قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أبو العباس.. مسجد صاحبه أندلسي عاش في الإسكندرية 45 عاما


اقروا الفاتحة لأبو العباس يا اسكندرية يا اجدع ناس.. واحدة من أبرز وأشهر الأغاني الشعبية الفلكلورية عن عروس المتوسط الإسكندرية وأهلها.. لكن من هو أبو العباس وما هي حكايته؟ الإجابة كانت لدى الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

تحتضن الإسكندرية مسجد أبو العباس المرسى، والذي ينسب كما قال عبد اللطيف إلى أبو العباس المرسى، حيث يوجد بداخله ضريح له وكذلك لثلاثة آخرين من الشيوخ الموقرين وعليها أربعة قباب، وهذا الرجل هو العارف بالله الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى.

وولد بمدينة مرسية بالأندلس عام 616هـ/ 1219م وقد نسب فى اسمه إلى هذه المدينة، وهاجر إلى مصر ووصل إلى الإسكندرية عام 640 هـ / 1242م وكان عمره 23 عاما، وسكن بمنطقة كوم الدكة وفى عام 644 هـ/ 1246م قام بزيارته الشيخ أبو الحسن الشاذلى، وأعطاه لواء الدعوة بعده.

وقد ظل حاملا هذا اللواء لمدة ثلاثين عامًا حتى وافته المنية فى ذى القعدة عام 686 هـ/ ديسمبر 1287 م فى عهد السلطان المنصور قلاوون، وقد دفن فى مقبرة باب البحر وعندما زار ضريحه الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الإسكندرية فى عام 707 هـ/ 1307م قرر أن يبنى عليه مسجدًا، وكان ذلك فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون فى ولايته الثانية.

ثم قرر عمل منارة مربعة الشكل للمسجد وأوقف عليه بعض أملاكه، وفى عام 882 هـ/ 1477م فى عهد السلطان قايتباى قام والى الإسكندرية قجماس الإسحاقى ببناء المسجد مرة أخرى، كما أعد لنفسه مقبرة بجوار قبر أبو العباس المرسى ولكنه لم يدفن به بل مات ودفن ببلاد الشام.

أما فى عصر الدولة العثمانية وبالتحديد سنة 1005 هـ/ 1596م، قام الشيخ أبو العباس السلفى الخـزرجى بتجـديـد المسجد ودفن فى قبره بالمسجد، وفى عهد الملك فؤاد فى عام 1346هـ/ 1927م أعدت وزارة الأوقاف مشروعا لإعادة بناء المسجد وإنشاء ميدان فسيح أمامه عرف باسم ميدان الجوامع لأن به عديدا من المساجد الأخرى.

وتم وضع حجر الأساس للبناء الجديد فى أوائل عام 1929م واستغرق بناء المسجد الحالى خمسة عشر عاما، وأصبح جاهزا للافتتاح الذى قام به الملك فاروق فى عام 1364هـ/ 1944م، ولهذا المسجد حاليًا مئذنة واحدة شامخة يبلغ ارتفاعها 72 مترًا.