق الكامل بين الجانبين.
وأضاف أستاذ الجيولوجيا، أن إثيوبيا تواصل إطلاق تصريحات دبلوماسية متناقضة مع الواقع، إذ تزعم أن السد لا يسبب أي ضرر، في حين أن تخزين 64 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد يعني حجب كميات ضخمة كانت تتدفق إلى مصر.
وأشار إلى أن إثيوبيا تمتلك 21 بوابة في السد، وعندما فتحت أربعًا فقط منها، غرقت مناطق واسعة في السودان، مما يكشف عن فقر فني في إدارة المشروع ويؤكد خطورة الانفراد بقرارات التشغيل والملء دون تنسيق.
وتابع شراقي أن مصر حذّرت بوضوح على لسان القيادة السياسية من أي أعمال أحادية على النيل الأزرق، معتبرًا أن هذا التحذير رسالة قوية بأن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي نهج إثيوبي "غير منضبط" قد يهدد الأمن المائي المصري والسوداني.
وشدد على أن التعاون ممكن ومطلوب إذا التزمت إثيوبيا بمبدأ عدم الإضرار بالآخرين، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا داعمة لحق الشعوب في التنمية بشرط ألا تكون على حساب الحقوق التاريخية في المياه.
وأكد عباس، على أن الحل يكمن في التنسيق الفني والشفافية في إدارة السد، وتبادل البيانات حول التشغيل والملء، حتى يمكن لكل من مصر والسودان وضع خططهما الزراعية والمائية بشكل علمي وآمن.
كيفية الإدارة الآمنة لمياه النيل
وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن إدارة السد الإثيوبي تفتقر إلى التخطيط الفني والعلمي السليم، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال السنوات الماضية من قرارات أحادية في عمليات الملء والتشغيل، أثبت وجود قصور واضح في الرؤية الفنية لدى الجانب الإثيوبي، وانعدام التنسيق مع دول المصب، وهو ما تسبب في أضرار بيئية وهيدرولوجية جسيمة خاصة في السودان.
وأوضح شراقي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إثيوبيا تمتلك 21 بوابة للتحكم في تصريف المياه، وعندما فتحت أربعًا منها فقط العام الماضي، شهدت الأراضي السودانية فيضانات عارمة ألحقت خسائر فادحة بالمزارع والبنية التحتية، مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث تكشف غياب الخبرة الهندسية والإدارة العلمية الرشيدة للسد، وأن أي خلل في تشغيله دون تنسيق يمكن أن يتحول إلى كارثة مائية تهدد الملايين.
وشدد أستاذ الجيولوجيا على أن إدارة آمنة ومستدامة لمياه النيل لا يمكن أن تتحقق إلا عبر الشفافية الكاملة وتبادل البيانات الفنية بين الدول الثلاث (مصر، السودان، وإثيوبيا)، لافتًا إلى أن إخفاء المعلومات حول توقيتات الملء وكميات المياه المحتجزة أو المنصرفة يعقّد حسابات دول المصب ويهدد أمنها المائي والغذائي.
وأشار شراقي إلى أن مصر لا تعارض التنمية في إثيوبيا، بل تؤكد دومًا دعمها لحق جميع شعوب حوض النيل في الاستفادة من مواردها الطبيعية، لكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب حقوق الآخرين، داعيًا إلى تبني نهج التعاون لا الانفراد، والعلم لا التجريب، من أجل مستقبل مائي آمن ومستقر للمنطقة بأكملها.