البهـنسا.. بلد النخيل والمنسوجات العجيبة أقامت بها العذراء والمسيح 7 سنوات.. صور

بلدة لها قصة غريبة، بعدما مرت به من مراحل عديدة، من التقدم ثم الإضمحلال فقد تحولت أكثر من مرة من قرية إلى مدينة ثم تتدهور فتعود قرية، وحاليا هى قرية تتبع مركز بني مزار، بمحافظة المنيا، وبها الكثير من أضرحة وقباب الصحابة والتابعين وشهداء الجيش الإسلامي أثناء فتحها قبل مئات السنين.
بلدة البهنسا، كشف لنا تاريخها الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.
قال عبد اللطيف: عُرفت البهنسا في العصر الفرعوني باسم "برمجد"، وفي القبطية "بمجي" وفي العصر اليوناني "أوكسير ينوكس"، وهو نوع من السمك قدسه أهل البلدة، وترجع أهمية هذه البلدة إلى مركزها التجاري إذ أنها تقع على الطريق الموصل إلى الواحات البحرية، ولفظ البهنسا يعني اليقظة باللغة القبطية.
ويجمع كثير من المؤرخين، على أن السيدة مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام قد نزلا بالبهنسا، وأقاما بها 7 سنين ثم تركاها ورجعا إلى القدس.
وقال بعض المفسرين عن الربوة في قوله تعالى: "وجعلنا ابن مريم وأمه أية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، إنها البهنسا وقيل أنها دمشق أو بيت المقدس".
وكانت البهنسا، حين فتحها العرب كما يقول ابن عبد الحكم عالية الجدران حصينة الأسوار والبنيان منيعة الأبراج والأركان وكان لها أربعة أبواب ولكل باب ثلاثة أبراج وبين كل برجين شرافات وكان بها أربعون رباطًا وكنائس وقصور فلما أخذت بالفتح تغيرت معالمها واندثر كثير من أثارها.
ويقال أنه استقر بالبهنسا كثير من القبائل العربية بعد الفتح الإسلامى من أهمها قبيلة خولان،وقد اشتهرت البهنسا بأنها كانت تزرع فى بعض ضياعها نخلة بلح تطرح مائة وواحد وعشرين عرجونًا بلح فاخر فى كل سنة فيتحصل منه اثنا عشر أردب بلح فى كل سنة.
كما أنها اشتهرت أيضًا بزراعة أشجار السنط التى كان يؤخذ أخشابها لبناء سفن الأسطول المصرى، وقد ذكر ابن مماتى فى القرن 7هـ/ 13م أن خراج البهنسا كان يدفع سنطًا كما أضاف أن طراز البهنسا أى منسوجاتها كانت تعد واحدًا من عجائب مصر وذلك لجودتها.
كما أنها كانت تتميز بتصدير الشب الذى كان قادما من الواحات والشب حسب قول ابن مماتى هو حجر معروف يحتاج إليه فى أشياء كثيرة أهمها صبغ المنسوجات باللون الأحمر وكان الرومان يحبونه ويأخذون منه الكثير ويوجد بكثرة بصحراء صعيد مصر.
ولقد كانت أيضًا بالبهنسا أحد المراكز الهامة فى صناعة الزجاج خاصة فى العصر الفاطمى ودل على ذلك كثرة ما عثر عليه من التحف الزجاجية بهذه البلدة بالإضافة إلى تميزها بصناعة الورق من نبات البردى.