أكد المهندس محمود هارون، عضو اتحاد الصناعات المصرية وعضو لجنة الصناعة بالغرفة الأمريكية، أن نجاح الجهود المصرية في وقف الحرب في غزة يمثل بداية مرحلة جديدة من البناء وإعادة الإعمار في المنطقة، تقودها مصر باعتبارها قوة إقليمية فاعلة وصاحبة دور محوري في تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأوضح في بيان له، أن تحركات الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أعادت لمصر مكانتها كدولة قادرة على صناعة السلام وفتح آفاق التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن عودة الاستقرار ستطلق موجة واسعة من مشروعات إعادة الإعمار تشارك فيها الكيانات الوطنية بدور رئيسي، لما تمتلكه من قدرات إنتاجية وكفاءات هندسية ومقومات صناعية متقدمة.
وأضاف أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية وعلاقات سياسية متوازنة تؤهلها لتكون مركزاً محورياً لإعادة الإعمار في غزة والمنطقة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في الصناعات الوطنية وزيادة مساهمتها في الأسواق الإقليمية والدولية، مدعومة بالثقة الدولية في الاقتصاد المصري وتحسن المؤشرات الاقتصادية.
وأشار هارون إلى أن القوة السياسية والاقتصادية باتتا وجهين لعملة واحدة في التجربة المصرية الحديثة، موضحاً أن الاستقرار السياسي والنجاح في إدارة الأزمات أعادا مصر إلى موقعها كشريك موثوق ونقطة استقرار نادرة في الشرق الأوسط، وهو ما انعكس في ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى نحو 47 مليار دولار في عام 2024 وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، مقابل 10 مليارات دولار فقط في العام السابق.
وأكد أن هذا الزخم الاقتصادي، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة والافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، يعزز تدفقات العملة الأجنبية ويدعم استقرار الجنيه، مشيراً إلى أن مصر تشهد انطلاقة جديدة قوامها الثقة والتنمية، وأن السنوات المقبلة ستشهد طفرة صناعية كبرى تضع الصناعة الوطنية في صدارة المشهد الإقليمي.
وأضاف المهندس محمود هارون أن المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول نحو توطين الصناعات المتقدمة ودعم التوجه الوطني لزيادة الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات، لافتاً إلى أن هناك توسعاً كبيراً في صناعات الزجاج والدهانات وقطاعات الألومنيوم والكلادينج وقطع غيار السيارات والطائرات، بما يرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات عالية التقنية.
وأشار إلى أن الجهود الحالية تسير في اتجاه تعزيز التكامل الصناعي بين القطاعات المختلفة من خلال إنشاء مصانع متخصصة لإنتاج الأسطمبات ومستلزمات خطوط الإنتاج، فضلاً عن التوسع في الصناعات المغذية لوسائل النقل والأتوبيسات الكهربائية ومشروعات النقل الذكي، بما يواكب رؤية الدولة للتحول الصناعي المستدام.
واختتم هارون تصريحاته بالتأكيد على أن الصناعة الوطنية تدخل مرحلة ذهبية تتكامل فيها الرؤية السياسية مع الخطط الاقتصادية والإنتاجية، مشيراً إلى أن مصر تمتلك اليوم كل المقومات التي تؤهلها لتكون مركزاً للتصنيع والتصدير وإعادة الإعمار في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل.


