حكم تشميت «العاطس» وتحميده

قالت دار الإفتاء المصرية، إن حكم تشميت العاطس: التشميت هو الدعاء بالخير والبركة، وقد اتفق الفقهاء على مشروعيته، واختلفوا في درجة المشروعية، فذهب الجمهور إلى أنه واجب، وذهب الشافعية إلى أنه سنة؛ لما رواه أبوهريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ»، أخرجه البخاري في صحيحه.
وعن سالم بن عبيد –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) أخرجه أحمد في مسنده، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ))، أخرجه أبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه.
وأوضحت الإفتاء فى فتوى لها، أن حكم التحميد للعاطس: اتفق العلماء على أنه يسن للعاطس إذا عطس أن يحمد الله فيقول: "الحمد لله"، ولو زاد: "رب العالمين" كان أحسن كفعل ابن مسعود، ولو قال: "الحمد لله على كل حال" كان أفضل كفعل ابن عمر، وقيل: يقول: "الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه" كفعل غيرهما.
وأشارت إلى أن صيغة التشميت: يكون بقول المسلم لأخيه العاطس: "يرحمك الله"، فيرد عليه العاطس بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، وذلك لما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ))، أخرجه البخاري في صحيحه.
وتابعت: «وعليه فحمد العاطس سنة، والتشميت واجب عند الجمهور وسنة عند الشافعية، والرد على التشميت سنة، وإن لم يحمد اللهَ العاطسُ بعد عطسته فلا يشمت، فعن أبي موسى الأشعري قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ فَلا تُشَمِّتُوهُ)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.