الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ورطة «عيد الأم»..هدايا المدرسات عبء مادي أم تعبير عن امتنان؟

هدايا عيد الأم
هدايا عيد الأم

يرن الجرس لطابور المدرسة، تهرول الفتيات كل منهن إلى مكانها المعهود، وبمجرد إعطائهن الشارة، يبدأن في غناء "ست الحبايب" وتليها أغاني الأم التي حفظوها عن ظهر قلب وتحضروا لأدائها بشكل جماعي انتظروا اليوم بفارغ الصبر، لحظات وينتهي الغناء، ومع صعود الطلاب غلى فصولهم، تبدأ كل واحدة بإعطاء معلمتها هديتها التي لم تغفلها.، وفي احد الأركان تجلس إحداهن تذرف دموعا على والدتها التي رحلت عنها، تاركة داخلها ألم وفقدان تتذكره في كل عيد أم وتشعر بالنقص في مارس من كل عام.




اعتاد الطلاب في المارس منذ سنوات على تقديم الهدايا لمعلمينهم، أصل هذه العادة مجهول حتى اليوم، ولكن تقليد توارثته أجيال في مصر، وباختلاف الثقافة أو المستوى الاجتماعي، تظل هدية عيد الأم واجب مقدس تحرص الأم على شرائها لطفلها لإهداء المعلمة بها، سواء كانت المعلمة أم أو أنسة أو لم ترزق بأطفال بعد، فلابد أن تحصل على هديتها.

وفي إحدى المدراس بالقاهرة، التي شهدت موت ثلاثة أمهات، قررت الإدارة إلغاء الاحتفال هذا العام مراعاة لمشاعر طلابها، مما لاقى استحسان أولياء الأمور، مقدرين المشاعر النبيلة للإدارة، وطالب البعض بتعميم الفكرة وإلغاء الاحتفالية في جميع المدارس.


هدية أم واجب ملزم ؟

تتساءل بعض الأمهات إن كانت هدية عيد الأم هي تقدير أم أصبح أمر واجب النفاذ للطلاب، تغضب معلماتهم إذا لم يحضروها، ففي بعض الأحيان تضطر الأم إلى شراء هدية للمعلمة حتى لا تتربص لابنها، وأحيانا أخرى تقوم بذلك من دور المحبة.


لمن تعطى الهدية ؟

يبقى السؤال المحير للأم حينها لمن ستعطي هدية عيد الأم، فالعديد من المعلمات يمرون من فصل الطفل، وفي بعض الأحيان تحضر الأم هدايا رمزية لجميع مدرسات ابنها وأوقات أخرى تسأل ابنها لاختيار المميزة بينهم لإهدائها.

 


عبء على الأهالي

يحمل بعض أولياء الأمور ثقل شراء هدية للمدرسة في عيد الأم، خاصة إذا كان لديها أكثر من طفل في نفس المدرسة، فيزداد حينها العبء وترتفع تكلفة شراء الهدية.


انتفاضة أولياء الأمور

وأصدرت جروبات أولياء الأمور بيانا موحدا تحت شعار "حملة معا نستطيع"، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، طالبت خلاله وزارة التربية والتعليم بإصدار قرار بمنع المدارس من تنظيم أي احتفالات بمناسبة عيد الأم.

 


وقال البيان: إنها لا تقصد نهائيا من هذا المطلب إنكار حق الأمهات المصريات في عمل يوم لهن، ولكن في واقع الأمر أن احتفالات عيد الأم في المدارس لا تراعي نهائيًا مشاعر الطلاب الذين فقدوا أمهاتهم، مشيرًا إلى أن حفل عيد الأم في أي مدرسة غالبا ما يكون يوم حزن على مثل هؤلاء الطلاب الذين يتذكرون أن القدر جعلهم بدون أم.

وطالب أولياء الأمور في البيان، وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بإصدار بيان رسمي ينص على منع تنظيم أي حفلات لعيد الأم في المدارس، والاكتفاء بالاحتفالات الأسرية المنزلية التي تتم داخل البيوت، منعا للتسبب في أي جرح غير مقصود لمشاعر أبنائنا الطلاب، على أن تكتفي المدراس بتعليم أبنائنا الطلاب تعاليم وآداب التعامل مع الأم والأب، مع الإشارة إلى ضرورة التزام المودة بين الأهل والاحترام وبين المجتمع ككل طوال أيام العام وليس في يوم محدد فقط، خاصة أنه لا يوجد في أي من الأديان السماوية أي نص يلزمنا بيوم معين للاحتفال لا بعيد الأم ولا بعيد الأسرة ولا بعيد الحب.