نيويورك تايمز: القادة السياسيون الإيرانيون يجتمعون على دعم الاتفاق النووي حتى المتشددين منهم

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه لأول مرة في تاريخ المفاوضات حول الشأن النووي بين طهران والقوي الغربية يجتمع الصف الإيراني -حتى القادة المتشددين- على دعم الاتفاق الإطاري النووي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء انه منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979، كان المتشددون في إيران يخرجون إلى الشوارع معترضين على أي شكل من أشكال التسوية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
غير انه في حدث فريد من نوعه، تدين وزارة الداخلية الإيرانية المظاهرات التي خرج بها مجموعة صغيرة من المتشددين أمس الثلاثاء أمام مبنى البرلمان، رافعين لافتات ومرددين هتافات ضد الاتفاق الإطاري النووي الذي وافقت عليه ايران الأسبوع الماضي في لوزان، سويسرا، ووصفت الوزارة المظاهرة بغير القانونية ، لعدم تمكن المتظاهرين من الحصول على تصريح.
وأصدر وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، تحذيرا بأنه "لن يسمح من الآن فصاعدا بأي تجمعات غير قانونية وعلى من يريد التظاهر من أى طرف كان استخراج تصريح للاحتجاج حتى نتمكن من ضمان أمنهم".
وقالت الصحيفة انه ربما تعتبر هذه هى المرة الأولى التي يشعر فيها المحافظون – ومعظمهم في هذه الحالة من الذين يشعرون بخيبة امل بسبب التنازلات التي قدمتها إيران للتوصل إلى اتفاق النووي- بأنهم منفصلون عن هيكل السلطة.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم /ان الرسالة القادمة من السلطة واضحة وهي نداء للجميع "بالتماشى مع البرنامج/.. مشيرة الى ان كبار المسؤولين ورجال الدين والمشرعين وقادة الحرس الثوري الايراني، ممن عارضوا وبقوة في الماضي أي تسوية مع الغرب، اصبحوا يمدحون الآن وزير الخارجية محمد جواد ظريف وفريقه من المفاوضين، وكذلك حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وانضم إلى الصف القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري حيث قال "يشكر الشعب الايراني وفيلق الحرس الثوري الإيراني المفاوضين لمحاولتهم الصادقة وجهادهم السياسي، وعلى مقاومتهم حتي النهاية."
و لفتت الصحيفة الى ان رجلا واحدا فقط ظل صامتا حيال الامر هو علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الايرانية، التي تعتبر كلمته هي الفيصل. ومع ذلك، يقول محللون ان الدعم واسع النطاق بين صفوف المحافظين يشكل بصورة شبه مؤكدة انعاكسا لتفكيره.
ووفقا للصحيفة، قال حميد رضا تراجي، وهو محلل سياسي قريب من خامنئي أنه لا ينبغي أن نندهش من أن المؤسسة الايرانية اجتمعت على موقف واحد لدعم المفاوضين والمحادثات.
وأضاف "كلما يشرح وزير الخارجية ظريف بشأن المفاوضات، تكون حججه مقنعة ومقبولة، نحن قلقون بالطبع حول بعض التفاصيل، ولكن سيتم حلها، ونحن متأكدون من ذلك".
ولفتت الصحيفة الى ان ظريف لاقى اشادة كبرى أمس الثلاثاء اثناء زيارته إلى البرلمان الايراني لشرح الاتفاق الإطار النووي والإجابة على أسئلة النواب..غير ان نحو 150 متظاهرا من المتشددين تواجدوا خارج مبنى البرلمان واعربوا عن قلقهم من هذا الاتفاق مؤكدين انهم "يمثلون صوت الشعب".
غير ان الصحيفة لفتت الى ان هؤلاء لا يشكلون سوى اقلية فيما يبدو، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة انباء إرنا الإيرانية أن 96 في المئة من سكان طهران يدعمون الاتفاق النووي، وأن 83 في المئة من المستطلعين "أعربوا عن سعادتهم وأملهم وارتياحهم بعد ان سمعوا عن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في لوزان، سويسرا".