في مشهد يجمع بين الحنكة الإدارية والبصيرة الثقافية، نجح اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، في تحويل أزمة فنية أثارت جدلاً عالميًا إلى فرصة لتعزيز صورة الغردقة ومصر ككل. الأزمة التي تصدرت وسائل الإعلام بعد حادثة سرقة لوحات فنية، تحولت بفضل رؤية المحافظ إلى منصة لإبراز التسامح، الفن، والإنسانية المصرية.
الذكاء في استثمار الأزمة
لم يقتصر دور المحافظ على مجرد التعاطف مع الحدث، بل استغل الواقعة لتسليط الضوء على الغردقة كوجهة سياحية وثقافية متميزة. بينما انشغلت الصحف العالمية بتفاصيل الجدل الفني، نجح المحافظ في إعادة توجيه الاهتمام نحو المحافظة، مقدّمًا نموذجًا دبلوماسيًا ناعمًا يظهر مصر بلدًا يحترم الفن ويحتضن المبدعين.
الغردقة منصة الفن والسياحة
الخطوة لم تكن مجرد استضافة رمزية، بل جزء من استراتيجية أوسع للترويج للسياحة الثقافية في البحر الأحمر. الغردقة اليوم ليست مجرد شواطئ وشعاب مرجانية، بل مساحة تفاعلية تجمع بين الفن والحضارة وروح التسامح، لتصبح نموذجًا للتسويق الذكي الذي يمزج بين القوة الناعمة والدعاية الفعلية.
درس عالمي في التحويل الإيجابي للأزمات
ما يميز هذه المبادرة هو القدرة على تحويل الحدث السلبي إلى فرصة إيجابية. ففي حين كان من الممكن أن تتسبب الأزمة في تشويه صورة مصر أمام الإعلام العالمي، نجح محافظ البحر الأحمر في قلب المعادلة: من الأزمة إلى رسالة سلام، ومن الجدل إلى جذب انتباه العالم نحو الغردقة.
الرسالة التي بعثها الحدث واضحة: مصر بلد الإنسانية والفن، بلد يعرف كيف يحول كل أزمة إلى فرصة، ويستثمر كل حدث في تعزيز صورته على الصعيدين الثقافي والسياحي. هذه الرؤية الذكية تمثل نموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات واستخدامها كأداة للترويج الدولي.