قمامة أمام الآثار وأهالي لا يقدرون قيمتها.. 50 صورة لكنوز صحراء المماليك

قامت كاميرا موقع صدي البلد بجولة في منطقة صحراء المماليك الأثرية في منطقة منشية ناصر،رصدنا خلالها مظاهر إهمال واضحة علي كثير من الأثار هناك،كذلك التعامل الغير لائق من الأهالي مع الآثار وعدم تقديرهم لقيمتها،مما يضيع جهود كثيرة تقوم بها الأثار لتحسين أوضاع المنشآت الأثرية والتاريخية بها.

وخلال جولتنا رصدنا مجموعة إينال الأثرية والتي ظهرت عليها مظاهر الإهمال،خاصة السور الحديدي المحيط بها وقد اختفى جزء كبير منه، وبالداخل تنتشر مخلفات وركام أحجار ناحية جزء السور المقطوع، وبالخلف كانت الأجزاء المتهدمة من المجموعة الأثرية منذ سنوات طويلة كما هي، وداخل المبني الجدران وقد تم خلع الرخام الذي كان يغطيها، وعناصر معمارية وزخرفية أثرية مفككة وملقاة في منتصف المكان وعلى جوانبه.

واصلنا جولتنا ووجدنا مشهد القمامة أمام كثير من الآثار واضحا للعيان، و إحقاقا للحق فإن إدارة أثار شرق القاهرة لا تتوانى في تنظيف المواقع الأثرية من الداخل والخارج،لكن سلوك الناس في رمي القمامة أمام الأماكن الأثرية وكأنه أصبح طبعا يصعب تطبعه بالنظافة،ناهيك عن كارثة أخري ربما لا ينتبه إليها أحد.

هذه الكارثة هي وجود عدد من ورش السيارات وتغيير الزيوت وسط شوارع مجاورة للأثار،مما أدي لإنتشار بقايا ومخلفات البنزين والمواد القابلة للاحتراق في الشوارع، هذا غير ما ينتج عنها من روائح كريهة وضارة،كما أنه نتيجة إهمال المنطقة لسنوات طويلة تجد منتشرا فيها غلق أبواب ونوافذ عدد ملحوظ من أثارها بالأحجار،كذلك تشويهها بالكتابة عليها من الخارج،وتحويل جدرانها الخارجية للوحة للصق الإعلانات خاصة مرشحي الإنتخابات من سنوات سابقة.

من جانبه قال عماد عثمان المدير العام الأسبق لأثار شرق القاهرة:حاولنا بقدر الإمكان الحفاظ على مجموعة إينال الفريدة ،وعندَما توليت الإشراف على منطقة شرق القاهره وجدت الاسوار والباب الحديدي سرق بالكامل أثناء أحداث يناير،وتحول لمقلب عمومي لسيارات النقل،حيث كانت تلقى بمخلفات المباني داخل الأثر.

وتابع:وقمنا بالجهود الذاتية وبالتعاون مع رئيس حي منشأة ناصر وشباب محترم من أهالي المنطقة،في رفع اطنان من المخلفات والطوب من داخله،وغلق مكان الباب الحديد المسروق وبناء رصيف عالي لمنع سيارات اللواري من الدخول،وبناء مداميك حجرية وعمل السور الحديدي أعلاها،وتنظيف الأرض وفرشها بالرمال الناعمة،والحفاظ على منطقة الحفائر وقص الحشائش العشوائية،حيث كانت قد انتشرت بالمكان وتحوي ثعابين وقوارض داخلها،وقمنا بسفلتة وانارة الشارع الخارجي،أملا في دخول المجموعة حيز الترميم،وتركت المنطقة قبل استكمال الأعمال التي توقفت بعد مغادرتي لموقعي.

وتاريخيا يحلو لبعض علماء الأثار تسمية المكان بوادي الملوك الإسلامي علي غرار وادي الملوك الفرعوني في الأقصر،وكانت صحراء المماليك هي المنطقة الممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية حتى أوائل القرن الثامن الهجري،وكانت عبارة عن ميدان فسيح أعد للعب الكرة وعرف بميدان القبق وميدان العيد،وفي النصف الأول من القرن الثامن الهجري بدأ ملوك مصر وأمراؤها في إنشاء المساجد والخوانق بهذه المنطقة وألحقوا بها مدافن لهم،وكثر الدفن فيها حتي عرفت بإسم قرافة أو جبانة المماليك.