الماء هو العنصر الرئيسي في جسم الإنسان. يتم توزيعه في جميع أنحاء الجسم ، و في كل عضو ،و داخل الخلايا وفيما بينها. وهو يمثل في المتوسط 60 ٪ من وزن الجسم لدى الرجال البالغين ، و 55 ٪ في النساء. مع احترار الجو يعانى بعض الصائمين من العطش . من الأسباب الهامة للعطش فى رمضان : قلة شرب الماء والسوائل بشكل عام ، مرض السكر النوع الأول ، و الجفاف ، و العرق الشديد ، و فقدان السوائل مع التوتر أو المجهود ، و تناول الوجبات الدسمة ، و زيادة تناول البهارات ، و تناول الطرشى والمخلل ، و التدخين . المعدل اليومى للعرق هو 10 مليليتر لكل كجم من وزن الجسم ولكن مع الحر الشديد ربما يصل هذا الى 2.5 لتر فى ساعة واحدة !
يعانى مرضى السكر النوع الأول من إرتفاع السكر الذى يسبب حملا زائدا على الكلى ، وبالتالى يظهر السكر بكميات كبيرة فى البول ، و يسحب معه كميات كبيرة من الماء ،فيسبب العطش الزائد المصاحب للتبول المتكرر .
الماء هو المكون الرئيسي للخلايا و الأنسجة و الأعضاء ، و الجسم لا يمكن أن ينتج ما يكفيه من المياه ، أو الحصول على ما يكفي من المياه عن طريق الغذاء فقط .
فقدان الماء من الجسم مع إرتفاع درجة الحرارة وعدم تعويضه يسبب الجفاف ، خاصة أن الماء المفقود يصاحبه فقدان الأملاح المعدنية الهامة مثل البوتاسيوم و الصوديوم ، مما يؤثر بالسلب على وظائف الجسم خاصة الكليتين و الدماغ و القلب.
يعتبر الجفاف من أكثر المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة، إذ يسبب الصداع و التشوش والكسل والخمول و النعاس و مشاكل في التنفس واضطراب في معدل دقات القلب ، و إرتفاع ضغط الدم و حصوات الكلى و حصوات المرارة .
ينتج الهيستامين بمعدل أكبر عندما يكون الشخص مصابًا بالجفاف، وبالتالى يتم تحفيز الحساسية عند مرضى الربو فتضيق الشعب الهوائية و يتفاقم الربو .
فقدان السوائل سبب شائع للشعور بالتعب نتيجة بطء الدورة الدموية خاصة فى المخ ، مع تراكم أحماض مما يسبب الشعور بالتعب . تعكر قلة الماء المزاج وتسبب الإكتئاب ، فالمخ يحتاج الماء دومًا و تحتوى خلايا المخ 85 % ماء ، و قلة السوائل تسبب قلة جريان الدم فى المخ ، وبالتالى أكسجين أقل و طاقة أقل ، مما يفسر التعب والإعياء و الشعور بالإكتئاب و العصبية و ضيق الأفق . و لهذا قلة السوائل تجعلنا أكثر عرضة للغضب .
الماء هام للمناعة ، و للتخلص من البلغم و الإفرازات المخاطية ، و للهضم و إمتصاص الطعام ، و لإخراج السموم من الجسم ، و لتنظيم درجة حرارة الجسم ، و لقيام الدم بوظائفه ، و لإمتصاص الصدمات خلال المجهود ، ولكفاءة الأجهزة التناسلية.
يشيع الإمساك مع قلة الماء ، حيث يزيد من إمتصاص خلايا الأمعاء الماء من الطعام و بالتالى تصبح فضلات الطعام فى الأمعاء أكثر صلابة فيصعب تحركها أو خروجها .
الماء أفضل السوائل فى رمضان لإرواء الجسم ،و الحفاظ على حيوية الأنسجة ،و كفاءة الجهاز الدورى والجهاز العصبى و المناعة . الماء المثلج خطر، إذ يقلل المناعة ، و يبرد الأغشية المخاطية للجهاز الهضمى والأنف ، و يعسر الهضم ، و يعطل إفراز العصارات الهاضمة ، و يسبب الغازات وتقلص المعدة و الأمعاء .
يجب تناول السوائل بوفره( الحد الأدنى للبالغين 8 أكواب ماء)، يفيد أيضا شرب الألبان و عصائر الفاكهة الطبيعية . شوربةً الخضار مثالية فى رمضان للتنشيط المتدرج للمعدة الخاملة بعد الصيام ، و زيادة تدفق الدم فى العشاء المخاطى للمعدة و رفع مناعتها . يراعى ألا يحتوى السحور على المقليات، أو المخللات أو البسطرمة أو التونة لاحتوائها على نسب عالية من الملح ، أو التوابل ، أو الوجبات السريعات الغربية أو الشاورما لأنها غنية بالدهون والملح مما يزيد من الإحساس بالعطش.
ينبغى تأخير السحور لتجنب الجوع و العطش الشديد ، و تناول الفواكه و الخضر الطازجة خاصة الخس والخيار و الكوسة و البطيخ ، و الزبادي و الفول المدمس . للوقاية من العطش و الجفاف فى رمضان يجب ممارسة النشاط البدنى بإعتدال و بالتدريج ، و الحفاظ على برودة الجسم ، و التهوية الجيدة . إشرب كل ربع ساعة فى ليل رمضان ، و لتشرب خلال مشاهدتك التليفزيون، أو إستخدامك للكومبيوتر أو القراءة . عند الضيق والتوتر أسرع بشرب الماء فى الفترات المتاح فيها تناول الطعام.