الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة اغتيال صاحب قرار منع البترول عن أوروبا دعمًا لمصر في حرب أكتوبر

صدى البلد

للملك فيصل بن عبد العزيز قيمة كبيرة ليس فقط كأحد المؤسسين للسعودية، لكن أيضًا لقيمته الكبيرة في وضعها على الخريطة الدولية لتصبح نقطة إنطلاق تحول المملكة لقوة إقليمية كبيرة، ليس ذلك فقط بل يكون لها دورًا بارزًا في حرب أكتوبر بعدما قرر وقف النفط للعالم مقابل دعم مصر.

ولد الملك فيصل بن عبد العزيز في ١٩٠٦ وفي الرياض، وتربى في بيت جديه لأمه، وتلقى على يديهما العلم بعد وفاة والدته، وأدخله والده معترك السياسة في سن مبكرة، وبعثه في مهام دبلوماسية لأوروبا، ورأس وفد المملكة لمؤتمر لندن في ١٩٣٩، وكلفه بقيادة القوات السعودية لتهدئة الوضع في عسير عام ١٩٢٢.

وفي ١٩٢٥، خرج بجيش لمنطقة الحجاز، واستطاع السيطرة عليها، وبعد عام عينه الملك عبدالعزيز نائبًا عامًا له، كما عُين في ١٩٢٧ رئيسًا لمجلس الشورى، وبعد 5 سنوات عُين وزيرًا للخارجية، وفي ٩ أكتوبر ١٩٥٣ أصدر والده الملك عبدالعزيز أمرًا بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى كونه وزيرًا للخارجية، وبعد وفاة والده وتسلم أخيه سعود الحكم، عينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية.

أما قصة الإغتيال فتعود إلى مثل ذلك اليوم صبيحة 25 مارس 1975 خلال مراسم استقبال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في الديوان الملكي بالرياض، في تلك الأثناء هرع شاب فجأة وشهر مسدسا، وهرول في اتجاه وزير النفط الكويتي، ثم أطلق ثلاث رصاصات، خر بعدها الملك فيصل على الأرض والدم ينزف منه بغزارة.

أصابت الطلقة الأولى وجه الملك فيصل والثانية رأسه والثالثة أخطأته، وتمكن الحرس بصعوبة من السيطرة على القاتل الذي تبين أنه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، ونقل الجريح على عجل للمستشفى لكن الملك فيصل فارق الحياة بفعل الرصاصة الأولى التي اخترقت أحد الأوردة.

وأعلنت السلطات السعودية في البداية أن القاتل مختل عقلي، إلا أن المحكمة وجدت أنه مسؤول عن تصرفاته وقت عملية الاغتيال، وحكمت عليه بالإعدام، وقد نفذ الحكم بقطع رأسه بالسيف أمام جمهرة من الناس في الساحة الرئيسة بالرياض في 18 يونيو 1975.

وتعددت الروايات حول دوافع الاغتيال، وكان أبرزها الثأر لشقيقه الأكبر خالد بن مساعد الذي قتل على يد رجال الأمن بعد أن قاد عملية اقتحام مسلح مبنى التلفزيون في الرياض عام 1965، رفضا لوجود مثل هذه الوسائل الحديثة التي يصفها المتشددون بأنها بدعة خطيرة.

وذهبت رواية أخرى إلى أن الأمير الموتور أقدم على اغتيال الملك فيصل في محاولة لقلب نظام الحكم، وذلك بسبب علاقة القرابة التي تربطه بآل رشيد، الذين كانوا يحكمون نجد قبل أن تزيحهم الدولة السعودية الثالثة.

من جانب آخر، شك الكثيرون بوجود يد للاستخبارات المركزية الأمريكية في عملية الاغتيال، انتقاما من قطع الملك فيصل لإمدادات النفط خلال حرب العاشر من رمضان عام 1973، وإشهاره سلاح النفط لأول وآخر مرة ضد الدول الغربية الداعمة لإسرائيل.