الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

(الفاو) تطلق مشروعا إقليميا حول كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

صدى البلد

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالتعاون مع الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا) اليوم مشروعا إقليميا بعنوان (تنفيذ جدول أعمال 2030 لضمان كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا).

وذلك خلال ورشة العمل الإقليمية التي تعقد حاليا في القاهرة بهدف وضع الإطار المناسب لرسم وتنفیذ خارطة الطريق لضمان التطبيق الفعال للمشروع وتحقيق النتائج العالية الأثر المرجوة منه، ومساعدة البلدان الأعضاء على تنفيذ جدول أعمال 2030 لضمان كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه والمساهمة في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.

وافتتح هذه الفعالية المهمة الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري..مؤكدا على استراتيجية الوزارة 2050 واستدامة استخدام المياه وتشمل الترشيد والتنمية والتنقية والتشريعات، علاوة على ضرورة الاستعانة بتكنولوجيا الطاقة الشمسية في مجال ترشيد مياه الري وتحلية المياه، والمضي قدما في إجراء جميع الأبحاث في مجالات الزراعة على المياه المالحة.

وأشار الوزير" إلى أن منطقة الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا تعد من أقل مناطق العالم من ناحية حصة الفرد من الموارد المائية العذبة وتعاني من مشكلات خطيرة تتعلق بالاستخدام غير المستدام للمياه، ويتوقع أن تعاني المنطقة في العقود المقبلة من تزايد حدة مشكلة ندرة المياه، إضافة إلى حدوث مواسم جفاف شديدة وطويلة ومتكررة، وبالنظر إلى أن الزراعة تستهلك ما نسبته 85 بالمائة من المياه العذبة، يجب العمل على تعزيز كفاءة المياه وإنتاجيتها في هذا القطاع".

ونوه بأنه من المعلوم أن القطاع الزراعي الذي يستهلك أكثر من 85 % من موارد المياه العذبة المتاحة، سيواجه منافسة قوية مع باقي القطاعات المستهلكة للمياه، ولذلك يجب تحسين كفاءة استخدام المياه لتعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي.

وفي هذا الصدد، قال باسكوال ستدوتو بالنيابة عن عبد السلام ولد أحمد، الممثل الإقليمي للفاو لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" إن ضمان إنتاجية المياه واستدامتها أمر لا غنى عنه لخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه والجوع وسوء التغذية والنظم الزراعية غير الكفؤة، ونؤمن بأن هذا المشروع سيساعد في تحقيق مستقبل مستدام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي هذا الشأن، أطلقت كل من الفاو والوكالة السويدية للتنمية الدولية مشروعا جديدا.

يأتي هذا المشروع في إطار مبادرة منظمة الأغذية والزراعة الإقليمية بشأن ندرة المياه، والتي تهدف لدعم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوضع خطط استراتيجية لإدارة موارد المياه وتوزيعها، كما تشجع المبادرة أيضًا بلدان المنطقة على مراجعة سياساتها المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي والطاقة من أجل وضع خطط استثمار فعالة واعتماد ممارسات زراعية كفؤة.

وينطلق المشروع من حقيقة أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يعانيان العديد من المشكلات المتعلقة بالمياه، إذ يعد معدل نصيب الفرد من الموارد المائية هو الأقل بين كل مناطق العالم، علاوة على احتمالية أن تواجه منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ندرة حادة في المياه العذبة، وذلك بسبب العديد من العوامل المرتبطة بالديموغرافيا والتغيرات المناخية.

ومن خلال المبادرة الإقليمية بشأن ندرة المياه ستقدم منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الدعم الفني اللازم لمواجهة إشكالية توفير المياه لقطاعات المياه المختلفة وزيادة الطلب عليها.

وسيساعد المشروع أيضا البلدان الأعضاء على تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وزيادة قدرة الإنتاجية الزراعية، وسيتم ذلك من خلال وضع نظام قوي للمحاسبة المائية، وتنفيذ سلسلة من التدخلات لزيادة كفاءة المياه وإنتاجيتها في نظم زراعية مختارة، وضمان تحقيق تنمية مستدامة وعادلة اجتماعيًا تقوم على حقوق الإنسان. وتضم قائمة البلدان المستفيدة من المشروع: الجزائر ومصر وإيران والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس، وفي هذا الشأن، أطلقت كل من الفاو والوكالة السويدية للتنمية الدولية مشروعا جديدا.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، فإن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 المتفق عليها مؤخرا تتطلب تغيير السياسات في إدارة الموارد الاستراتيجية مثل المياه والأرض والطاقة.

وتحتاج بلدان الإقليم إلى التخطيط الاستراتيجي لإدارة مواردها المائية وتخصيصها، واستعراض سياساتها المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي والطاقة، ووضع خطط استثمار فعالة، وتحديث نظم الحوكمة ومراعاة المياه السطحية والجوفية العابرة للحدود وذلك من خلال وضع حدود مستدامة لاستهلاك المياه والاستفادة من كل قطرة مياه واستخدام مصادر المياه غير التقليدية.

وإلى جانب البلدان المشاركة، تستضيف هذه الفعالية دولا أعضاء في جامعة الدول العربية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، واليونسكو، وجامعة قرطبة.

تجدر الإشارة إلى أن أهداف ورشة العمل تتمثل في أن يكون لدى جميع الشركاء تصور مشترك للنتائج المتوقعة من المشروع ومناقشة مخرجات المشروع وتحديد المخاطر المحتملة التي قد تحدث أثناء تنفيذه، ومناقشة وسائل التغلب عليها، وتصميم خارطة طريق واضحة لمتابعة ورشة العمل.

يذكر أن الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا) هي وكالة حكومية تسعى بالنيابة عن البرلمان والحكومة السويدية للحد من الفقر في العالم، وتسهم من خلال العمل والتعاون مع المنظمات الأخرى في تنفيذ سياسة السويد من أجل التنمية العالمية.