فاينانشيال تايمز: محاولات قرصنة إلكترونية للسيطرة على أنابيب الغاز الأمريكية.وأولاند يواجه تحديات اقتصادية تفوق التوقعات

هجوم إلكتروني على خط أنابيب غاز أمريكي
فاينانشيال تايمز: هناك محاولات قرصنة كثيرة للسيطرة على أنابيب الغاز الأمريكية
الجارديان: التحديات التي تواجه أولاند أكبر من طموحات الفرنسيين
كاميرون يطالب بحكومة موحدة لدول اليورو
"فاينانشيال تايمز"
حذرت وزارة الداخلية الأمريكية من أن هجوما إلكترونيا متطورا استهدف خط أنابيب الغاز الطبيعي الأمريكية كان يجري الإعداد له منذ عدة أشهر، وهو ما يثير مخاوف جديدة بشأن احتمال تعرض البنية التحتية الحيوية في البلاد لخطر قراصنة الحواسيب.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله الفريق المعني بأنظمة المراقبة الصناعية في الوزارة مؤخرا من أنه حدد حملة واحدة وراء محاولات الاختراق المتعددة لعدة شركات خطوط أنابيب مختلفة منذ ديسمبر الماضي.
وقد أصدر الفريق المعني تحذيرات وعقد اجتماعات مع مشغلي خطوط أنابيب النفط والغاز لتلقينهم كيفية رصد علامات الهجوم، وقال إنه كان على تواصل مستمر مع الهيئات التي تضررت لإعداد خطط لتخفيف حدة التوتر وإزالة التهديد وتدعيم الشبكات ضد الإصابة بالعدوى مجددا.
ولم تتوفر معلومات عن مصدر أو دافع الهجوم، لكن خبراء الصناعة أشاروا إلى احتمالين: محاولة للسيطرة على خطوط أنابيب الغاز لتعطيل الإمداد، أو محاولة للولوج إلى معلومات عن التدفقات لاستخدامها في تداول السلع في البورصة.
ويشار إلى أن التحذير الأصلي جاء من شركات كانت لاحظت رسائل إلكترونية مزيفة مرسلة إلى الموظفين، وهذا الهجوم يستخدم ما هو معروف في مصطلح أمن الحواسيب بـ"التصيد"، وهو استخدام "فيس بوك" أو مصادر أخرى لجمع المعلومات عن موظفي شركة ما ثم محاولة الإيقاع بهم لكشف المعلومات أو النقر على روابط مُفَيْرسة (تتضمن فيروسات) بإرسال رسائل إلكترونية مقنعة بزعم أنها من زملاء العمل.
وقال الفريق إن التفاصيل الإضافية عن الهجوم التي تم تداولها في التحذير الموجه لمشغلي خطوط الأنابيب، تعتبر حساسة ولا يمكن نشرها عبر القنوات العامة أو غير الآمنة.
وقالت كاثي لاندري، من جمعية إنترستيت للغاز الطبيعي في أمريكا مجموعة مشغلى خطوط الأنابيب، إن "هذه التطفلات للاستطلاع، لكننا لا نعرف هل كانوا يحاولون الولوج إلى أنظمة مراقبة خطوط الأنابيب أم إلى معلومات الشركة".
ومن الجدير بالذكر أن حساسية أنظمة حواسيب صناعة الطاقة تعرضت لحادثتين كبيرتين في العامين الماضيين.
فقد تتبعت حملة القرصنة المعروفة باسم "نايت دراغون" عنوانا في الصين وجمعت بيانات حساسة تجاريا عن حقول النفط والغاز ومعلومات أخرى من شركات الطاقة، وأُلقى الضوء على الهجوم في تقرير للكونجرس الأمريكي من وكالات استخبارات أمريكية كبيرة العام الماضي والتي حذرت من أن "التجسس الصناعي والاقتصادي الأجنبي ضد الولايات المتحدة يمثل تهديدا كبيرا ومتناميا لرخاء وأمن البلاد".
والحادثة الثانية هى فيروس ستكسنت عام 2010 الذي سبب تعطلا كبيرا لبرنامج إيران النووي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تهديد الهجمات على أنظمة تكنولوجيا المعلومات دفع السلطات الأمريكية لمضاعفة جهودها الأمنية في السنوات الأخيرة ومنها تشكيل الفريق المعنى بأمن أنظمة المراقبة الصناعية ضد الهجمات الإلكترونية لحماية البنية التحية الحساسة مثل شبكات الاتصال اللاسلكية وإمدادات الغذاء والماء والمفاعلات النووية وخطوط أنابيب النفط والغاز.
وكان مدير المخابرات المركزية آنذاك ليون بانيتا حذر العام الماضي من أن الهجوم الإلكتروني يمكن أن يكون "بيرل هاربر القادم".
"الجارديان"
اعتبر الكاتب الصحفي بيير هاسكي أن التحديات التي تواجه الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند كبيرة جدا مقارنة بالطموحات التي ينشدها الفرنسيون عقب إلحاقه الهزيمة بغريمه نيكولا ساركوزي.
فالرئيس السابق - كما يقول الكاتب في مقال بصحيفة "ذي جارديان" - كان قد وصف هولاند بأنه "صفر" وأنه "غير كفء"، ولكن الأخير تمكن من تحقيق المصداقية عبر نهجه البراجماتي وتخليه عن الخطابات النارية.
ورغم أن باريس كانت ترقص مساء الأحد فرحا لفوز هولاند، فإنه سيصطدم بالواقع حتى قبل أن يتولى منصبه رسميا.
فقد صوت الناخبون الفرنسيون للمرشح الذي تعهد بتجنب برنامج ساركوزي الخاص بالتقشف، ولكن نجاح هولاند أو فشله سيتضح في أوروبا، حيث يبدو فيه الرئيس الاشتراكي الفرنسي غريبا عن الاتحاد الأوروبي الذي يقوده المحافظون.
وأثار اقتراح هولاند في يناير بإعادة التفاوض بشأن ميثاق الميزانية ليشمل عنصر النمو؛ ازدراء ساركوزي، ومنذ ذلك الحين تغيرت اللهجة وبات النمو مدرجا على أجندة الاتحاد الأوروبي.
وعن التحديات التي تواجه هولاند يعلق الكاتب على تصريح لمساعد الرئيس المنتخب يؤكد فيه أن "لدينا 45 يوما لتحقيق النجاح"، قائلا إن ذلك يعني أن أمام هولاند 45 يوما لإيجاد صفقة أوروبية جديدة يمكن له أن يسوقها لناخبيه.
كما أن انتصار اليسار لن يحجب النتيجة الكبيرة التي حققتها المرشحة اليمينية مارين لوبان خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فهى تتوقع أن تضيف شيئا آخر إلى نجاحاتها خلال الانتخابات النيابية المقبلة بالحصول على بعض المقاعد رغم نظام الأغلبية في التصويت.
فالتصويت للجبهة الوطنية اليمينية التي تنتمي إليها لوبان يمثل فشل النظام الفرنسي -وفقا للكاتب- وإقصاء ملايين "الفقراء الجدد" الذين يشعرون بأنهم ضحايا العولمة وازدراء النخبة الفرنسية، وهؤلاء الفقراء هم من تصفهم لوبان بأنهم "غير مرئيين".
وهولاند يعلم أنه لن يستطيع أن يجد حلا لهؤلاء بين عشية وضحاها، ولكن المشاعر المناهضة للهجرة ولأوروبا التي أثارتها لوبان ما زالت تبدو مقنعة للمهمشين.
فالتحدي أمام الرئيس الجديد يكمن في أن يثبت نفسه ولا يكون مجرد مرحلة يسارية قبل انتزاع السلطة منه في الانتخابات المقبلة، وهذا ما كان يشكل عادة الهاجس لدى اليسار في فرنسا خلال العقود الثلاثة الماضية.
فلتحقيق النجاح، يتعين على هولاند -كما يقول هاسكي- إعادة ابتكار الاقتصاد الفرنسي والتوافق مع المجتمع الفرنسي وإيجاد حلفاء في أوروبا.
"دايلي ميل"
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن نجاح منطقة اليورو يتطلب حكومة موحدة حتى يمكنها العمل بشكل صحيح في مواجهة أزمة الديون السيادية التي تعصف بالمنطقة منذ ثلاث سنوات.
وأوضح في مقابلة صحفية نشرت اليوم، الأربعاء، أنه لا يوجد مكان في العالم له عملة واحدة دون أن تكون له حكومة واحدة.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن نجاح اليورو يتطلب أن تكون للدول التي تعتمد عملة ما سياسة اقتصادية أكثر تنسيقا وسياسة للديون أكثر انسجاما.
وعن عدم انضمام بريطانيا لمعاهدة مالية للاتحاد الأوروبي تهدف لتشديد إجراءات ضبط الميزانيات، دافع كاميرون عن موقف بلاده، مشيرا إلى توجه بريطانيا إلى أداء أشياء بنفسها بما يخدم مصلحتها ومصلحة مواطنيها.
وأشار إلى أن الدول المختلفة ستحتاج لسياسات اقتصادية مختلفة وأسعار فائدة مصممة لتلبية حاجاتها الخاصة.
غير أن كاميرون أكد أن من مصلحة المملكة المتحدة أن ترى عودة النمو الاقتصادي إلى منطقة اليورو التي تذهب إليها نحو 40% من الصادرات البريطانية.
وأعرب عن أمله في أن تتمكن منطقة اليورو من التغلب على المشاكل الاقتصادية التي تواجهها والتي ستصب في مصلحة السوق الأوروبية الموحدة، مؤكدا في الوقت نفسه عدم رغبة بلاده في الانضمام لليورو.
وفي تصريحات أخرى لكاميرون، أكد التزام حكومته بخفض الدين العام البريطاني والتمسك بالسياسات الاقتصادية التي تضمن ذلك ولكن مع الحرص في الوقت نفسه على بذل المزيد من الجهود من أجل نمو الاقتصاد.
واعتبر كاميرون أن فوز المرشح الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند بانتخابات الرئاسة الفرنسية الأحد الماضي يبعث برسالة لأوروبا بأن الناس ملت وتعبت من التقشف.
واعتبر أن سياسة هولاند الاقتصادية، التي عرضها في برنامجه الانتخابي، مشابهة لسياسة حكومته، مؤكدا الحاجة للتعامل مع عجز الميزانية وتحقيق النمو في الوقت نفسه.