الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير لتوانيا بالقاهرة: الإصلاحات الاقتصادية الطريق الوحيد لرفاهية أي بلد.. مصر وجهتنا السياحية الأولى.. وأتمنى تقوية العلاقات على مختلف المستويات.. فيديو وصور

صدى البلد

  • أرفيداس داونورافيتشوس:
  • لا نشك في الخطوات التي تتخذها مصر لدعم استقرار المنطقة ولا توجد لدينا أجندات سرية تجاهها
  • مصر وجهة شعبية محببة لأبناء لتوانيا
  • رفعنا حظر السياحة اللتوانية لشرم الشيخ الشهر الماضي
  • أعشق البرتقال "أبو سرة"

نماذج الدول التي تحملت شعوبها، أعباء التحول نحو اقتصاد السوق، كثيرة من حولنا وتضرب لنا مثالا في قدرة هذه الشعوب على التفاعل بشكل إيجابي مع التغيرات التي حدثت من أجل صالح الأوطان والأجيال القادمة التي ستنعم بنتائج الإصلاحات الاقتصادية والإيمان الحقيقي بأن ما يحدث سيقود البلاد للرفاهية والتقدم.

وحقيقة الأمر أن مصر بما تجريه من سياسات اقتصادية لم تخترع العجلة، بل سبقتها دول طبقت هذه التحولات الجذرية حرفيا والنتائج كانت مبهرة.

ومن هذه الدول التي تحولت نحو اقتصاد السوق عقب استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، جمهورية لتوانيا إحدى دول البلطيق الثلاث، والتي فرض عليها هذا التحول أعباءً اجتماعية قاسية بسبب الميراث السوفيتي الثقيل الذي كان يدعم الغذاء والسكن والطاقة.

وفي بداية التحول، عاني السكان كثيرا وارتفعت تكاليف المعيشة في جميع مناحي الحياة وتولدت مشاكل حادة، ولكن في النهاية أصبحت البلاد في مصاف الدول المتقدمة وتحتل مراكز مرموقة في مؤشرات ومعدلات النمو.

وفي حواره مع "صدى البلد"، أكد أرفيداس داونورافيتشوس، سفير لتوانيا بالقاهرة، في سؤال عن رؤيته للإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة المصرية، أن لتوانيا عانت اقتصاديا بعد أن اتخذت إجراءات مماثلة لما تقوم به مصر من رفع للدعم والتوجه نحو اقتصاديات السوق الحرة، حتى وصل حجم التضخم إلى 700% منذ 25 عاما.

وقال السفير في حواره، بمقر السفارة بالقاهرة: "منذ سنوات مررنا بأوقات صعبة وأعرف كيف سيشعر المصريون حين يمرون بمراحل هذه الإصلاحات الاقتصادية ولكن لابد من عبور بوابتها".

وأضاف أن هذه القرارات التي اتخذتها حكومة لتوانيا في هذا التوقيت كانت غاية في الذكاء، خاصة بعد أن أخبرت الشعب أن يفهم أن هذه الإصلاحات ضرورية للجميع من أجل لتوانيا، وإذا كانوا يرغبون في حياة طبيعية، آمنة، ورفاهية فعليهم أن يقوموا بالتفاعل الإيجابي مع هذه الإصلاحات وهو نفس ما يجب أن يخبر به الشعب المصري، فالإصلاحات ليست للحكومة أو الوزراء ولكنها للشعب فقط ومهمة للغاية، وهي الطريق الوحيدة لرفاهية الشعب المصري في فترة لاحقة.

وشدد داونورافيتشوس على أن هذه الفترة الصعبة سوف تمر، معربا عن سعادته بعدم وجود من يفرض هذه الإصلاحات على المصريين الذين يجرونها بأنفسهم على الرغم من حجم السكان الكبير في مصر على عكس لتوانيا منخفضة السكان، وبسعادته بأن هناك تفهما داخل المجتمع المصري لهذه الإصلاحات وأن المصريين هم من يقومون بذلك.

وأشاد بجهود الحكومة المصرية في دعم الطبقات الفقيرة في المجتمع وزيادة الدعم لهذه الطبقات.

وقال: "هذه الإصلاحات هي الطريق الوحيدة لرفاهية البلد وليس أنا من يحق له أن يقول ذلك، ولكن المصريين هم من يحق لهم قول ذلك، خاصة إذا جنوا ثمار هذه الإصلاحات في المستقبل، ومصر لديها الكثير من الفرص للنهوض".

وأوضح السفير أرفيداس داونورافيتشوس أن كل المجالات متاحة للاستثمار في لتوانيا، خاصة في ظل تطبيق اقتصاد السوق الحرة والمناخ الجاذب للاستثمار ونظام المناطق الحرة الخاصة والتقدم في مختلف المجالات في الاستثمارات العلمية والتكنولوجية والاتصالات والليزر والعلوم النووية والأقمار الصناعية وتصنيع وحدات تسييل الغاز وعلوم الفضاء.

وأشار إلى أنه يتم منح المستثمرين إعفاءات من الضرائب وإقامات مؤقتة لمدة سنة وأخرى لخمس سنوات، حيث لا توجد لديهم قيود على الاستثمار والقوانين كلها محفزة على الاستثمار.

محورية دور مصر
وعن دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، أكد السفير أن بلاده تدرك هذا الدور لمصر في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا كما تتفهم الجهود التي تبذلها في مكافحة الإرهاب ودعم استقرار دول الجوار.

كما أكد دعم بلاده لمصر في مكافحتها للإرهاب، ودائما ما تطالب الدول الأخرى بدعم مصر للحفاظ على دورها في هذا المجال لدعم استقرار المنطقة.

وشدد على أن مصر دولة ذات مصداقية وتلتزم بما كتب في دستورها وبلد ديمقراطي، مشيرا إلى أن سفارة بلاده بالقاهرة تغطي أكثر من دولة في المنطقة ولكن في الحقيقة ليس لديه شك في الخطوات التي تتخذها مصر، خاصة أن بلاده ليس لديها أجندات سرية تجاه مصر وتريد للمصريين أن يحيوا حياة طبيعية مثلما تريد لشعب لتوانيا أن يحيا نفس الحياة وأن يتم التعاون ويكونوا أصدقاء، خاصة أن القاهرة وفيلنيوس "عاصمة لتوانيا" لهما نفس القيم والأهداف، وإذا قرأ أحد دستور البلدين فسوف يكتشف التشابه الكبير بينهما.

السياحة تظل محور التعاون
وأكد السفير أن السياحة ستظل هي محور التعاون وعنصرا أساسيا للتواصل بين البلدين، خاصة أن مصر لا تزال وجهة شعبية لأبناء لتوانيا ووجهة محببة، حيث الشمس طوال العام والبحر الدافئ والمياه الدافئة كما تتواجد الآثار والمواقع التاريخية، ويفضل أبناء بلاده الذهاب لأسوان والأقصر والغردقة.

وعبر أرفيداس داونورافيتشوس عن أمنيته أن تكون هناك رحلات طيران مباشرة من فيلنيوس لمختلف المقاصد السياحية المصرية كما هو الحال لمطار الغردقة.

وعن شرم الشيخ، قال داونورافيتشوس: "أوقفنا الرحلات لشرم الشيخ جوا فقط"، مشيرا إلى أنه تم رفع الحظر عنها الشهر الماضي ويمكن الذهاب إليها برا أو بحرا وربما العام المقبل تستأنف الرحلات الجوية مرة أخرى إليها إن بقيت الأوضاع مستقرة في مصر، وهو ما سيدعم سوق السياحة المصرية.

وعن حجم التعاون السياحي بين مصر ولتوانيا في عام 2016 والذي وصل إلى 21 ألف سائح، أكد السفير أن هذا العدد منخفض مقارنة بما قبل ثورة يناير، حيث وصل العدد في سنة من السنوات إلى 60 ألف سائح، بما يعني أنه في حالات الاستقرار يأتي الشعب اللتواني إلى زيارة مصر بحيث تكون الأمور طبيعية وبالتالي يتدفق السائحون من بلاده على مصر.

وأوضح داونورافيتشوس أن هناك رحلتين مباشرتين إلى الغردقة الآن، ويصل عدد الرحلات في موسم الذروة إلى 6 رحلات أسبوعيا.

وقال إن كبرى شركات السياحة اللتوانية تروج للذهاب إلى مصر والكثيرون يذهبون للفنادق الخمس نجوم بما يعني أنهم ينفقون كثيرا من الأموال في مصر بعد أن كانت فنادق الثلاثة نجوم هي المفضلة لديهم.

واعترف السفير باستمتاعه بزيارته الغردقة والإسكندرية والفيوم وإن كان لم تتح له فرصة الذهاب بعد لشرم الشيخ ويريد الذهاب في الموسم الجديد.

وقال إن الكثير من اللتوانيين يعشقون مصر كثيرا والتاريخ والمنتجعات، ولكن أيضا يبحثون عن الأمن والجودة والسعر وبعض الفترات حدث في مصر عدم استقرار، ما أدى إلى تراجع معدلات السياحة.

وحول إن كان رجال الأعمال في مصر عقدوا لقاءات مع نظرائهم من الجانب اللتواني للتبادل والتنسيق حول الرحلات، أكد السفير أن كبرى الشركات اللتوانية لديها شراكات مع الشركات المصرية وهناك شركة مصرية تقوم بتنظيم رحلات سياحة طبية من مصر للتوانيا والمصريين يكتشفون لتوانيا يوما بعد يوم كوجهة سياحية علاجية ولجراحات التجميل.

وبين السفير أن هناك في لتوانيا الكثير من البحيرات التي تبلغ مساحتها أكثر من 4000 هكتار من البحيرات العذبة إضافى إلى الطبيعة الخضراء ودرجات الحرارة المعتدلة وهو ما يمثل اختلافا عن سوق السياحة المصرية.

وحول حجم التجارة، أوضح داونورافيتشوس أن حجم التبادل التجاري بين مصر ولتوانيا وصل العام الماضي إلى 160 مليون يورو، لافتا إلى أن الميزان التجاري يميل بشدة نحو لتوانيا، حيث تبيع لمصر أكثر مما تشتري، معبرا عن أمنيته بالتعاون مع القاهرة على مختلف المستويات سواء سياسيا أو اقتصاديا، خاصة أن الفترة التي مرت بها مصر خلال ثورة يناير عطلت الكثير من الفرص على الجانبين المصري واللتواني.

وأشار إلى زيارة وفد دبلوماسي ليتواني إلى مصر للتباحث مع المسئولين بوزارة الخارجية المصرية في يناير 2017، حيث تم التطرق إلى مختلف المناطق ومحاور الاهتمام المشترك بين الجانبين، معتبرا ذلك خطوة أولى نحو توثيق أواصر التعاون وأن الخطوة الثانية ستكون توقيع مذكرة تفاهم، سواء التوقيع سيتم في مصر أو في لتوانيا.

وقال السفير إن هناك اتفاقية قديمة ولكن هناك الكثير من الحقائق والأشياء التي يجب تحديثها وربما هناك متغيرات وهو ما يتطلب توقيع مذكرة جديدة، معبرا عن سعادته ببداية المحادثات بين الجانبين في أكثر مناسبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مناسبات دولية أخرى أو في جنيف أو بروكسل.

وعبر السفير عن أسفه لعدم وجود مجلس أعمال مصري- ليتواني في الوقت الحالي، متوقعا أن يحدث ذلك في القريب العاجل، خاصة في ظل وجود رجال الأعمال المصريين المتحمسين لذلك.

وأضاف أن مهمته كدبلوماسي هي إدراك ثمار هذه التوقعات بحيث يشعر الشعبان بهذا التعاون.

مجلس أعمال مصري ليتواني
وعن تأسيس مجلس أعمال مصري ليتواني، قال السفير إنه لا توجد في الوقت الحالي استثمارات ليتوانية في مصر، ولكن هناك شركات مصرية في لتوانيا، وهناك الكثير من المناقشات والخطط لإقامة فنادق ومطاعم مصرية في لتوانيا والافتتاح الرسمي سيتم قريبا.

وأوضح أن منتجات الحبوب والمنتجات البترولية هي المنتجات الرئيسية في التبادل التجاري بين البلدين، وبلغ حجم التبادل حوالي 160 مليون يورو على الرغم من أن لتوانيا لم تصدر أقماحا في العام الماضي لـمصر.

وطالب الحكومتين بتمهيد الطريق أمام هذا التعاون، خاصة في ظل المناخ الجيد من العلاقات، معبرا عن أمنيته في نجاح تأسيس مجلس الأعمال المصري الليتواني.

وأكد أن ليتوانيا تستورد الحمضيات من مصر، خاصة البرتقال واليوسفي، مشيرا إلى أنه يعشق البرتقال "أبو سرة".