قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

باحث أثري أسواني: بالدليل العلمى الفراعنة أول من قاس محيط الأرض ونصف قطرها


باحث أثرى ينجح في فك بعض ألغاز بناء الهرم الأكبر:
المصريون القدماء وضعوا فى اعتبارهم عند بناء الهرم الأكبر أن يحفظ لهم مقدار الدرجة الأرضية
المصريون القدماء أول من قاس محيط الأرض وليس اليونانيون
الشباب المصرى دائماً يثبت مراراً وتكراراً أن لديه من الإبداع والابتكار ما يجعله محل احترام وتقدير واهتمام داخلياً وخارجياً، وخاصة في مجال البحث العلمي ففى أطروحة علمية قام بها الباحث الأثرى محمد جمال مصطفى والذى يعمل بإدارة الاتصال السياسى بديوان عام محافظة أسوان، ويقوم حالياً بتحضير ماجستير إدارة الأعمال بالجامعة الفرنسية (إسليسكا)، والحاصل على بكالوريوس الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا لعام 2005، استطاع فك بعض ألغاز بناء الهرم الأكبر.
وتوصل إلى استنتاج قيمة الوحدة التى استخدمت فى بنائه ألا وهى الذراع، ومازال يحتفظ ويخلد الهرم الأكبر بعض الحقائق العلمية فى الحياة ويجسد بعض أسرار المعرفة المقدسة فى تصميه وأبعاده، وقد أقر الكثير من العلماء وكثير من المؤرخين فى الكثير من مراجعهم أن الذراع كان هو الوحدة المستخدمة فى بناء الهرم، لكن اختلفوا فى معرفة القيمة الفعلية لهذه الوحدة لتعدد أنواعها وقيمها، فما حير العلماء على مر التاريخ هو لماذا لم يبنَ الهرم بعدد محدد ومعين من الأذرع، ولابد أن يكون لهذا العدد مغزى وهدف معين.
واستنتج محمد جمال خلال هذه الدراسة بأن الذراع الذى استخدم فى بناء الهرم الأكبر يساوى تماماً 48 سم بدون أى كسور، ويكون طول أو أبعاد قاعدة الهرم مشتملة على 480 ذراعاً من ذلك الذراع بالضبط وبدون أى كسور، حيث إنه وفقاً للقياسات الحديثة لقاعدة الهرم فإنها تساوى 230.4 م، ووفقاً لقياسات الباحث فهى تساوى 480 ذراعا بالتمام .
ولكن ما أذهل الباحث وأبهره أنه عند مضاعفة طول قاعدة الهرم 480 ذراعاً بنفس هذا الرقم من الأذرع فإننا نحصل على مقدار 230,400 ذراع أو ما يساوى 110,592 متر وهو ما يساوى الدرجة الأرضية المصرية بفارق بسيط، وبطريقة أخرى اذا قمنا بضرب طول قاعدة الهرم وهو 480 ذراعاً × نفس الرقم وهو 480، فإننا سنحصل على الدرجة الأرضية المصرية وتساوى 230,400 ذراع (بوحدة الذراع المكتشف والتى تساوى 48 سم) أو ما يساوى 110,592 متراً ومعنى ذلك أن المصريين القدماء وضعوا فى اعتبارهم عند بناء الهرم الأكبر أن يحفظ لهم مقدار الدرجة الأرضية وذلك بعملية حسابية بسيطة وسهلة يستطيع أى شخص القيام بها، وبذلك تكون فى الهرم الأكبر فائدة عظيمة لم يستطع التوصل إليها الكثير من الأجيال السابقة.
وبعملية بسيطة أخرى يمكن حساب محيط الأرض ونصف قطرها، حيث من المعروف علمياً أن محيط الدائرة أو الكرة هو 360 درجة، فلذلك يكون محيط الأرض مساوياً لمقدار الدرجة الأرضية وهى 110,592 متر أو 230,400 ذراع × 360 درجة، وبالتالى يكون محيط الأرض المستنتج من خلال طول قاعدة الهرم مساوياً لـ39,813,120 متر أو 82,944,000 ذراع، ويختلف عن القياس الحالى لمحيط الرض وهو 40,008,000 متر بواقع 194,880 متر أو حوالى 195 كم تقريباً اى بنسبة 0.48% اى يقل عن المعروف حالياً بنسبة أقل من نصف من عشرة فى المائة.
وبالتالى يكون نصف قطر الأرض المستنتج 6,333,905 متر أو 6334 كم تقريبا، باختلاف 38 كم عن متوسط نصف قطر الأرض الحالى والذى يساوى 6371 كم، أى بنسبة أقل من 0.6% عن القياس الحالى لنصف قطر الأرض.
ومن خلال ذلك نستنتج أن المصريين القدماء هم أول من قاسوا محيط الأرض وليس اليونانيون وجسدوا تلك الحقاتق العلمية فى أبعاد الهرم.
ومن منطلق ذلك نجد أنه حتى الآن لا يزال الكثير من علماء الآثار والمصريات يعتقدون أن أول من تكلم عن كروية الأرض وقياس محيطها هم اليونانيون فى كثير من الكتب والمراجع، ولم يستطع أحد أن يناظرهم فى ذلك فكان هيكاتيوس الملطى فى القرن السادس قبل الميلاد والذى يعتبر أبو الجغرافيا الإغريقية يرسم خرائطه على أساس القرص المستدير، ثم جاء أفلاطون بأول نظرية عن كروية الأرض فى سنة 348 ق.م.
ولم يتوقف اليونانيون عند هذا الحد فقط، فكانت أول تجربة معروفة لقياس محيط الكرة الأرضية فى القرن الثالث قبل الميلاد، فقد قام العالم اليونانى إراتوستينس بتجربته العلمية المشهورة بمصر، والذى تعلم بعض علوم الفيزياء والرياضيات بمدرسة الإسكندرية القديمة آنذاك، حيث قدر محيط الأرض بحوالى 252,000 استادة (الأستادة تعادل 160 م) ،أو ما يعادل حالياً 40,074 كم، وهى نتيجة قريبة تختلف حوالى 66 كم (0.16 %) عن القياس الحالى المتبع لمحيط الأرض، الذى يساوى 40,008.00 كم (على طول دائرة خط الطول).
ثم جاءت الحضارة الإسلامية وأحييت نظرية كروية الأرض وتبنتها وقد ساهمت جهود العرب والمسلمين فى الفيزياء والفلك والجغرافيا واعتمدت على المنطق والدقة بخلاف من سبقهم من الإغريق والرومان، ففى زمن الخليفة المأمون فى بداية القرن التاسع الميلادى الذى كان محباً للعلم وشغوفا به وهو أول من ابتدع العمل الجماعى فى البحث العلمى فكون فريقاً من العلماء يبلغ سبعيين عالماً.. وكلفهم بقياس محيط الأرض، حيث قاموا بقياس محيط الأرض عن طريق قياس زاوية ارتفاع نجم القطب الشمالى من نقاط مختلفة فى صحراء سنجار فى شمال العراق، وقدروا الدرجة الأرضية بـ66 وثلثى ميل، فيكون محيط الكرة الأرضية مساوياً 24000 ميل (حيث إن الميل العربى = 1973 متراً) أو ما يساوى 41248 كم.
وفى القرن الـ11 الميلادى قام العالم المسلم أبو الريحان البيرونى-وكان من أعظم العقول التى عرفتها الثقافة العربية الإسلامية– بتجربة عملية لقياس محيط الأرض فى منطقة ناناندا فى إقليم جبلى على نحو 100 كم من مدينة اسلام آباد عاصمة باكستان الحالية، وانتهى الى ايجاد نصف قطر الارض 6338.80 كم، فى حين أن القياس الحقيقى لنصف قطر الأرض المعروف حالياً هو فى المتوسط 6370.98 كم أى بفارق لا يتعدى 0.2% عن قياس البيرونى الذى تم قبل حوالى ألف سنة.