الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صوته أقوى من أم كلثوم.. قصة حب عبد القادر وزينب لم تكتمل إلا بـ صالح أفندي عبدالحي.. نوستالجيا

صالح عبدالحي وسلافة
صالح عبدالحي وسلافة معمار ويحيى الفخراني

صوت شرقي أصيل، يسافر المستمع إليه إلى زمان آخر تحديدا في بداية القرن العشرين حيث عصر الجوابات والأغاني الطربية التي يهيم معها المستمعون، صالح أفندي عبدالحي الذي أعاده إلى الأذهان من جديد مسلسل «الخواجة عبدالقادر» قبل 7 سنوات، فكان صالح أفندي رمزا للحب فيه. 

مسلسل «الخواجة عبدالقادر» الذي أنتج في عام 2012، تدور أحداثه بين فترتين من الزمن، الأولى خلال الحرب العالمية حيث العجوز «هربرت دوبرفيلد» الذي يكره الحياة ويود الانتحار، والفترة الثانية بعدما سافر إلى السودان ليعمل في مقلع للحجارة ورغم المشقة الجسدية فإنها كانت الفترة الأسعد في حياته حيث أصبح «الخواجة عبدالقادر» المسلم، لينتقل بعدها للعمل في صعيد مصر حيث يلتقى بفتاة ويقع في حبها.

الفتاة الصعيدية زينب التي عبر عن حبها له أمرين، أولهما «الشيلان الصوف»، والثاني كانت أغاني المطرب صالح عبدالحي، والذي برز في أكثر من حلقة.


«أسطوانات من غير خشخشة لصالح أفندي عبدالحي»، كانت تضع زينب الأسطوانة التي اشتراها شقيقها إليها خصيصا، في الجرامافون، وأول ما تستمع إليه يكون هذه الجملة، كان صوت عبد الحي وهو يغني ممتعا لدرجة تجعل المستمع قد ارتدى البدلة الرسمية ويجلس بجوار الراديو القديم، أو «الجرامافون» ذو الصوت المحشرج ليستمع إلى حفلاته.

سألها عبدالقادر من هو عبدالحي فأجابت زينب بوصف ببداية إحدى اسطواناته، فسألها مجددا "بيقول ايه!"، ورغم أنهما كانا يستمعان إلى إحدى أغانيه بالفعل إلا أنها قررت أن تغني له مقطع من أغنية أخرى وهي أغنية "حبيبي هو الآمر الناهي"، لم تود زينب أن يستمع لأولى أغاني صالح عبدالحي بكلمات عتاب، فغنت له هذا المقطع:

حبيبي هو.. هو عليا.. الآمر الناهي
مهوش بإيدي البعاد.. والقرب والله
اللي ملك هو.. واللي حكم هو
اللي ملك..وحكم..وأمر.. وقدر.. هو

أجابها عبدالقادر بإعجابه بهذه الكلمات، فأهدته زينب أسطوانة ليستمع إليها مرارا ومرار وقتما شاء، كانت هذه الأسطوانة بالحديث عن صالح أفندي، الذي يوافق اليوم عيد ميلاده الـ 123، بداية قصة الحب التي نشأت بينهم، تماما ككل أغاني صالح عبدالحي التي كانت جزءا من آلاف قصص الحب.


عاصر صالح أفندي عبدالحي عهدين منفصلين من عهود النهضة الفنية وهما عهد عبده الحامولي، وعهد أم كلثوم وعبدالوهاب، ولكن شهرته في العهد الأول كانت أكبر.

تعلم صالح الإيقاعات من شيوخ ومطربي التواشيح، وكان صوته قويا يكاد يكون أقوى من أم كلثوم حيث كان يغني بدون مايكروفون أو أيا من مكبرات الصوت مهما ازداد عدد الجمهور، أما صوته الرنان فقد نزع الصدارة من زكي مراد والد ليلى مراد، حتى بدأ في تقديم الحفلات وأصبح نجم عصره.

أغنياته التي ظلت رمزا للحب حتى بعد أكثر من قرن من وفاته، لم ينل منها نصيب، فلم يتزوج طيلة حياته، وبالتالي لم ينجب ولم يعش أيا من كلمات التي فنى حياته في غنائها.