التطور العلمي يكشف أسرار "تيتانك"

توج التطور العلمي الجهود والمحاولات المستمرة لكشف أسرار غرق السفينة " تيتانك" قرب سواحل كندا في 15 إبريل من عام 1912 بإنتاج صور نادرة وجديدة أماطت اللثام عن كثير من الأساطير التي نسجت على مدى قرن من الزمن حول حادث غرق السفينة التي كانت تعد آنذاك أكبر جسم متحرك صنعة الإنسان على الإطلاق.
وتسلط الصور - التي ستنشرها مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" منتصف الشهر المقبل في الذكرى المئوية على غرق السفينة - الضوء على خبايا الأعماق وتبهر المشاهد العادي وحتى العلماء بدقتها، إذ تم استخدام أحدث ما توصلت إليه تقنيات الكمبيوتر في معالجة الصور وآخر ما توصل إليه العلم من تطورات لأجهزة الغوص الآلية المزودة بأجهزة استشعار يتم التحكم فيها عن بعد على الرغم من أن حطام السفينة لا يزال موجودًا على عمق نحو 4 كيلومترات في قاع المحيط.
وتوصلت الدراسات المتفحصة لأكثر من ألف صورة تم التقاطها لحطام السفينة عن قرب وعلى مدى شهرين من جانب بعثة علمية متخصصة بعد معالجتها باستخدام التقنيات الحديثة إلى تصور تقريبي وأكثر واقعية لحادث غرق السفينة ، حيث تبين أن سرعة السفينة لحظة ارتطامها بالجبل الجليدي كانت كبيرة مما أدى إلى وقوع الكارثة التي ساعد عليها ما بينته فحوصات لاحقة من أن صفيح الهيكل الخارجي للسفينة كان أرق بربع بوصة من المعايير المطلوبة.
ووافقت نتائج الأبحاث عن أسباب غرق السفينة وانشقاقها لنصفين ووضع مقدمتها، كما بينت الصور مع ما ذكره ناجون من تلك الكارثة في مذكراتهم، حيث إن ثقل الماء الذي يعلو حطام السفينة وقوة اصطدامه بالقاع أدى إلى انهيار كلي لهيكلها الداخلي كانهيار بيت ورقي وفقا لما أظهرته الصور.