الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدوء«9 أكتوبر» يكتب نهاية الفيلم الأمريكي.. تحذيرات السفارة طلعت «فشنك» .. السيسي يحتفل بالبرلمان في شرم الشيخ.. وفوز المنتخب يشعل الشماريخ

المئات يتابعون مباراة
المئات يتابعون مباراة مصر والكونغو بمقاهي وسط القاهرة

ثلاث سفارات تحذر رعاياها بتجنب التجمعات فى 9 أكتوبر
مصر تحتفل بالبرلمان في شرم الشيخ والفوز علي الكونغو الحدث الأهم
السفارة الأمريكية تنفي وجود أي تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان

الخارجية:
بيان « مزعج » يثير علامات استفهام حول أسلوب اصداره
رئيس عربية البرلمان:
تحذيرات السفارات الأجنبية «هرج دبلوماسي»
آمنة نصير:
التحذيرات هدفها نشر الفتن
مصطفى بكري:
يستند لمعلومات إخوانية
السويدي:
محاولة لضرب السياحة
نور الدين:
محاولة لعرقلة عودة السياحة الروسية
عكاشة:
بيان احترازي يحمل نوعا من التجاوز

سطور مقتضبة حملت أحرفاً إنجليزية بلهجة أمريكية، أطلقتها السفارة الأمريكية بالقاهرة علي موقعها الالكتروني مساء الجمعة الماضية 7 أكتوبر، لتثير حالة من الغضب والارتباك والحذر بالشارع المصري الذي كان يعيش أجواء احتفالات الذكري الـ 43 لانتصار أكتوبر، الرسالة حملت تحذيرات أمريكية مفاجئة وغير مفهومة من مخاطر أمنية وصفتها السفارة الأمريكية بالمحتملة أمس الأحد 9 أكتوبر، والذي تواكب مع ذكري أحداث ماسبيرو التي أعقبت ثورة 25 يناير، واحتفال مجلس النواب المصري بمرور 150 عاما علي إنشائه.

ومع شروق شمس أمس الأحد، وارتفاع نبرة التحذيرات بانضمام سفارتي بريطانيا وكندا لقائمة المحذرين، اعتقد البعض أن الشارع المصري سيبدو خاويا من مواطنيه، وسط انتشار رجال الامن ومدرعات الشرطة، وستغلق أبواب المدارس والمصالح وتتوقف الاحتفالات بالبرلمان، في انتظار تفجيرات أو تظاهرات أو اطلاق نيران، أو أي حدث جسيم يؤكد صدق التنبؤات أو الخطط الأمريكية، إلا ان التجاهل والثقة في استقرار الأمن العائد بعد غياب كانا شعار مصر حكومة وشعبا في الرد علي التحذيرات « الفشنك» الأمريكية الصنع، والبريطانية والكندية الترويج.

وجاءت احتفالات مصر بمرور 150 عاما على الحياة النيابية، والتي أقيمت بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، وبحضور مكثف من رؤساء ونواب وممثلي برلمانات العالم، لتبعث برسالة للعالم أن تحذيرات مصر مستقرة ، وأن شعبها علي ثقة برجال أمنه ولا يهتم بمثل هذه التحذيرات، بل أنصب اهتمامه الأول علي متابعة مباراة منتخب مصر والكونغو والتي انتهت بفوز الفراعنة بهدفين سجلهما محمد صلاح وعبد الله السعيد، لتنطلق شماريخ الاحتفالات في وسط القاهرة بدلا من قنابل كان يخشي الأمريكان علي رعايهم في مصر منها.

بداية الفيلم الأمريكي جاءت بتحذيرات السفارة الأمريكية في القاهرة لرعاياها في مصر من مخاطر أمنية محتملة الأحد، وتنصح السفارة رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة مثل دور السينما والمسارح والأماكن المزدحمة ومراكز التسوق والمتاحف والملاعب وقاعات الموسيقى بسبب ما وصفته بمخاطر أمنية محتملة.

وذكرت السفارة أن على المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في مصر اتخاذ الحيطة اللازمة وفِي جميع الأوقات.

وجاء رد الفعل المصري الرسمي حادا علي لسان وزارة الخارجية المصرية التي أصدرت بيانا عبر فيه المستشار أحمد أبو زيد ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عن الانزعاج من البيان التحذيري الصادر عن السفارة الأمريكية بالقاهرة للرعايا الأمريكيين بمصر اليوم الجمعة، والذي حذر من التواجد في الأماكن العامة والتجمعات يوم الأحد 9 أكتوبر نتيجة "تهديدات أمنية محتملة".

وأكد أبوزيد، فى بيان صحفى أن السفارة الأمريكية لم تنسق مع وزارة الخارجية أو تخطر أي جهة مصرية رسمية أخرى بأسباب إصدار هذا البيان أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب.

وكشف المتحدث باسم الخارجية، عن قيام وزارة الخارجية بالاتصال المباشر بالسفارة الأمريكية بالقاهرة عقب صدور البيان للاستفسار عن أسباب صدوره، حيث نفت السفارة وجود أية أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان، وإنما هو إجراء روتيني احترازي يتم القيام به خلال فترات العطلات الممتدة التي تزداد فيها تجمعات المواطنين فى الأماكن العامة، الأمر الذي يقتضى إصدار مثل تلك التوجيهات الاحترازية.

واستنكرت وزارة الخارجية خلال الاتصال إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، لاسيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية.

ودعا المتحدث باسم الخارجية كافة السفارات الأجنبية في مصر إلى توخي الحذر من إصدار بيانات غير مبررة أو مفهومة أسبابها.

فيما عقب رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل علي تحذيرات السفارات الأمريكية والبريطانية والكندية، قائلا: « رد وزارة الخارجية المصرية علي هذه التحذيرات كان كافيا».

أعضاء البرلمان كانوا الأكثر غضبا بين اوساط الشارع المصري، حيث ان التحذيرات بدت لهم كمحاولة لضرب الاحتفال الضخم الذي اقامه مجلس النواب في شرم الشيخ بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة ضخمة لنواب وممثلين عن برلمانات العالم، ليؤكد السفير محمد العرابي رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان، إن هناك وفود أجنبية كثيرة موجودة في شرم الشيخ، ولم يستمع أحد منهم للتحذيرات «التافهة» التي أطلقتها بعض السفارات الأجنبية.

وأضاف العرابي، أن كل سفارة بها قسم تحليل أمني يقيس الأحداث القادمة في كل بلد، مثل قيام دولة باتخاذ إجراءات معينة يتوقع أن تتبعها مثلا مظاهرات.

أما سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، فأكد إن إطلاق السفارات الأجنبية تحذيرات لرعاياها يعدد حالة من الهرج الدبلوماسي لدى هذه الدول، وأضاف الجمال خلال تواجده بمقر احتفالية مرور 150 عاما على تأسيس البرلمان فى شرم الشيخ "ليس غريبا على بريطانيا أن تقوم بذلك بعد أن بادرت وسارعت بسحب رعاياها من مصر بعد حادث الطائرة الروسي"، مؤكدًا أن احتفالية شرم الشيخ التى ستعقد غدا سترد على المشككين الذى يروجون أن مصر غير آمنه.

فيما ردت النائبة آمنة نصير، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، على تحذيرات سفارتي أمريكا وكندا فى مصر لرعاياهما من أعمال إرهابية، قائلة: «إننا نعيش فى زمن الفتنة، كما أن للفتنة أوجها كثيرة وأهمها إشاعة الشائعة».

فيما أكد الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري، ونائب البرلمان، إن السفارتين تستندان إلى معلومات إخوانية عن استعدادهم للقيام بعدد من الأعمال الإرهابية بشرم الشيخ في ظل وجود أكبر حشد برلماني يشارك في هذه الاحتفالية، والحيلولة دون عودة السياحة التي شهدت بدايات مشجعة خلال الأيام الماضية.

وأضاف بكرى، فى عدة تغريدات عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "ومن الواضح أن دور هذه السفارات ليس بريئا وإنما يخدم مخطط الإخوان بشكل مباشر، قوات الأمن يقظة وشعب مصر واعٍ بهذه المؤامرات وسيجهضها قبل أن ترى النور".

كما أبدى النائب طارق رضوان عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، تعجبه من تحذيرات السفارات الأمريكية والكندية والبريطانية، من وجود مخاطر أمنية محتملة في مصر، خاصة في ظل انطلاق احتفالية 150 عاما للبرلمان المصري وبصفة خاصة في شرم الشيخ كرسالة موجهه للعالم بأن مصر تنعم بالأمن والأمان.

وتساءل رضوان لماذا لم تتخذ أمريكا وغيرها هذه الإجراءات أو تطلق هذه التحذيرات عندما انفجرت قنابل في قلب مانهاتن بنيويورك، وكذلك في نيوجيرسي تحديدًا قبل ساعات من انطلاق فعاليات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتقدم النائب محمد أنور السادات، عضو مجلس النواب ورئيس حزب الإصلاح والتنمية، بطلب إحاطة لوزيري الخارجية والداخلية حول ما تردد من شائعات عن إعلان سفارات بعض الدول تحذير رعاياها وتجنب النزول للشوارع المصرية أو المشاركة في التجمعات والاحتفالات يوم 9 أكتوبر، ومنها سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا، مطالبا وزير الخارجية بضرورة استدعاء سفراء هذه الدول للاستيضاح عن سبب تحذير رعاياها، لما قد تسببه هذه التحذيرات من إحداث بلبلة وزعزعة للأمن الوطني للبلاد، ونشر الرعب والذعر في نفوس المواطنين المصريين.

وعلي الجانب الأمني، قال اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني، إن بيان سفارتي أمريكا وكندا بالقاهرة بتحذير رعاياهما من يوم 9 أكتوبر بسبب مخاوف امنية مخطط لضرب السياحة، ويساعد الجماعات الارهابية على تنفيذ مخططاتها فى مصر.

واضاف نور الدين فى تصريح لـ«صدى البلد» ان هذه التحذيرات تأتى فى وقت عودة السياحة الروسية فى مصر لضربها مرة اخرى، واشتراكا مع التنظيم الدولى لجماعة الاخوان الارهابية بعد مقتل القيادى التابع لمكتب الاخوان فى القاهرة كرد لهم، موضحا انه من المتوقع أن يحدث تفجير او اكثر خلال الايام القادمة ولكن الاجهزة الامنية ستتعامل مع البيان على محمل الجد باستنفار امني في ذلك اليوم، ولن يتم الاستهانة وانها جاهزة لأى تحدٍ قادم.

بينما قلل خالد عكاشة، الخبير الأمني، من شأن تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها ووصفها بالإجراءات الاحترازية، معتبرا أن الأمر طبيعي، إلا أن السفارة الأمريكية استخدمت ألفاظا فيها نوع من التجاوز، مؤكدا ان هذه البيانات التحذيرية لن تؤثر على السياحة المصرية أو غيرها، مُشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية رصدرت أكثر من 8 تحذيرات في 2016 لرعاياها حول العالم منهم واحد في مصر من مخاطر أمنية محتملة.

وعلي الجانب الاقتصادي أكد محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات، إن التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأمريكية بالقاهرة وتتبعها بعض الدول هدفها ضرب السياحة الوافدة لمصر بعد غياب طويل، حيث ترغب من خلالها التأكيد على أن مصر منطقة غير آمنة وتعاني من عمليات إرهابية مستمرة.

ولفت السويدي، في تصريحات لـ صدى البلد، إلى أن تلك التحذيرات ممكن أن تضرب القطاع السياحي بنسبة 70٪ أى أنها لا تقل خطورة عن العمليات الإرهابية الفعلية، موضحا أن الهدف ضرب السياحة، المصدر الرئيسي للعملة.