قصة «حميثرة» قبلة الصوفيين في موسم الحج الأصغر.. اختارها أبوالحسن الشاذلي مكانا لدفنه.. وتحولت لمزار المريدين

مع الأيام الأولى من شهر ذي الحجة تبدأ الطرق الصوفية الحشد من كل حدب وصوب ومن لم تتح له فرصة الحج الذهاب إلى البحر الأحمر حيث يقبع ضريح «أبوالحسن الشاذلي» القطب الصوفي أو ما يعرف بين الصوفية بالحج الأصغر.

في «حميثره» يتجمع الآلاف من البشر جاءوا من كل حدب وصوب وبمشاركة رسمية من محافظة البحر الأحمر والمسؤولين الذين يعملون على توفير كل سبل الراحة للقادمين من المحافظات المختلفة للإحتفال باليلة الختامية والتي توافق عيد الأضحي.

تعود قصة الحج في حميثرة إلى أن أبوالحسن الشاذلي -وفقا لما يروي مريدوه- أخبر بموته ودفنه في هذا المكان، ويقول «ابن بطوطة» عن كرامة أبي الحسن الشاذلي: «أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه أبي العباس المرسي أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة، ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف، ويعود على الدرب الكبير إلى بلده فلما كان في بعض السنين، وهي آخر سنة خرج فيها».



ويضيف «ابن بطوطة»: «قال لخديمه: استصحب فأسًا وقفة وحنوطًا، وما يجهز به الميت فقال له الخديم: ولم ذا يا سيدي؟ فقال له: في حميثرة سوف ترى، وحميثرة في صعيد مصر في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق وهي كثيرة الضباع فلما بلغا حميثرة اغتسل الشيخ أبو الحسن، وصلى ركعتين، وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره مكتوبا عليه اسمه ونسبه متصلًا بالحسن بن علي رضي الله عنه».

وتعتبر الطريقة الشاذلية إحدى أشهر الطرق الصوفية في العالم، خاصة في مصر، حيث ينتشر مريدوها في محافظات مختلفة من الإسكندرية لأسوان، ترى خيامهم في أي احتفالات صوفية، مولد السيدة زينب، مولد السيدة نفيسة، وسيدنا الحسين، المرسي أبو العباس وغيرهم، كما أنها الطريقة الوحيدة التي لها موسم حج بجبل حميثرة في البحر الأحمر..


تنتسب الطريقة الشاذلية إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي المولود في 591هـ، بالقرب من مدينة سبتة المغربية التي شهدت أيضا جزءًا من طفولته وشبابه قبل الانتقال إلى تونس لفترة ومنها إلى مصر، حيث قصد الإسكندرية وعاش بها وأخذ يدعو للتصوف ويلتف حوله المريدون من كل مكان حتى بلغ صيته العديد من البلدان العربية الأخرى.

وتنتشر الطريقة الشاذلية في مدينة الإسكندرية بسبب وجود تلميذه بها، وهو المرسي أبو العباس، وله مسجد هناك أيضًا، كما تنتشر في طنطا بمحافظة الغربية ودسوق بمحافظة كفر الشيخ ومحافظة المنوفية والشرقية وفي أسوان، وبعض مدن الصعيد ولم تتوقف على الانتشار في مصر، فقط بل ينتشر مريدوها في المغرب وسوريا والأردن واليمن والسودان والعديد من البلدان العربية الأخرى.

وتعتبر الإسكندرية المركز الأول لانتشار الشاذلية، كما تضم الطريقة في طياتها 15 طريقة أخرى وأهم فروعها الحامدية، ويرأسها إبراهيم حامد سلامة الراضي، والهاشمية ويرأسها مصطفى الطاهر الهاشمي، والفيضية ويرأسها محمود أبو الفيض، والجازولية ويرأسها سالم جابر الجازولي، والجوهرية ويرأسها عيسى عبدالرحيم الجوهري، والسلامية ويرأسها شريف محمد طه مشينة، والفاسية ويرأسها محمد سمير الفاسي، والخطيبية ويرأسها محمود محمد الخطيب، والعفيفية ويرأسها عبدالباقي محمد العفيفي، والمحمدية ويرأسها محمد عصام الدين زكي، والعروسية ويرأسها علي فكري منصور كريم، والحصافية ويرأسها محمد أبو الأسرار الحصافي.