الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اخرس قليل الأدب.. قصة الليبي الذي أهانته أم كلثوم في حفل «بعيد عنك»

احدى حفلات أم كلثوم
احدى حفلات أم كلثوم

44 عاما مرت على رحيل كوكب الشرق، ولا تزال أغانيها شاهدة على عبقريتها وصوتها العذب الذي استطاع أن يسلك طريقه إلى قلوب ووجدان الجماهير، بجانب ما قدمته خلال مسيرتها من عطاء متواصل ونجاح باهر.

الفنانة التي تميزت حفلاتها بالرقي وجمهورها بسلوكه الحضاري، والذي كان يحضر حفلاتها بالزي الرسمي للرجال والسيدات، في صورة إبداعية، رحلت أم كلثوم وظلت تلك الحفلات شاهدة على ثقافة المصريين ورقيهم.

حفلات أم كلثوم رغم رقيها إلا انها شهدت العديد من المواقف التي لا تنسى، والتي من بينها موقف وثقته أغنيتها الشهيرة «بعيد عنك»، والذي انفعلت فيه أم كلثوم بطريقة غير معهودة كانت نادرا ما تصل إليها، على أحد الأشخاص خلال حفلها بليبيا.



جمهور أم كلثوم الذي عرف عنه النظام والرقي، والذي كان يصفق بعد إعجابه بكل مقطوعة موسيقية، أو كل مقطع او «كوبليه» غنائي، ليعبر عن إشادته الكبيرة بأغانيها، لم يترك المتربصون فرصة لإفساد فرحة الجمهور بصوت «كوكب الشرق»، والتي كانت «أم كلثوم» تتجاهل تلك المحاولات البائسة بفرقتها، حتى توقفت ذات مرة أمام تلك المحاولات البائسة.

«بعيد عنك حياتي عذاب.. متبعدنيش بعيد عنك» إحدى أشهر الأغاني التي حفظها الكثيرون عن كوكب الشرق، والتي اختارتها «أم كلثوم» لتطرب بها الليبيين في عاصمتهم بنغازي، في 19 مارس 1969، والتي كان الإقبال على حفلتها كبيرا كعادة حفلاتها في مختلف عواصم العالم، إلا ان الحفل في حد ذاته لم يكن كغيره.


وبعد أن وقفت «أم كلثوم» على المسرح، وبدأت فرقتها الموسيقية، تعزف كالعادة في جميع الحفلات مقطوعتها الموسيقية للاغنية الشهيرة، والتي حظيت بتصفيق كبير من حضور الحفل، حتى بدأت أم كلثوم، أغنيتها قائلة «بعيد عنك حياتي عذاب .. متبعدنيش بعيد عنك»، حتى ارتفعت أصوات الجماهير بالتصفيق والإعجاب بصوت كوكب الشرق.

أحد حضور الحفل، استغل تصفيق الجماهير، وتلفظ بكلمة بذيئة ميزتها أذن أم كلثوم الموسيقية، بشدة لدرجة دفعتها للانفعال وهى على المسرح، لتصيح منفعلة ومعبرة عن غضبها: «اخرس.. قليل الأدب»، موجهة حديثها لأحد الليبيين الحاضرين في الحفل بعد كلمته البذيئة.


الألفاظ التي أغضبت «كوكب الشرق» كشف عنها مقربون منها بعد الحفل، في أن الليبي، تلفظ خلال تصفيق حضور الحفل قائلا: «عيدي يا مرة عيدي»، دون أن يقصد توجيه إساءة مباشرة لها، باعتبار أن كلمة «مرة» في ليبيا وبعض الدول العربية تستخدم كنداء متعارف عليه لنساء مدينتهم، والتي استبدلها بمقولة: «عيدي يا ست عيدي»، التي اشتهرت بها في مصر، والتي فهمتها حينها على انها سُبّة وإهانة مقصودة، لذلك جاء ردها عنيفًا: «اخرس.. قليل الأدب».