في الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 31 أكتوبر سنة 1984، وبينما كانت رئيسة وزراء الهند آنذاكأنديرا غاندي، خارجة من منزلها سيراً على أقدامها حيث كان ينتظرها فريق تصوير تلفزيوني بريطاني في مكتب الوزارة، سار خلفها عدد من رجال الحرس.
وفي نهاية الممر كان يقف اثنان من الحراس واللذان تبين فيما
بعد أنهما من السيخ، وما إن وصلت أنديرا قريباً منهما حتى أطلق أحدهما النار من مسدسه
فأصابها بثلاث طلقات في بطنها، ثم قام الثاني بإطلاق النار من بندقيته الأوتوماتيكية،
فأفرغ 30 طلقة، فأصيبت بسبع رصاصات في البطن، وثلاث في صدرها، وواحدة في قلبها.

تعرضها للخيانة
ولم يكن يخطر في بال أنديرا غاندي أن يقوم أحد من حراسها الخاصين والمدربين على حمايتها باغتيالها ولم يخطر في خلدها أن تقوم بعزل أحد من السيخ من أعضاء حرسها الخاص لشعورها بمحبتهم لها.
واندفع رجال الحرس لإمساك القاتلين، فقال أحدهما : لقد
فعلت ما أردت فعله، افعلوا ما تريدون الآن، وعندما حاول الآخر انتزاع السلاح من أحد
الحراس، أطلق النار، فقتل أحدهما، وجرح الآخر، وقتها هرعت سونيا زوجة ابن انديرا لدى
سماع صوت الطلقات، وشاهدت الحرس ينقلون أنديرا إلى سيارتها البيضاء، فاحتضنت رأس
حماتها، فيما هرعت السيارة إلى مشفى معهد عموم الهند للعلوم الطبية.

محاولة إنقاذها
واجتمع 12 طبيباً حول الجثة، وخاف الجميع من غضب العائلة المالكة، فراحوا ينقلون الدم إلى الجثة الهامدة، فأفرغوا 88 زجاجة دم، واستخرجوا سبع طلقات من جسمها، وكأنهم سيعيدونها إلى الحياة، وفي النهاية اضطروا إلى إعلان وفاتها بشكل رسمي في مثل هذا اليوم عام 1984.
ابنها خلفاً لها
وعاد ابنها راجيف الذي كان يعمل طيارا مدنيا بالطائرة من كالكوتا ليسمع خبر الموت، وفي اليوم ذاته، اختاره حزب أمّه ليصبح رئيساً للوزراء بدلاً عنها، فصار ثالث شخص في عائلة نهرو يحتل منصب رئيس وزراء الهند.
مناصرتها لعدم الانحياز
كما اشتهرت أنديرا بميلها نحو فكرة عدم الانحياز في نطاق
التعاون مع جمال عبد الناصر والمارشال تيتو، وكان اسم أنديرا معروفا في كافة أنحاء العالم
كرئيسة لوزراء الهند، كانت امرأة ذات شأن في العالم، وأصبحت الهند بقيادتها بلداً قوياً،
أحرز تطوراً في مختلف المجالات، كما أنها أضفت نوعاً جديداً من النشاط على السياسة
الدولية بدفاعها عن البلدان الفقيرة والمتخلفة في العالم، وكانت من المكافحين لتحقيق
السلام العالمي أيضاً.