أبو صمادة أشهر قرى البحيرة فى زراعة الشطة.. و12 ألفا من أهالي القرية يشاركون في حصادها

الفلفل الحار أو "الشطة" لها مذاق ونكهة مميزة لدي البعض كما أن لها مكانة مهمة في أطباق السلطة العالمية، ويستخدم الفلفل الحار فى تحضير بعض الأطباق وهو ينمو في العديد من مناطق العالم خصوصا المعتدلة في مناخها وتعد الصين والمكسيك من أكبر الدول المصدرة له، كما أنه من الخضراوات ذات الأهميّة الغذائيّة نظرًا لاحتوائه على البروتينات والمعادن والدهون، وتستخدم بذور الفلفل الحارّ كعلف للحيوانات.
ويهتم كثيرون في مصر بزراعة الفلفل الحار حيث توجد قرى في محافظة البحيرة والوجه القبلى شهيرة بزراعة الفلفل الحار "الشطة" ومن أشهر تلك القرى المعروفة بزراعة الشطة الحمراء بالبحيرة قرية أبو صمادة بمركز الدلنجات.
صدى البلد" يرصد الطرق العلمية الحديثة لزراعة الفلفل الحار .. الشطة الحمراء .. وكيفية مقاومة الأمراض التى تتعرض لها ويلقى الضوء على قرية أبو صمادة بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، أشهر القرى فى زراعة وتصنيع الفلفل الحار" الشطة الحمراء" حيث تنبعث رائحة الشطة من على بعد مئات الأمتار عن القرية.
من الناحية العلمية تؤكد الدكتور إيمان محمد على بكلية الزراعة فى أحد أبحاثها أن زراعة الفلفل الحار يتطلب من المزارع مجموعة خطوات تحضيريّة، ومن الضرورى أن يتعرف على أهم المراحل التي يجب تنفيذها قبل وأثناء وبعد عمليّة الزراعة، لتساعده فى الحصول على منتج خال من الأمراض، وتزيد من كمية الإنتاج.
وأشارت إلى أن أهم هذه المتطلبات درجات الحرارة حيث ينمو الفلفل في درجات حرارة مستقرّة تتراوح بين 25-28 درجة مئويّة نهارًا، و16-18 درجة مئويّة ليلًا. وإذا ارتفعت درجات الحرارة عن 35 درجة مئوية أو انخفضت عن 6 درجات فإن أوراق وأزهار الفلفل تموت، موضحة أن الرطوبة المناسبة لنمو ّ الفلفل هي 65-85%.
وأوضحت أستاذ الزراعة أنه يمكن أن تؤدي زيادة درجة الرطوبة المناسبة لزراعة الشطة الحمراء إلى إضعاف عملية إطلاق حبوب اللّقاح وقد تؤدّي لبعض الأمراض الورقية أمّا قلة الرطوبة فتسبب الجفاف لحبوب اللّقاح وإنتاج محصول صغير ومشوّه.
وأضافت أن الفلفل ينمو بشكل أفضل في التربة الرمليّة الطينيّة، وفي التربة التي تتمتع بخصوبة عالية، ويجب التأكد من ضغط التربة حتى ينمو الجذر بأريحيّة، ومن كميّة الأكسجين فيها.
وتابعت أستاذ الزراعة أن هناك أمراضا تصيب الفلفل الحار عندما يتعرض لبعض الأمراض والحشرات التي تؤدّي لهلاك المحصول، وأهم هذه الإصابات:
حشرة المن ّ: وهى تهاجم عصارة النبات، فيحدث ضعف للنبات ويظهر ذلك على شكل تجعّد في أوراقه، وتتم مقاومته بإزالة الأوراق المصابة، وإطلاق متطفّل حيوي ليقضي على المنّ، وغيرها من الأساليب.
صانعة الأنفاق: هي حشرة بطول 2 ملم، تضع بيضها تحت بشرة الورقة فيفقس البيض ليصبح يرقات، وتنمو على نسيج الورقة مشكلةً خلفها نفقًا يظهر على شكل خطّ أبيض متعرّج. ويتمّ التخلص منها باستخدام المصائد اللّونية الصفراء التي تجذب الحشرة إليها، وغيرها من الوسائل.
البياض الدقيقي: يظهر هذا المرض بسبب قلّة الرطوبة في التربة، فتظهر بقع صفراء على الأوراق وتتساقط مؤكدة أن الحد من هذا المرض يأتي عن طريق ري النباتات جيدا وتهوية المكان، وغيرها من الطرق.
وأخيرا مرض العفن الرمادي حبث ينتشر هذا المرض إذا توفّرت رطوبة عالية للنبات، فيظهر غطاء رمادىّ أو بني مخمليّ على الثمار والأفرع، وللتخلّص من المرض يجب التخلّص من الأجزاء المصابة، وعدم الإفراط في الريّ، ورشّ النبات بمبيد فطريّ، إضافة إلى غيرها من الأساليب.
وينتقل "صدى البلد" لقرية أبو صمادة بمركز الدلنجات أشهر قرية فى زراعة الفلفل الحار الشطة الحمراء، حيث أكد ناجى محمد رجب تاجر عطارة ومن أهالى قرية أبو صمادة أن زراعة الشطة الحمراء أو الفلفل الحار هى الزراعة الأساسية في القرية وتستمر من شهر أغسطس حتي نوفمبر من كل عام.
وأضاف أن قريته من أشهر القرى فى زراعة الشطة وتستمر لمدة ٦ أشهر قبل حصادها ويعمل نحو ١٢ ألف من الأطفال والشباب والسيدات والكبار فى موسم حصاد محصول الشطة ويقومون بتجفيفها على الحصر التي تنتشر بجميع أرجاء القرية لبيعها للعطارين.
من جانبه أشار عيسى مكرم على مزارع إلى أن زراعة الشطة وتكاليف إنتاجيتها مرتفعة جدا، حيث يتم شراء التقاوي والأسمدة الزراعية والمبيدات بالسعر الحر، فضلا عن أجور العمالة الزراعية حيث أن أجر العمالة تصل فى اليوم الواحد إلى ١٥٠ جنيها.
من جانبه أوضح أحمد الحلوانى صاحب مصنع مخللات أن صناعة الشطة تمر بعدة مراحل تبدأ بالتجفيف، ويقوم به المزارع ثم الغريبة والتنظيف للحصول على منتج عالى الجودة يدر ربحا يغطى تكاليف الإنتاج ثم الطحن، حيث يتم إضافة ١٥ كيلو من زيت الطعام على طن الشطة قبل طحنها ثم يتم وضعها فى أكياس بلاستيك من الداخل وتوضع فى شيكارة مدون عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية.
من جانب آخر أكدت زينب على بركات ربة منزل أنها تلتزم سنويًا بتخزين الشطة الحمراء قبل تجفيفها لفرمها وتحويلها لهريسة الشطة وحفظها فى الثلاجة وتقوم بتوزيعها على بناتها وزوجات أبنائها للاستعانة بها فى عمل الباذنجان المخلل ووضعها على كافة أنواع السلطات وبابا غنوج والكبسة والمقلوبة والمنسف، لأنها تعطى نكهة ومذاق خاص للطعام.