قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: سياسة القطيع

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

في إحدى محاضراتها اتفقت الدكتورة البرازيلية الذائعة الصيت فور دخولها القاعة مع الطلاب الموجودين أن من يأتي متأخرا سأسألكم في حضوره عن لون الدفتر الذى بحوزتكم جميعا وهو بالطبع لونه أخضر ويكون ردكم لونه أحمر وهكذا تكون إجابة كل من أسأله. 

ودخل طالب متأخرًا وسمحت له بالدخول وبدأت في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وسألت العديد من الطلاب عن لون دفتر الحضور بحوزتهم وجاءت بانه أحمر اللون، وسألت المعلمة الطالب الذى جاء متأخرا فكانت إجابته مثل إجابة باقي الحضور بأن الكشكول أحمر اللون مع أنه واضح للبيان بأنه أخضر وحينها قالت المعلمة الحكمة من الدرس والذى حاول أن يقاطعها الطالب المتأخر ويقول لها أن الكشكول لونه أخضر وأنه ظن أنهم يقومون بلعبة فحاول أن يسايرهم فيها؛ ونظرت اليه المعلمة وقالت له: لو كنت واثقًا من إجابتك ومن مبادئك لم تكن لتجارينا بل كنت ستصر على ما تراه صحيحا ولكنك رضخت للأغلبية مع أنها مخطئة خطأً واضحا جليا، ولكنك خفت من أن تخرج من جماعة المخطئين فيكون مصيرك مذموما وحيدا مع انك كنت على صواب، واختتمت قولها بأن البشر نوعان نوع له عقيدة راسخة بأن الصواب لا يحتمل الانشقاق وبأنه وحدة واحدة والنوع الاخر وهو الغالب مع الأسف لأنه النوع الذى لا يكلف نفسه أي عناء فهو مع المجموع والجماعة لأنه ليس لديه إيمان بنفسه ولا بمقدراته بل انه غير مدرك لأهميته كآدمي في حياة تستمد قيمها وأساسها من كل فرد فيها.

هذه الكلمات أخذتني إلى الحال الذى صارت عليه معظم دول منطقتنا وتركهم المهم والجري وراء العبث منه من وسائل تواصل اجتماعي تفعل مالم تفعله الحروب بجيوشها الجرارة في الأوطان، وما أحدثته من انشقاق أسري وفجوة مجتمعية تزداد عمقا بخلق أجيال بعيدة كل البعد عن القيم الموروثة و الأخلاقيات المتوارثة بل وعن الدين وهذه هي الطامة الكبرى التي تهدد المجتمعات الشرقية كافة بخروج فئات كبيرة من مواطن هذه الدول لا تؤمن بالدين وتلحد، وأيضا من هذه الأجيال من يتبرأ من هويته ويسارع الخطى فى الالتفاف حول كل ما هو غربي والإيمان بالمبادئ الأوربية الحديثة وعلى رأسها المساكنة والاستقلالية ورفض الزواج كأسلوب حياة اجتماعي والبحث عن طرق بديلة له تقترب من مفهوم الغرب الذى يرى أن الزواج آخر إجراء ممكن اتخاذه بين الإثنين ما داما متآلفان ويعيشان في أحسن وضعية والدولة تبارك وتنفق على هذه العلاقة.

العالم العربي يسير نحو الهاوية وللأسف بمباركة الغرب الذى دأب على اظهار الود في الخطاب وما تخفيه قلوبهم أسوأ وأعظم . بيدينا نقتل كل ماكان جميل فينا من أجل أن يقال علينا أننا متحضرون وتابعون للغرب ولحصان الكاوبوى الأمريكى الجامح والذى يثبت أنه عهد على نفسه ان يغوينا أجمعين الا عباد الله المخلصين ونطمع ونطمح ان نكون من هؤلاء المخلصين.