بريطانيا تحترم نتيجة التصويت لصالح الاعتراف بفلسطين كدولة و فرنسا تدعو لاستئناف المفاوضات والصين تعتبرها خطوة إيجابية

أبومازن: نتوقع عقوبات أمريكية بعد حصول فلسطين على صفة "مراقب" بالأمم المتحدة
حماس تعتبر الاعتراف مكسب ومسيرات شعبية بغزة ومصر ترحب بمنح صفة دولة
"العفو الدولية" تطالب بانضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية
مسئول فلسطيني: عباس حاكم الاحتلال أمام العالم وانتصر عليه
دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية لصالح منح فلسطين صفة دولة مراقب.
وقال أولاند إنه من الضروري استئناف المفاوضات "دون قيد أو شرط وفي أقرب وقت ممكن" بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الطلب الفلسطيني.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى تصويت باريس لصالح فلسطين في الجمعية العامة الليلة الماضية ..موضحا أن فرنسا" جعلت خيارها يتفق مع هدف (إقامة) الدولتين (الفلسطينية والاسرائيلية) تعيشان في سلام وأمن، ولتحقيق ذلك ينبغي أن تستأنف المفاوضات دون شروط وبأسرع وقت ممكن".
وشدد أولاند على أن "الحوار المباشر هو في الواقع الطريقة الوحيدة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع" في إشارة إلى الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي..مؤكدا أن فرنسا على استعداد للمساهمة في هذا الاتجاه "باعتبارها صديقة لكل من إسرائيل وفلسطين".
وذكر الرئيس الفرنسي، أن خيار باريس بالتصويت لصالح حصول فلسطين على وضع "دولة مراقب" بالأمم المتحدة يتفق مع "التزامها بدعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية".
كما عبرت بريطانيا عن احترامها لقبول فلسطين في الأمم المتحدة كدولة غير عضو.وقال وزير الخارجية وليام هيج في بيان:"نستمر في الاعتقاد أن احتمالات العودة لمباحثات سلام حول إقامة دولتين وهي الطريقة الوحيدة لإقامة دولة فلسطينية على الأرض أصبحت أكثر إلحاحا اليوم وأن رفض الرئيس عباس منحنا التأكيدات التي أردناها حول عدم اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية سيجعل العودة لمائدة الحوار الآن أصعب."
وأضاف أن بلاده ستعمل على الرغم من ذلك على مضاعفة جهودها سعيا وراء العودة لمفاوضات السلام وستستمر في تقديم الدعم القوي للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية وحل الدولتين.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي اليوم الجمعة، المحاولة الناجحة لفلسطين للاعتراف بها كدولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة بأنها "خطوة إيجابية" في طريق تأسيسها كدولة مستقلة.
وقال هونج لى بعد ساعات من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على ترقية مكانة فلسطين في الأمم المتحدة من "كيان" إلى "دولة مراقب غير عضو" - "إن هذا يظهر أن القضية العادلة للشعب الفلسطيني لإعادة صيانة حقوقهم الوطنية القانونية حصلت على المزيد من الدعم المكثف من قبل المجتمع الدولي" وأشار إلى أن الصين صوتت لصالح مشروع القرار مع العديد من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وأضاف هونغ لي، أن الصين ظلت تؤيد دوما أن تأسيس فلسطين كدولة مستقلة هو حق شرعي للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن هذه هى الأساسات والشروط الأساسية لتحقيق تعايش سلمي بين فلسطين وإسرائيل، مؤكدا أن الصين ستواصل بذل جهود إيجابية وبناءة من أجل تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
من جانب اخر رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية بمنح فلسطين صفة دولة مراقب بالأمم المتحدة.
واعتبر عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، هذه الخطوة مكسبا للشعب الفلسطيني، مضيفا أن "فلسطين تستحق أكثر من ذلك".
وأكد الرشق، فى تصريح له، ضرورة وضع هذه الخطوة في سياقها الطبيعي كجزء من رؤية وإستراتيجية وطنية ترتكز على المقاومة، وعلى التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وعدم التفريط في ذرة تراب من الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر".
وتابع: "نراهن على الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة لتحرير الأرض وإقامة دولة فلسطين"، مضيفا: "الدولة تنتزع انتزاعا وتؤخذ عنوة ولا توهب من أحد".
من جانبها، أكدت حركة الشبيبة الفتحاوية في غزة دعمها الكامل للرئيس محمود عباس، واعتبرت هذه المرحلة محطة مهمة من محطات نضال الشعب الفلسطيني المستمر لانتزاع حقوقه كاملة.
كما أكد المجلس الثوري لحركة فتح أن التصويت لصالح فلسطين هو انحياز للحق والعدالة، ويعزز نضال الشعب الفلسطينى لإنجاز حقوقه الثابتة المتمثلة في حق العودة وتقرير المصير، وتشييد دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واعتبر المجلس قرار رفع مكانة التمثيل الفلسطيني، خطوة على الطريق، لن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال بشكل فوري ولكنها تكبله وترهبه، وتحقق الكثير من المزايا والإيجابيات، وتعلي من مكانة القضية الفلسطينية وشأنها على صعيد الأجندة السياسية العالمية، وطبيعة التمثيل الفلسطيني في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وفى السياق ذاته انطلقت مسيرات حاشدة لمئات الفلسطينيين فى مدينة غزة الليلة الماضية فور إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب "غير عضو" رغم برودة الطقس وتأخر الوقت.
وتجمع فلسطينيو القطاع فى ساحة الجندي المجهول بوسط مدينة غزة للاحتفال بهذا النصر، كما سمع في أنحاء متفرقة من القطاع أصوات ألعاب نارية، ووزع بعضهم الحلوى وآخرون خرجوا في مسيرات بمركباتهم ودراجاتهم النارية المرفوع عليها الأعلام الفلسطينية يجوبون شوارع القطاع.
وردد الفلسطينون هتافات حماسية تدعو إلى إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة إسرائيل منها "يا عباس ويا هنية الشعب يريد الوحدة الوطنية" و"الشعب يريد إنهاء الانقسام".
من جانبه توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب خطوة الأمم المتحدة، محذرا من أنها ستؤثر على السلطة الفلسطينية، قائلا: "نتوقع عقوبات من الأمريكيين، ومعنى ذلك أنهم لايريدون السلطة.. وإذا كان الأمر كذلك فليعلنوه صراحة".
وعن التهديدات الإسرائيلية ولا سيما التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، قال عباس: "نحن تحت احتلال ولايمكن الحديث عن أي نوع من الاحتياطات، ولن أتخذ أي احتياطات.. فإذا ما أرادوا قتلي فليتفضلوا".
ولفت إلى أن "قبول فلسطين دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة يعني أن فلسطين أصبحت دولة تحت الاحتلال ينطبق عليها ميثاق جنيف الرابع، ولاحقا بدلا من انتخابات رئيس سلطة أو مجلس تشريعي نجري انتخابات رئيس دولة وبرلمان"، مؤكدا أنه "لا غنى عن الانتخابات إطلاقا، وأنه في اللحظة التي توافق فيها حماس على الانتخابات فسيتم قبولها فورا".
وأضاف عباس "الإسرائيليون ينظرون إلى الأرض الفلسطينية على أنها أرض متنازع عليها ولذلك فهم يبنون حيثما يريدون والباقي لنا ولهم، ولكن الآن الوضع مختلف فالأرض كلها لنا"، مشددا على أن "القرار يكرس وحدة الضفة الغربية وغزة".
وعن ما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل السلطة الفلسطينية، قال عباس "السلطة قد تفقد وجودها لأسباب أخرى مثل الحصار والضغوط ولكن الشعب أصبح دولة تحت الاحتلال، وقد حدث ذلك في الحرب العالمية الثانية، فالنرويج كانت تحت الاحتلال وكذلك فرنسا وإيطاليا وكوريا وألمانيا، ودول كثيرة في العالم كانت تحت احتلال لكن لم تفقد وجودها كدولة".
من جانب آخر دعت منظمة العفو الدولية، القادة الفلسطينيين إلى الانضمام على وجه السرعة إلى نظام روما الأساسي، وجميع معاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان ذات الصلة.
وقال ممثل منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة خوسيه لويس دياز، بعد قرار الجمعية العامة بالموافقة على قرار يمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة: "يتعين أن يكون الهدف الآن هو أن تنضم فلسطين على وجه السرعة إلى نظام روما الأساسي، وجميع معاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان ذات الصلة".
من ناحية أخرى رحب وزير الخارجية محمد عمرو بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد أمس 29 نوفمبر للاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، وأوضح عمرو أن التأييد الواسع الذى حظى به القرار والذى يواكب اعتماده الاحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، يعكس الوعى المتعاظم لدى المجتمع الدولى بأهمية دفع الجهود الدولية لتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى والإقرار العملى بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، والتى يأتى على رأسها إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف.
وهنأ محمد عمرو الشعب الفلسطينى بهذا الإنجاز التاريخى مشدداً على أن مصر عازمة كل العزم على مواصلة احتضانها للقضية الفلسطينية وتقديم جميع سبل الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني إلى أن يقيم دولته وتحظى بالمشروعية الكاملة فى الأمم المتحدة وتمارس دورها وإسهامها الحضارى البارز ما بين الأمم.