الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب : المجري الجزء الثالث عشر‎

صدى البلد

السعادة التي تبدو واضحة على وجه حسام دليل واضح على حبه الشديد لصديقه نادر.. 
لكن ذلك الشعور لم يكن فقط بسبب اقترابه من العثور على صديقه بعد رحلة بحث عنه قد امتدت لأشهر.. 
بل هي نتاج لراحة نفسية وارتياح بسبب التغير الواضح في موقف شجن
فسألته: هل أنت سعيد لهذه الدرجة يا حسام لأنك ستجد صديقك؟!!
أجابها: نعم أنا سعيد جدًا بذلك لأنني أعلم جيدًا قيمة ما بيننا. فهناك أشياء لا يمكن أن نتخلى عنها أبدًا كي تستمر الحياة كالماء والهواء..
وكذلك هناك أشخاص لا تحلو الحياة من دونهم..
هؤلاء الأشخاص من الممكن أن تستمر الحياة بعيدًا عنهم..
لكنها قطعًا لن تكون بنفس اللذة .

لذلك أختي العزيزة عندما تجدين من يشعرك بحلاوة الدنيا ولذتها فتمسكي به جيدًا وبكل قوة
كما أفعل أنا الآن مع نادر الذي أعلم جيدًا مدى معاناته هو الآخر بعد أن تركني وحيدًا..
لكني سمعته يومًا يقول: "البعد أفضل من قرب بلا تقدير"
تلك الكلمات رددها نادر من قبل وقد سمعتها منه
الآن قد فهمت المعنى الحقيقي لتلك الكلمات 

• شعرت شجن بالأسى عندما علمت أن قرار الرحيل وترك المكان استجابة لطلبها لم يكن سهلًا  والبعد عن صديقه لم يكن بالأمر الهين عليه، فطلبت من أخيها التحرك سريعًا والاتصال بعائلة نادر، وبالفعل أخبره والد نادر عن مكانه وهاتفه
فيبادر حسام بالاتصال لكن شجن خطفت الهاتف سريعًا وقالت من الأفضل أن نذهب إليه فجأة حتى أعتذر له.
لقد علمتُ الآنَ عمق الجرح وقوة الألم الذي سببته لنادر من قبل

حين أدركت جيدًا مدى معاناته الآنَ وحيدًا في منفاه الذي اختاره حرصًا على إرضائي واستجابة لرغبتي الظالمة.
لقد أفادتني تلك التجربة كثيرًا حين أدركت ما يحدث أحيانًا عندما يدفـعك الحب لاختيار ما يحُطِّم قلبك
لتحفظ لأحدهم قلبه
كما يسـعدك أن تختار ما يـؤلمك حتى تُجنِّب من تحب الألم.

تقول شجن: لقد تعلمت كثيرًا مما قرأتُه في خواطر نادر التي أعطيتني إياها، وكان الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه من أهم الدروس التي تعلمتها.
ألا يجدر بي أن أعتذر له عما بدر مني ؟
لقد اختار ان يتألم لأجلك عندما طلبت منه أن يبتعد.
فيجيبها حسام: لكِ ما تريدين، فلنذهب سويًا.
لقد كان إصرارها على الاعتذار لنادر سببًا للذهاب
وليس غاية كما تدعي شجن..

فعند اللقاء بدأت تتجلى الغاية وتظهر؛ حين تدفقت مشاعر شجن التي أخفتها طويلًا خلف القسوة والعناد
تغمرها السعادة عندما وجدته وقد عاد إلى رشده ثانية واستعاد همته وأقبل على الحياة بنشاط..

• تلك اللحظات والنظرات الخاطفة من شجن له كانت بداية لقصة حب ملتهبة.
بعد أن عاد نادر إلى مكانه بصحبتهما عادت الروح والمشاعر لقلب شجن وبدأت تنظر للحياة
بتفاؤل من جانبها المضيء واضعة نصب أعينها كلمات حسام
عن لذة الحياة مع من نحب.. 
 
من هنا أظهرت شجن تمسكها القوي بوجود نادر في حياتها بخلاف ما كان يتوقعه
بل اشتد عليه وقع المفاجأة عندما بادرته شجن بالتعبير عن مشاعرها وأخبرته أنها تحبه!
وبالرغم من إحساسه بصدق مشاعرها إلا أنه دُهش كثيرًا!
وطالبها بالتروي والتفكير فيما قالت.
فابتسمت عندما رأت الدهشة تملأ عينيه ثم قالت:
وما العجيب في ذلك؟
نحن لا نحتاج مزيدًا من الوقت أو التفكير كي نعرف أننا نحب.
فقط لحظات قليلة مع النفس كل ما نحتاج إليه
كي نستمع إلى حديث القلب،
ومواجهة النفس حتى نتأكد من صدق مشاعرنا ...
الحب لم يكن أبدًا معادلة كيميائية أو مسألة حسابية
نعمل فيها العقل!
فقط هو القلب سيد القرار.
أليس هذا ما كتبته من قبل في خواطرك؟
لكن هذا لا يمنع أن تفكر أنت بهدوء فيما سمعته الآنَ
حتى تعرف ما تريده،
بينما أنا أعلم جيدًا ما أريد ...
تابعوا أحداث جديدة في منشورات قادمة..

-