محمد الشحات الجندي: ضوابط ظهور "المشايخ" عبر الفضائيات تأخر .. والقانون بداية لتجديد الخطاب الديني
جابر عصفور: محمود زقزوق وسعد الهلالي قادران على تجديد الخطاب الديني
بقدر نجاح الحركات الإرهابية في تسويق فكرها المتصلب، بقدر ما تتزايد المطالب بتجديد الخطاب الديني فمنذ نحو 3 سنوات ونصف تعمل المؤسسة الدينية في مصر متخذة من مصطلح التجديد الخطاب الديني "معولًا" لهدم الإرهاب.
وبين مضمون ما يقال وهوية من يقول وقعت المنابر لفترة من الزمن تحت سيطرة المتطرفين الذين خرج من خلفهم من هم أشد منهم تطرفًا لنجد أنفسنا في النهاية أمام أفكار مختلطة لا تستند إلى أي فقط إلى من بثوها ودعموها في عقولهم.
كانت آخر الدعوات التي أطلقها الرئيس السيسي، لتجديد الخطاب الديني، في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الشهر الماضي، وكان المحور الرئيسي في هذا الخطاب هو دعوة علماء الأزهر والأوقاف والإفتاء إلى القيام بـ"ثورة دينية" تجدد الخطاب الديني؛ ليكون متناغما مع عصره، وتقضي على النصوص والأفكار المدسوسة على الدين.
وناقش مجلس النواب أمس مشروع القانون المقدم من نحو 60 نائبا لتنظيم الخطابة الدينية بحضور وزير الأوقاف رغم وجود القانون 51 لسنة 2014 المنظم للخطابة الدينية، فيما قدم النائب عمرو حمروش هو الآخر مشروع قانون ينظم الفتاوى الدينية إلا أنه لم يناقش حتى الآن.
القانون المقدم من النواب ينظم عمل الخطابة ولا يحوي ما يتعلق بمضمون الخطب أو تجديد الخطاب الديني من الناحية الفنية وطريقة التناول ، فيما طالب وزير الأوقاف أعضاء البرلمان بتبني مشروع قانون ينظم ظهور المتحدثين في الدين في وسائل الإعلام.
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إن وضع ضوابط لظهور ممثلي الأزهر عبر الفضائيات ووسائل الإعلام كان مطلب منذ فترة ولم يتم تسليط الضوء عليه، إلا مؤخرًا.
وأوضح "الجندي" في تصريح لـ"صدى البلد" أن هذا الأمر يصب في مصلحة المواطن اولًا ومن ثم الوطن وبالتالي يعتبر أول خطوات تجديد الخطاب الديني، مشيرًا إلى أن خروج المؤهلين من الأزهر عبر الإعلام يصحح المفاهيم الدينية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة أصبحت حتمية في ظل ما يواجهه الدين الإسلامي من تشويه، وهذه أولى خطوات التصحيح.
«10 دعوات رئاسية خلال 1000 يوم»
في1 يناير 2015، خلال احتفال وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بالمولد النبوى الشريف، قال الرئيس إنه يحمّل الأزهر الشريف، إمامًا ودعاة، مسؤولية تجديد الخطاب الديني والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من ثوابت الدين، مطالبًا بثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة.
كذلك 22 يناير 2015، قال السيسي خلال كلمته بمنتدى دافوس الاقتصادي، إنه يريد تنقية الخطاب الديني من الأفكار المغلوطة التي أدت إلى التطرف والإرهاب، موضحًا أنه لا يقصد الثوابت الدينية، ولكن الخطاب الديني الذي يتعامل مع الواقع والتطور الإنساني.
17 أبريل 2015، وجه الرئيس كملته لطلبة الكلية الحربية، إنه لابد من مواجهة الفكر المتطرف بكل قوة، وجدد حديثه عن الخطاب الديني وأهمية تطويره، قائلًا لضباط الجيش والصف والجنود إن الفكر الخاطىء ليس له مكان على أرض مصر.
أيضًا 14 يوليو 2015، ألقى الرئيس خطابًا بمناسبة ليلة القدر، أكد فيه على ضرورة تصويب الخطاب الديني، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام.
8 ديسمبر 2015، في الاحتفال بالمولد النبوي، قال الرئيس أننا نعاني من انفصال الخطاب الديني عن جوهر الإسلام ذاته، وأكد على العلماء والمفكرين الاحتياج الماس لتحديث الخطاب الديني لتصويب ما تراكم بداخله عبر السنوات، وأشار إلى نسبة الشباب الذي بدأ يكفر بالأديان.
و22 ديسمبر 2015، ألقى الرئيس خطابًا بمناسبة المولد النبوي، أكد من خلاله على استمرار جهود تصويب الخطاب الديني، وجديد دعوته لنشر قيم التسامح وقبول الآخر.
كذلك 19 يونيو 2016، ألقى الرئيس خطابًا بمناسبة ليلة القدر، أكد فيه على أهمية التجدد والبعد عن الجمود، وجدد مطالبته بتصويب الخطاب الديني ونشر صحيح الدين، الذي يتنافى مع دعاوى القتل والتدمير والتخريب.
14 يوليو 2016 أكد الرئيس في لقاء مع المجموعة الثالثة من الدارسين بالبرنامج الرئاسي، إن مسئولية تجديدالخطاب الديني مشتركة بين الدولة والمجتمع، وأكد على رسالة قوية وواثقة وهي أن مصر ستقود تغيير الخطاب الديني في العالم.
و27أكتوبر 2016، خلال توصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، وجه السيسي، الحكومــة بالتعاون مــع الأزهـر الشريـف والكنيســـة المصريـة وجميــع الجهات المعنيــة بالدولة بوضع ورقـة عمـل وطنيـة تمثل استراتيجية لوضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى في إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية.
أكد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أن دعوة وزارة الأوقاف للبرلمان بتبني مشروع قانون يضبط ظهور المتحديثن في الدين أو باسم الأزهر فى وسائل الإعلام، يعد خطوة أولى لتجديد الخطاب الديني، حال إختيار أشخاص بعينهم لهذا الدور.
وأوضح "عصفور" في تصريح لـ"صدى البلد" أنه يجب تكليف الدكتور محمود زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، والدكتور سعد الدين الهلالي، بالظهور في وسائل الإعلام المتعددة من أجل وضع البداية الصحيحة لتجديد الخطاب الديني، وكذلك عليهم إختيار من يصلح للظهور بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
وأشار إلى أن الأزهر وحده لا يستطيع تجديد الخطاب الديني بل الأمر متعلق بفئات أخرى في المجتمع.
ملف تجديد الخطاب الديني، يلقى بالكامل على الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ككونهما ممثلا المؤسسة الدينية "الإسلامية" المسئولة عن الخطاب الديني في مصر إلا أنه حتى الآن تأخرت تحركاتهم، فضلًا على ردود الفعل من قبل إعلاميين ومثقفين بشأن عدم جديتهم فى تحمل مسئولية التجديد وتنقية المناهج من الأفكار المتطرفة.