صحيفة سعودية تحيى مكامن القوة غير التقليدية فى الشعب الفلسطينى

حيت صحيفة "المدينة" السعودية مكامن القوة غيرالتقليدية في الشعب الفلسطينى من أجل التصدى لآلات القتل الاسرائيلية وخطط التهويد الصهيونية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم، الثلاثاء: "لا تختلف الكيانات السياسية في سلوكها وآليات عملها عن الكائنات الطبيعية، فلديها جهاز مناعي وآليات لتحصين الجسد والروح، وهى تطور آليات التصدي للأخطار التي تتهدد صميم وجودها، على نحو طردي يتناسب مع مستوى الأخطار وجسامة التحديات، ويمكن في هذا السياق رصد آليات عمل جهاز المناعة الفلسطيني ضد السرطان الإسرائيلى الغريب والشرس الذى راح يفترس الجسد الفلسطيني، وأصابه الطمع والشره فقرر أن يفترس الروح الفلسطينية أيضا".
وأضافت: "لكن غريزة حب البقاء، حركت كوامن القوة في الجهاز المناعي الفلسطيني الذي تداعى كثيرا تحت وطأة ضربات قاصمة، فراح يبتكر أدوات جديدة، لعل أخطرها وأقلها كلفة، القنبلة السكانية، حيث تسجل معدلات الخصوبة والإنجاب لدى أبناء الشعب الفلسطيني واحدة من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يضع إسرائيل في مأزق حقيقي، حيث تهدد القنبلة السكانية الفلسطينية بتفجير فكرة الدولة اليهودية من الداخل، الأمر الذي دفع بعض الخائفين على يهودية الدولة في إسرائيل إلى المطالبة بانسحاب إسرائيلي من أراض فلسطينية احتلت بعد الرابع من يونيو عام 1967، ليس زهدًا في الأرض الفلسطينية، وإنما خوفًا على ما ابتلعه الإسرائيليون من أراض عام 1948".
وتابعت الصحيفة: "إن دعاة يهودية الدولة في إسرائيل يخشون من دولة مزدوجة القومية، يكتسب فيها الفلسطينيون مع الوقت حقوقا تتعلق بالانتخاب والترشيح، ما ينتهي بإسرائيل إلى الذوبان، فيما يشحن الفلسطينيون بطاريات المقاومة لديهم بإبداعات جديدة، انضم إليها مؤخرا الإضراب الجماعي عن الطعام للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال".
ونوهت "المدينة" إلى إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام بوصفه تطويرا مبدعا لآليات المقاومة السلمية، يضع دولة الاحتلال تحت ضغط إنساني ودولي هائل، فيما يتشدق الإسرائيليون بالحديث عن كونهم الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، فالإضراب عن الطعام يغتال الفكرة الصهيونية بلا رصاص ولا حجارة، ويطرح على أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في الضفة والقدس خيارا جديدا للمقاومة لا نظن أن العالم يملك احتمال آثاره أو يطيق تفاعلاته وتداعياته حتى داخل الديمقراطيات الغربية ذاتها.