الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوضى الغرب تفسح المجال أمام بوتين والرئيس الصيني.. انشغال زعماء أوروبا بالصراعات الداخلية أدى لفراغ في قيادة الاتحاد.. ترامب أربك الحسابات وسط غياب رؤية غربية موحدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- ماكرون انشغل بالسترات الصفراء وماي انشغلت بالبريكست
- تخبط قادة أوروبا يحدث فوضى في المشهد السياسي
- عدم وجود رؤية موحدة تجاه معظم القضايا يعقد المشهد

في الوقت الذي يصارع فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل بقائه السياسي ضد متظاهري السترات الصفراء، كانت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي تكافح لعقد صفقة روج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية فكانت مشغولة بتسليم السيطرة على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم إلى خليفة له، إلى جانب انقسام الولايات المتحدة بشأن دورها في العالم، مما أدى إلى إحداث فراغ حاد في قادة الديمقراطيات حول العالم. 

وقال رئيس الوزراء الدنماركي السابق أندرس فوج راسموسن، الذي كان يدير منظمة حلف شمال الأطلسي كأمين عام في الفترة من 2009 إلى 2014، "لا توجد قيادة في أوروبا أو من الولايات المتحدة، وهذا يعطي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الرئيس الصيني شي جين بينغ المساحة الكافية للمناورة، كما أنه يثير مسألة ما إذا كان الغرب لا يزال كيانًا ذا مغزى"، وفقا لوكالة "بلومبيرج".

وكشف رد بوتين على الاشتباك الذي وقع الشهر الماضي في بحر آزوف، عندما أطلقت القوات الروسية النار على ثلاثة سفن أوكرانية بحرية في طريقها إلى الموانئ الأوكرانية واستولت عليها، التأثير المحتمل للفراغ الحالي في القيادة، حيث يعتقد راسموسن أن بوتين يختبر عزيمة الغرب قبل اتخاذ إجراءات أخرى قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أوكرانيا في مارس وأكتوبر، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الغرب فشل في الاختبار، على حد تعبيره.

ولم تبحر سفن متحالفة في البحر خلال دوريات الملاحة البحرية الحرة، كما فعلت لتحدي ادعاءات الصين بالمياه الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، ولم يتم الإعلان عن أي عقوبات جديدة على روسيا،

واضافت الوكالة أن أصعب رد دولي على اشتباك 25 نوفمبر كان من الرئيس دونالد ترامب، حيث ألغى اجتماعًا مخططًا مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

وفي ذلك الوقت، كان ماكرون يقاتل من أجل بقائه السياسي ضد متظاهري السترات الصفراء، بينما كانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، تكافح لعقد صفقة تهدف إلى إرضاء تصويت المملكة المتحدة لعام 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

وفي هذه الأثناء، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت توصف في السابق كزعيم للعالم الحر، مشغولة بتسليم السيطرة على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم إلى خليفة له.

وقال فالنتين ناليفيشينكو، الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات الأوكرانية في الفترة من 2006 إلى 2010، وكان رئيسا لأجهزة الأمن التابعة له في الفترة 2014-2015: "لم يعد هناك من يجلس على الطاولة بعد الآن، وهناك خطر حقيقي بأننا سنترك وحدنا مع روسيا".

- تحولات مؤلمة في جميع أنحاء العالم

وتقول كلير سبنسر، وهي استشارية رفيعة المستوى في الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للشئون الدولية "لا أعتقد أن الغرب أصبح مفهوما بعد الآن".

وأضافت موجهة حديثه للشعب البريطاني، إن التحولات المؤلمة الجارية في جميع أنحاء العالم بدأت قبل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، موضحة ان تلك التحولات تشمل الانقسامات بين الولايات المتحدة واوروبا حول كيفية التعامل مع ايران، وبين دول الخليج العربي، وبين تركيا وحلفائها الغربيين التقليديين حول القضية الكردية وغيرها.

وأضافت أن الابتعاد عن النظام العالمي الذي حدده الغرب لقرون يثبت تلك الفوضى، ولكن على المدى الأطول، فإنه يجلب الفرص أيضا بينما ترسم الأمم مصائرها الخاصة".

وتابعت "من المؤكد أن الغرب لا يزال يعمل بطرق ملموسة للغاية، حيث يواصل الناتو العمل في أفغانستان ويقوم بتعزيز الدفاعات لأعضائه الشرقيين، وما زالت العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وشركائها في أستراليا".

ومع ذلك، فإن الافتقار إلى رؤية غربية مشتركة بشأن القضايا الأساسية من التجارة إلى البيئة إضافة إلى الشرق الأوسط والتعددية يوحي بأن الكثير من القيم التي كانت في الماضي لتدعم العلاقة بين الغرب لم تعد مشتركة.

وقالت كادري لييك، وهي شخصية سياسية بارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "بالطبع يتغير الغرب، إنه يشهد تحولا مثله مثل بقية العالم، مشيرا إلى التحولات في مجال الديموغرافيا وتوزيع الثروة والتكنولوجيا".

وأضافت "أن هذا ليس أمرا سيئا، لأن الغرب كان قد تجاوز حدوده، سوف تتعاون الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤها في آسيا في العديد من المجالات، لأن لهم مصالح مشتركة".