الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

م. أحمد اليمني يكتب: حرق المكتبات ..سمة الحروب والثورات

صدى البلد


طالعتنا وكالات الأنباء بتعرض المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية" - أقدم متحف في الجزائر - لعمليات تخريب وسلب ونهب وإضرام نيران على هامش مظاهرة ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وبحسب وكالة "فرانس برس" فإن المتحف الذي تم تدشينه في 1897 خلال فترة الاستعمار الفرنسي هو أحد أقدم المتاحف في إفريقيا ويغطي حقبة تمتد على 2500 عام من تاريخ الفن في الجزائر.

ليست هذه هى واقعة التدمير والحرق الأولى، كما أنها ليست الأخيرة .. فإن التاريخ يذكر وهو فى قمه الأسى والحزن أن كل حرب أو ثورة أو انقلاب تبعه تدمير المكتبات ومحو العلوم وحرق الكتب والمخطوطات، فضلا عن نهب الأثار وسرقتها، وبكل أسف هذا ما حدث لنا فى مصر أيضا إبان أحداث النكبة العربية، وسوف نسرد بعضًا من ذكريات محو تاريخ الشعوب، وليس كلها، فما خفى كان أعظم:

1- حرق مكتبة (برسيبولس) فى سنة (335 ق.م) بواسطة الإسكندر الأكبر.

2- إحراق مكتبة الإسكندرية فى سنة (48 ق.م) بواسطة يوليوس قيصر.

3- إحراق جميع الكتب الموجودة فى مدينة أفسوس فى سنة (54 م) بواسطة القديس بولس.

4- أمر الإمبراطور دقليانوس بحرق جميع الكتب والمخطوطات الإغريقية والفرعونية فى (سنة 296م) .

5- أحرق الإمبراطور (تيودوسيوس) جميع المكتبات فى (سنة 389م).

6- إحراق مكتبة الإسكندرية للمرة الثانية فى سنة (490م).

7- إحراق مكتبة الإسكندرية للمرة الثالثة فى سنة (641م).

8- إحراق مكتبة بيزنطة فى سنة (728م) بواسطة (ليون ايزورى.

9- إحراق مكتبات العراق فى سنة (1221م) بواسطة (هولاكو).

10- قام الأرشيدوق " دييجو دى لاندا " بحرق كل مكتبات المكسيك القديمة فى القرن السادس عشر.

11- فى الحربين (العالمية الأولى والعالمية الثانية) دمرت العديد من المكتبات واتلفت المخطوطات والمراجع القيمة.

12- تم نهب وتدمير المتاحف العراقية وإحراق الكثير من المكتبات التى كانت زاخرة بالعلوم الانسانية القديمة إبان الغزو الأمريكى على العراق فى سنة (2003م).

13- حرق المجمع العلمى المصرى فى 16 ديسيمبر (2011) وضياع كثير من المخطوطات الأثرية النادرة، وإحراق جميع مبايعات اليهود لاملاكهم فى مصر، بالإضافة إلى خرائط حدود جمهورية مصر العربية الأصلية.

وقد أنشئ المجمع فى القاهرة 20 أغسطس (1798) بقرار من نابليون بونابارت، كان مقره فى دار أحد بكوات المماليك فى القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية (عام 1859) وأطلق عليه اسم المجمع العلمى المصرى، ثم عاد للقاهرة (عام 1880)، وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمى، ونشر العلم والمعرفة، المجمع العلمى المصري من أعرق المؤسسات العلمية، وقد مر على إنشائه أكثر من مائتى عام، ضمت مكتبته 200 ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب (عام 1752)، وأطلس ألمانى عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير فى العالم وكان يمتلكه الأمير محمد على ولى العهد الأسبق. فمن هو المستفيد من هذا الدمار؟ وإلى من تشير أصابع الاتهام؟

أسئلة ستبقى مفتوحة يجب أن يجيب عنها كل عربى، وكل مصرى، وكل وطنى؟