- "أمير الشهداء و"سريع الندهة" و"البطل" من أشهر ألقاب الشهيد مارجرجس
- تحمل جميع أشكال العذابات على مدى 7 سنوات كاملة بعد أن مزق منشور يدعوا لعبادة الأوثان
- كثير من الجيوش تمتلك أوسمة باسم "مارجرجس" تمنح لمن يتفانى في خدمة البلاد والجيش
- أشهر مزارات القديس مارجرجس في مصر موجود في"ميت دمسيس والرزيقات ومصر القديمة"
تحتفل الكنيسة اليوم، الأربعاء، بعيد واحد من أشهر شهدائها وقديسيها على مر العصور وهو الشهيد "مارجرجس"، الذي توجد له في مصر وفي مختلف بلدان العالم كنائس عديدة بنيت على اسمه، إلى جانب عدد من أديرة الرهبان والراهبات في مصر وخارجها.
والشهيد مارجرجس له مكانة كبيرة وهامة في قلوب المسيحيين بمختلف دول العالم، وله العديد من الألقاب التي اشتهر بها، منها "أمير الشهداء" و"سريع الندهة" و"البطل الروماني"، ومعنى اسم "جوارجيوس" أو جرجس باللغة العربية، "العامل بالأرض" أو "الفلاح"، ومن مشتقات الاسم "جورجي" و"كركي" باللغة الأرمنية، و"جورج" باللغة الإنجليزية، ويختصر الاسم إلى "جرجس"، ومؤنث الاسم هو "جورجينا"، أما لفظ "مار" الذي يسبق اسمه فهي كلمة سريانية ومعناها "السيد".
ولد الشهيد مارجرجس في بلدة كبادوكيا قرب فلسطين، واهتم والداه بتربيته حسب التعاليم المسيحية، ووالده يدعى اسمه "أنسطاسيوس" وأمه "ثاؤبستا"، وتوفي والده الذي كان قائدا كبيرا بالجيش وماجرجس يبلغ من العمر 17 عاما، فطلب الإمبراطور من ابنه جرجس أن يعين مكانه قائدًا للجيش، وعندما لمس بطولته وشجاعته عينه قائد مائة.
وفي ذلك الوقت رأى الإمبراطور دقلديانوس النمو المتزايد للمسيحية فأصدر منشورًا بخضوع جميع أفراد الأمبراطورية للإمبراطور، والسجود للأوثان أبولون وأرطاميس، ثم قام بتعليق هذا المنشور في الميادين الكبرى، فما كان من الفارس الشجاع مارجرجس إلا أن قام بتقطيع المنشور أمام الجميع، وعندما مَثَل أمام الإمبراطور أصر على إعلان إيمانه المسيحي، فاستشاط الإمبراطور غضبًا، وأمر بتعذيبه حتى يرجع عن رأيه ويسجد لآلهة الرومان الوثنية.
وبعدها مر الشهيد مارجرجس بسلسلة طوية من العذابات استمرت نحو 7 سنوات، وقيل إنه وصل في ثلاث مرات إلى حافة الموت من شدة العذابات، ولكن في كل مرة كان الله ينجيه ويقيمه مرة أخرى، وخلال هذه السنوات السبع ذاق الشهيد جميع أنواع العذابات تحمل جميعها في صبر وشجاعة.
وأخيًرا عندما يئس الإمبراطور من إرجاعه عن إيمانه المسيحي أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في عام 307 ميلادية تقريبا.
والشهيد العظيم مارجرجس له مكانة كبرى ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، وفي إنجلترا وفي عهد الملك إدوارد الثالث أصبح الشهيد مارجرجس شفيعا وحاميا لإنجلترا كلها، وزادوا على ذلك بأن صكوا على عملتهم الذهبية رسمه التقليدي وهو يمتطى جوادا ويضرب برمحه التنين.
وفي روسيا، يعتبرون الشهيد مار جرجس حاميا لهم، فكانوا يرسمون صورته على حصونهم، وأنشأت الإمبراطورة كاترين الثانية في عام 1769 وسام الشهيد مكافأة للمجاهدين في الحياة العسكرية، أما في اليونان، فيعتبرونه هو شفيعهم، ويشيدون باسمه في الكنائس والأديرة الكثيرة، ويلقبونه بالظافر "المنتصر" أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء.
وفي مصر، عدد الكنائس الموجودة باسمه كثيرة للغاية، ويذكر البعض أن نصف عدد الكنائس في مصر على اسم الشهيد مارجرجس، نظرًا لإيمان الكثيرين منهم بقدرته العجيبة على حل المشاكل، ومن هنا لقب بـ"سريع الندهة".
ولكن يوجد للشهيد مارجرجس في مصر عدد من المزارات هي الأشهر ويذهب إليها أعداد كبيرة للتبرك وأملا في حل مشاكلهم، من بينها مزاره الشهير بقرية "ميت دمسيس" بمحافظة الدقهلية، كما يوجد أيضًا مزار شهير للشهيد مارجرجس بجبل الرزيقات بمحافظة قنا، إلى جانب مزاره الشهير بمصر القديمة.
أما عن صورته الشهيرة، فتعود القصة لحكايات متناقلة عبر الأجيال، حيث قيل إنه وفي مدينة بيروت تغلب القديس على التنين وقتله، وأقيمت على اسمه منطقة معروفة تاريخيا في العاصمة اللبنانية، هذه الرواية المعتمدة، أما في روايات أخرى فيقال إنه في في فلسطين كان هناك تنين بنى عشه في مدخل نبع للماء، وكان السكان المحليون يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة.
ولكي يخرجوا التنين كانوا يوميا يضعون له خروف كغذاء، وعندما نفدت الخراف كانوا يضحون بشخص مختار بالقرعة، وحدث أنه كانت الضحية أميرة محلية، وحينها صدف أن القديس مارجرجس يمر بالمنطقة وقام بمقاتلة التنين ليستطيع أن يحرر الأميرة بل والبلدة كلها وأن يحل لهم تلك المشكلة الكبيرة.
وأصبحت هذه القصة مرافقة للقديس وترمز له في لوحات أيقونية وتماثيل، تلك الأيقونة التي تعتبر رمزا وطنيا للعديد من المدن على مستوى العالم من بينها إنجلترا وروسيا واليونان وجورجيا وزامبيا والبرتغال وغيرها، كما يعتبر القديس مارجرجس شفيعا لكثير من الجيوش في أنحاء العالم وكثير من الجيوش تمتلك أوسمة باسمه تمنح لمن يتفانى في خدمة البلاد والجيش.