المثل القائل «ست بـ 100 راجل» لم يعد مثلاً وفقط أو كلاماً مرسلاً ولكنه تحوّل إلى واقع حقيقي تجسّده "رضا أحمد غريب" صاحبة الـ65 عامًا بنت قرية كفر الحمام التابعة لمركز ومدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، فبرغم كبر سنها وظهور علامات الشيخوخة واضحة علي وجهها وارتعاش يديها عندما تمسك الفرشاة إلا أنها فضّلت الكد والتعب علي أن تمد يدها وتطلب إعانة من أحد.
وقد حرص "موقع صدي البلد" علي رصد قصة كفاح هذه السيدة التي ضربت المثل لجميع الشباب المصري بصفة عامة، والشرقاوي بصفة خاصة فبمجرد وصولك إلي مديرية الطرق بمدينة الزقازيق تجد الحاجة "رضا أحمد غريب" تجلس أمام فرشها البسيط المكون من صندوق خشبي صغير وبعض زجاجات الورنيش وعكاز ضعيف تستند عليه أثناء تحركها وتجلس لتمارس مهنة زوجها ماسح الأحذية المتوفي لتواجه مصاعب الحياة وتوفر نفقات تربية ابنتها العروس وأحفادها الصغار.
وبالاقتراب إلى فرشها البسيط والتحدث إليها تجد علامات الشيخوخة والشقاء المرسومة علي وجهها البسيط ممزوجة بابتسامة لا تفارقها مُردّدة عبارات الحمد لله والشكر للجميع، مُؤكدة أنها تزوجت منذ 40 عامًا من ماسح أحذية ورزقها الله بـ6 أبناء من الذكور والإناث ولضيق الحال لجأت إلي تعلم مهنة زوجها والجلوس بجواره لمساعدته في عمله.
وأضافت: كنت سعيدة وراضية بمعيشتي مع زوجي وكبر الأطفال وتزوج 5 منهم وسارت الحياة بحلوها ومرها إلي أن توفيت ابنتي الكبري تاركة لي طفلتين صغيرتين وبعد أقل من سنتين توفي زوجي أيضًا وضاق الحال أكثر من الأول إلا أنني كنت واثقة في قضاء الله وقدره ولطفه بي وتقدمت بأوراقي إلى مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة لمعاونتي وتم صرف 700 جنيه معاشاً شهرياً إلا أن هذا المبلغ لم يعد كافياً لسداد الإيجار وتكاليف المياه والإنارة وبالرغم من إصابتي بآلام روماتيزميه وتحركي بصعوبة علي عصا خشبية إلا أنني لجأت إلى مهنة زوجي الخاصة بمسح الأحذية وجلست مكانه والحمد لله تمكنت من توفير نفقات زواج وتجهيز إحدى حفيدتي وزفافها لعريسها وأتمنى أن يعيني الله أن أعيش وأجهز ابنتي الصغيرة وحفيدتي الثانية.
وفي نهاية حديثها توجهت السيدة بالشكر لوكيل وزارة الطرق بالمحافظة لتقديم يد المساعدة لها والسؤال عنها في غيابها متمنية لمصر التقدم والازدهار.