الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العزب.. حكاية باب أغلقه محمد علي في وجه المماليك فكانت المذبحة

صدى البلد

حلت أمس، الاثنين، الذكرى الـ 250 لميلاد محمد على باشا، والي مصر خلال الفترة من (1905 – 1948)، وهو مؤسس الأسرة العلوية، والذي وقعت في عهده "مذبحة القلعة"، والتي يرتبط بها باب العزب الشهير في القلعة.

وكشف الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، سر ارتباط الحادثة بباب العزب، وذلك في كتابه "أبرز المعالم الأثرية والسياحية الإسلامية والمسيحية في مصر والعالم"، والصادر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.

وقال "عبد اللطيف" إن الحادث دبره محمد علي باشا، والي مصر، للتخلص من المماليك في مصر عام 1811م، ولم ينج منهم إلا القليل فهربوا إلى الصعيد، وكان من كثرة القتلى كما ذكر الجابرتي أن اختلطت دماؤهم بماء النيل، الذي كان له فرع مار أمام القلعة، وقد ظل لون المياه بلون الدم لمدة لا تقل عن عشرة أيام.

وعن تفاصيل مذبحة القلعة، قال عبد الرحمن الرافعي إن محمد علي قام بدعوة المماليك لحضور الاحتفال بخروج الجيش لغزو الحجاز للقضاء على ثورة الوهابيين، وكان قد دبر المؤامرة، وبعد حضور الاحتفال واستعداد المماليك للخروج، قام جنود محمد على بإغلاق باب العزب المطل على ميدان صلاح الدين إقفالًا محكمًا فى وجه المماليك.

ولم يتنبه المماليك فى بادئ الأمر إلى أن الباب قد أقفل واستمروا يتقدمون متجهين إليه، ولكن لم تكد صفوفهم الأولى تبلغ الباب حتى رأوه مقفلا فى وجوههم، وأبصروا جنود محمد على يتسلقون الصخور المشرفة عليهم، فتوقفوا قليلًا عن المسير وتضمنت صفوفهم المتلاحقة بعضها إثر بعض، ولم تمض هنيهة حتى دوى طلق الرصاص من نوافذ إحدى الثكنات.

فكان هذا نذيرا بتنفيذ المؤامرة، ومن بعدها انهال الرصاص دفعة واحدة على المماليك، وهم محاصرون في هذا الطريق الغائر في الأرض، ولم يستطع المماليك الدفاع عن أنفسهم ولم يكن لديهم الوقت ولا القدرة على الحركة أو الرجوع القهقري أو النزول عن جيادهم، وذلك لضيق المكان الذي حصروا فيه.

ولأن المماليك جاءوا الاحتفال من غير بنادق ولا رصاص ولم يكونوا يحملون سوى سيوفهم، وهيهات أن تعمل السيوف فى ذلك الموقف شيئًا، فانصب عليهم الرصاص وحصدهم حصدا وجاءهم الموت من كل مكان، واستمر القتل من ضحوة النهار إلى هزيع من الليل حتى امتلأ ممر باب العزب وفناء القلعة كله بالجثث.

أما عن منطقة باب العزب، فقد أطلق هذا الاسم على الجزء الواقع في غرب مباني القلعة والمطل مباشرة على ميدان صلاح الدين، وتعود هذه التسمية إلى أحمد كتخدا العزب قائد طائفة من الجنود العثمانيين أقاموا بهذه المنطقة فى فترة من عام 1517م إلى عام 1805م، حيث قام بإعادة تنظيم المنطقة بعمل مسجد جميل بها على الطراز التركى وتقسيمات لإقامة الجنود العثمانيين.