ناصر جودة: الأردن الملاذ الآمن لكل أحرار العالم.. والحل السياسي كفيل لوقف تدفق اللاجئين السوريين

أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم /الأربعاء/ على أن حل الأزمة السورية سياسيا كفيل لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة التي تعد الملاذ الآمن لكل أحرار العالم على مر التاريخ، لافتا إلى أنه على الرغم من موارد الأردن المحدودة إلا أنه يتقاسم القليل مع هؤلاء اللاجئين ويتحمل عبئا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا جراء هذه الأزمة.
جاء ذلك على هامش افتتاح مخيم "الأزرق" للاجئين السوريين اليوم بحضور عدد من الوزراء الأردنيين من بينهم وزير الداخلية حسين هزاع المجالي، والتخطيط والتعاون الدولي إبراهيم سيف، إضافة إلى مدير إدارة مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود، وقائد حرس الحدود الأردني العميد صابر المهايرة بجانب عدد من السفراء العرب والأجانب والمؤسسات الشريكة العاملة في المخيم.
وقال وزير الخارجية الأردني "إن اللاجئين مازالوا يتدفقون على المملكة وتتخذ الإجراءات اللازمة لإيوائهم.. إننا ندرك حجم المشكلة الناجمة عن سوريا والتداعيات الإنسانية لها حيث يتحمل الأردن الجزء الأكبر نيابة عن المجتمع الدولي، داعيا المجتمع الدولي إلى مساندة الأردن في القيام بهذا الدور وتحمل هذا العبء خاصة وأنه يستضيف حاليا ما يزيد على مليون و300 ألف سوري من بينهم 600 ألف مسجلون كلاجئين و700 ألف في أماكن مختلفة بالمملكة".
وحول مخيم الأزرق، قال جودة "إن هذا المخيم الواقع على بعد 100 كم شرق عمان و20 كم غرب مدينة الأرق الواقعة في محافظة الزرقاء يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن بعد الزعتري وتبلغ طاقته الاستيعابية ما يزيد على 100 ألف لاجيء وهو يكفي لهذه الظروف، مشيرا إلى أن الشعب السوري ثري وأسهم كثيرا في الحضارة العالمية ومن حقه أن يعيش في أمن وسلام".
وعن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار السوري الذي سيستضيفه الأردن يوم /الأحد/ المقبل، أجاب جودة بأن هذا اللقاء المهم يستهدف تسليط الضوء على الأزمة السورية، وإطلاع الوزراء على المشكلة بأعينهم ومحاولة جذب الانتباه العالمي للتركيز على هذه الأوضاع.
وبدوره، قال المجالي "إن مخيم الأزرق يعد مكانا مؤقتا لهؤلاء اللاجئين إلى أن يعودوا إلى بلادهم حيث تتوفر به مقومات الأمن والأمان والخدمات الأساسية التي تليق بكرامة الإنسان، مؤكدا أن المخيم يعبر عن إرادة المملكة في أن تكون ملاذا آمنا.. ولقد تعلمنا من أخطائنا السابقة"، في إشارة إلى مخيم الزعتري.
وثمن دعم مؤسسات المجتمع المدني والدعم الدولي في مساعدة الأردن على تخطي التحديات الصعبة التي يفرضها اللجوء، مشيرا إلى أن غالبية اللاجئين يقيمون خارج المخيمات وهو ما يزيد الأعباء المترتبة على الأردن.
ومن جهته، قال العميد وضاح الحمود "إننا أخذنا في الحسبان الأخطاء التي واجهناها في الزعتري من جميع النواحي وحريصون على إبقاء الأردن آمنا، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمخيم البالغة مساحته 15 كم تصل إلى 130 ألف لاجيء وهو مزود بالبنى التحتية الجيدة لاستقبال اللاجئين، موضحا أن المرحلة الأولى تشمل خمسة آلاف منزل متنقل وهي جاهزة لاستيعاب اللاجئين السوريين حاليا".
ومن ناحيته، قال ممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر "إن مخيم الأرزق يؤكد استمرار المملكة في الالتزام بحماية الفارين من العنف في سوريا، مشيدا بدور الأردن في استقبال اللاجئين واستيعابهم، مؤكدا على ضرورة دعم المملكة والمفوضية لمساعدة الجانبين على تحمل تداعيات الأزمة السورية".
وأضاف هاربر "إذا كان المجتمع الدولي يتوقع من الأردن أن يواصل الحفاظ على حدوده مفتوحة ويشارك اللاجئين موارده المحدودة، فيتعين عليه (المجتمع الدولي) أن يقوم ببذل المزيد من الجهود للمساعدة على تحقيق هذا الهدف".
ويوجد في الأردن حاليا خمسة مخيمات للاجئين السوريين سيكون الأزرق سادسها وهي: الزعتري (100 ألف لاجيء)، وحديقة الملك عبدالله في الرمثا وسايبر سيتي حوالي 1000 لاجيء لكل منهما، ومنشية عليان حوالي 450 ، والإماراتي الأردني (مريجيب الفهود) ما يقرب من خمسة آلاف.