الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«هل تغني صلاة العيد عن الجمعة» سؤال حائر بين الناس.. علي جمعة: الأحوط إقامة الفريضة في المساجد.. والإفتاء: تسقط وتصلى ظهرا.. وأحمد كريمة: لا يجوز

صدى البلد

علي جمعة:
الأحوط قيام صلاة الجمعة في المساجد إذا صادفت يوم العيد
دار الإفتاء:
لا يجوز سقوط صلاة الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد
أستاذ فقه:
صلاة عيد الأضحى تكفي عن الجمعة
أحمد كريمة:
صلاة عيد الأضحى لا تغني عن الجمعة

أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك الذي صادف مجيئه مع أول أيام عيد الأضحى، وتساءل البعض «هل صلاة العيد تغني عن الجمعة؟»، ويجيب علماء الأزهر عن هذا السؤال.

وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنه إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد فإن مقتضى الأصل والأحوط أن تقام صلاة الجمعة في المساجد، مشيرًا إلى أن المسألة محل خلاف بين العلماء، وسببه اختلافهم في تفسير الأحاديث والآثار الواردة في ذلك من جهة، وفيما تدل عليه من جهة أخرى.

وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال «هل تسقط الجمع إذا جاء العيد يوم الجمعة، ويُكتفى بصلاة العيد عن الجمعة؟ وهل يسقط الظهر إذا جاء العيد يوم جمعة؟ وهل يسقط الظهر يوم العيد اكتفاء بصلاة العيد؟»، أن من كان يشق عليه حضور الجمعة أو أراد الأخذ بالرخصة فيها تقليدًا لقول من أسقط وجوبها بأداء صلاة العيد فله ذلك، بشرط أن يصلي الظهر عوضًا عنها من غير أن ينكر على من حضر الجمعة أو ينكر على من أقامها في المساجد أو يثير فتنة في أمر وسّع سلفنا الخلاف فيه.

وأشار إلى أن سقوط الجمعة لا يعني سقوط فرض الظهر، وأنه لم يعهد من الشارع أن جعل الصلوات المكتوبات أربعًا في أي حالة من الحالات حتى في حالة المرض الشديد، بل وحتى في الالتحام في القتال، بل هي خمس على كل حال كما هو منصوص قطعيًّا في الشرع الشريف في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم للأعرابي في تعداد فرائض الإسلام: "خمس صلوات في اليوم والليلة"، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد" وغيرها من النصوص المتكاثرة، مضيفًا فإذا كانت الصلاة المفروضة لا تسقط بأداء صلاة مفروضة مثلها فكيف تسقط بأداء صلاة العيد التي هي فرض كفاية على المجموع وسنة على مستوى الفرض.

وقال المفتي السابق، إن الشرع الشريف أوجب هذه الصلوات الخمس لذاتها على اختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، إلاّ فيما استثناه من حيض المرأة ونفاسها، وعلى ذلك فالقول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول لا يُعوّل عليه.

من جانبه، أفاد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجُمعة وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر، حتى لو صادفت الجُمعة أول أيام العيد.

وأبان «وسام» خلال إجابته عن سؤال: «ما حكم صلاة الجمعة إذا جاءت يوم عيد؟»، أنه يجوز لمن أدى صلاة العيد أن يترك الجمعة، ووجب عليه أن يصلى أربع ركعات ظهرًا، مستشهدًا بما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ، قَالَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»، مضيفًا «وأما القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به».

بدوره، بيّن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه إذا تصادف صلاة العيد يوم الجمعة، اختلف حوله الفقهاء منهم من أجاز بصلاة العيد والجمعة للحصول على الثواب، ومنهم من قال إنه يجوز لأصحاب الأعذار أداء أحدهما.

ونوه وزير الأوقاف، بأن صلاة الجمعة قائمة في المساجد كما هي ولن يتم غلق مسجد واحد، وسيتم اقامة صلاة الجمعة كباقي أيام السنة في المساجد وبعض الزوايا المصرح لها مسبقا من قبل الوزارة.

ونبه على أنه ينبغي أن يحرص كل مسلم على أداء صلاتي عيد الأضحى والجمعة، لأخذ الثواب طالما لا يوجد لديه أعذار كأن يكون المسجد يبعد مسافة بعيدة عن المنزل.

من ناحيته، رأى الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يجب على المسلم أن يصلي العيد ويصلي الجمعة، لأن الرسول وأصحابه صلوا صلاة العيد وصلاة الجمعة عندما وافق أول يوم العيد يوم جمعة.

ولفت «كريمة»، إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشفق على البدو الذين جاءوا لصلاة العيد من مناطق بعيدة، ولكن هو وأصحابه من سكان الحضر أدوا الصلاتين.

وألمح إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-حينما خير بين صلاة العيد والجمعة كان حديثه للبدو الذين يقطنون في أماكن بعيدة وذلك إشفاقا عليهم من المشقة، ولذلك على المسلم أن يؤدي صلاة العيد وصلاة الجمعة إذا اجتمعا في يوم واحد.

وأيدت دار الإفتاء، الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأوضحت أنه إذا صادفت الجمعة أول أيام عيد الأضحى أو الفطر، فتكفي صلاة العيد عن صلاة الجمعة، والمسلم مُخيّر إن شاء صلى الجمعة أم لا.

واستدلت «الحنفي» لـ«صدى البلد» بما روي عن أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: «أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ»، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ، قَالَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ».