الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد فتحي يكتب: الكرة في ملعب البدري

صدى البلد


الكرة في ملعب البدري ..

أخيرًا وبعد طول انتظار وترقب قرر الاتحاد المصري المعين لإدارة شئون كرة القدم بالبلاد تعيين الكابتن حسام البدري قائدا للمرحلة المقبلة في تاريخ المنتخب الوطني الأول، المدرب المخضرم صاحب الإنجازات البارزة في تاريخ النادي الأهلي والذي حصل مع الأهلي كمدرب على بطولة الدوري المصري ثلاث مرات والكاس مرة واحدة بالاضافة الى ثلاث كؤوس سوبر مصري وبطلا لدوري أبطال افريقيا مرة والسوبر الإفريقي مرة وكذلك انجازه مع فريق المريخ السوداني بحصوله على بطولة الدوري السوداني مرورا بتدريبه لأندية أخرى.

بيد أنه وفور إعلان الاتحاد المصري لاختياره البدري مدربا للمنتخب، انقسمت آراء الجماهير بين مؤيد ومعارض ومتحفظ .. والحقيقة أنه وحسب إستطلاعات الرأي المختلفة وكذا رأي الشارع المصري فقد احتل القطاع الرافض والمتحفظ لتولي البدري مسئولية المنتخب صدارة الإستطلاع وانقسمت الآراء بين إيهاب جلال "الواقعي الطموح" وحسام حسن "الحماسي الحالم" حول احقية كل منهما في مقعد الرجل الاول .. 

ويرجع أغلب المعارضون والمتحفظون لقرار تعيين البدري الى عدة اسباب منها انه عدو النجوم فالكل يتذكر ولاية الرجل الثالثة وعلاقته بعماد متعب نجم هجوم الأهلي والمنتخب حينها والتي أثرت على مسيرة اللاعب قادته في النهاية الى الإعتزال لاحقا، وكذلك عصبية الرجل الواضحة اثناء المباريات والتي تصل احيانا الى حد التطاول أو السخرية من أحد لاعبي فريقه إن اخطأ خلال المباراة بالاضافة الى مناوشاته المتكرره مع الصحفيين اثناء المؤتمرات الصحفية بعد المباريات.

ولكن وبالنظر الى مسار البدري بعد إعتزاله والتحاقه بالعمل الاداري في النادي الأهلي ومدربا بقطاع الناشئين ثم إنضمامه الى الجهاز الفني للنادي الأهلي كمدرب مساعد حتى وفاة الكابتن ثابت البطل و تصعيده ليصبح مديرًا للكرة والمدرب المساعد للخواجة الاجنبي ثم الخطوة الكبرى بتكليفه قائداٌ للأوركسترا الفنية للنادي الأهلي خلال ثلاث ولايات مختلفة مرورًا بالإدارة الفنية للمنتخب الاوليمبي ولأندية اخرى، واخيرا النقلة المفاجئة الى نادي بيراميدز النادي الوليد الثري تحت عباءة المستشار تركي آل الشيخ غريم النادي الأهلي وجماهيره حينها والذي عينه كرئيسٍ لنادي بيراميدز وليس كمدير فني، خطوات تصاعدية سريعة تبرز حجم التوفيق وربما النجاح الذي يحالف الرجل بشكل عام في مسيرته الرياضية نجاح وتوفيق أثمر أخيرًا بتعيينه مديرً فنيًا للمنتخب الوطني الاول. 

في رأيي أن التوفيق الملازم للبدري سيعينه في قيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة لكن بشروط قد لا تكون فنيه بقدر ماهي إدارية ونفسية.

فمنذ يومين ظهرت انباء عن إعلان البدري لجهازه المعاون في المنتخب واستقراره اخيرًا على تولي طارق مصطفى وأحمد أيوب منصب المدرب العام، وسيد معوض مدرب مساعد، وأيمن طاهر مدربا لحراس المرمى، ومحمد بركات مديرًا للمنتخب بالاضافة الى الجهاز الطبي المساعد، الإسم الملفت في جهاز المنتخب هو الكابتن محمد بركات، فمن وجهة نظري إن تم الإستقرار فعلا على اختيار الذكي بركات ليكون أحد افراد الجهاز الفني أيًا كانت مهامه فهو إختيار موفق جدا فما يملكه بركات من كاريزما وخفة دم وتلقائية ستسهل الامور على اللاعبين وحسام البدري في التواصل بينهما وستساهم في إلغاء التوتر والاجواء المشحونة التي قد تنتج عن عصبية وانفعالات البدري. 

البدري وحده يمتلك مفتاح نجاحه في مهمته التدريبية الكبرى فقيادة تدريب المنتخب شرف لا يضاهيه شرف بالاضافة الى الدعم الذي سيجده البدري من مؤسسات الدولة المعنية بالرياضة المصرية أضف الى ذلك المساحة الواسعة لاختيار لاعبيه تلك المساحة التي لا تتوفر في الاندية المصرية التي تتعامل بالميزانية المتاحة واشتراطات سوق الانتقالات. 

نجاح البدري مشروط بقدرة الرجل على مقاومة طباعه الصعبة التي تسببت له في الكثير من المشاكل سواءًا جماهيريًا أو إعلاميًا أو حتى في غرف خلع الملابس، وعلى تهيئة نفسه لحجم الإنتقاد الذي ربما سيلاقيه من أول يوم له قائدًا للمنتخب، فإعلاميا وبطبيعة الحال يتفنن الإعلاميون في نقد كل ما هو منتج وطني بعكس الأجنبي فما بالك إن كان المدرب الوطني هو حسام البدري .

وعلى البدري أن يعي جيدا أن عاطفة الجمهور دائما ما كانت المحرك الرئيس في أحكامه وانتمائاته وانفعالاته وفي حالة قدرة البدري على التعامل الجيد مع الجمهور ففي إعتقادي انه سيحكم السيطرة ويحقق نتائج وأداء جيد يتخطى به ما قدمه سالفيه. 

نجاح البدري في تغيير طبعه الصعب مع اللاعبين والاعلام وكسب تعاطف الجماهير سيتيح له جوا هادئا لقيادة المنتخب دون ضغوط مضاعفة ويكفيه الضغط الواقع عليه نتيجة إشتياق الجماهير وتعطشها لمنتخب مصر الذي احتل افريقيا سابقًا أداءًا ونتيجةً فالبدري لا تنقصه الكفائة الفنية داخل الملعب ويتذكر الجميع الجمل المركبة التي إبتدعها البدري خلال ولاياته الثلاث للنادي الأهلي وجرئته في تغيير خطة لعب الفريق من 3-5-2 التي إعتمدها الساحر مانويل جوزيه إلى 4-4-2 حسب رؤيته الفنية والتي نجحت لاحقًا بعد أن خلع عبائة الخواجة ليعلن بكل جرأه أنه البدري الذي لن يعيش في جلباب جوزيه وكذلك إكتشافه وإعتماده على المواهب الشابه وتصعيدها للفريق الاول وهو ما تتطلبه المرحلة المقبلة في برنامج تأسيس جيل المنتخب القادم لكن يبقى دائما نجاح البدري مرهون بتحكم البدري في نفسه .. 

أخيرًا على الجماهير والنقاد الصبر والإنتظار وإعطاء الفرصة الكاملة للبدري بعيدا عن تحفظات المزاج العام فالمصلحة العامة للمنتخب تقتضي الصبر على الرجل أملًا في تحقيقه لما يتمناه الجميع وحتى يتم تقييمه بالشكل السليم.
في انتظار اجابة السؤال .. هل سيبقى البدري عدوً نفسه ؟ الكرة في ملعب البدري ..