حياة بلا حياة هي أن تمشي في طريق تظنه يقودك للنجاة بينما هو في الحقيقة يقودك للتيه أن تعيش داخل معتقدات خاطئة ورثتها أو صدقتها دون وعي فصارت هي بوصلتك في الاختيار وميزانك في الحكم على نفسك وعلى الناس تظن انك تفهم الدنيا جيدا لكنك في كل خطوة تبتعد اكثر عن حقيقتك وعن الغاية التي خلقت من أجلها.
كثير من الناس يعيشون معركة ليست عادلة من الاساس يدخلونها وهم عراة من المعنى ومثقلون بالوهم يقاتلون من اجل ارض لا تخصهم واحلام ليست احلامهم يطاردون رضا الناس وينسون رضا رب الناس يرهقون انفسهم في سباق لا نهاية له ثم يتعجبون لماذا لا يشعرون بالسلام مع انهم فعلوا كل ما قيل لهم انه طريق النجاح
حياة بلا حياة تبدأ حين ينفصل الانسان عن ربه حين يظن انه قادر وحده وانه مصدر القوة والقرار فينسى ان الطمأنينة لا تولد من السيطرة بل من التسليم ولا تأتي من كثرة الامتلاك بل من صفاء القلب حين يغيب الاتصال بالله يتحول القلب الى ساحة صراع دائم ويصبح العقل اسيرا للقلق والخوف مهما بدا صاحبه قويا من الخارج
في هذا الانفصال يدخل الانسان معركة غير متكافئة مع نفسه يقسو عليها باسم الطموح ويجلدها باسم الانضباط ويخنق روحه باسم الواقعية يعيش وهو يقيس قيمته بما ينجزه لا بما هو عليه ويظن ان سقوطه في التعب والانهاك دليل على انه يسير في الطريق الصحيح بينما هو في الحقيقة يسير بعيدا عن فطرته.
الحياة لا تطلب منك أن تكون خارقا ولا أن تحمل اثقالا اكبر من طاقتك هي لا تختبرك بقدر ما تكشف لك اين تقف وماذا تختار ومع من تمضي اعظم الخسائر ليست ان تخسر مالا او منصبا بل ان تخسر نفسك وانت تظن انك تربح.
حين تتغير النظرة يتغير الطريق وحين تعود البوصلة الى الله تهدأ المعركة داخلك وتتحول الحياة من صراع الى رسالة تدرك ان السعي له معنى وان التعب ليس عبثا وان كل خطوة محسوبة حتى لو لم يلاحظها احد عندها فقط تتبدل الايام من تكرار مرهق الى رحلة واعية فيها قصد ونور.
حياة بلا حياة لا تنتهي بتغير الظروف ولا بتبدل الوجوه بل بلحظة صدق مع النفس حين تعترف انك كنت تسير بعيدا عنك ثم تقرر ان تعود ان تعيش وانت تعرف لماذا تعيش والى اين تتجه حينها فقط يصبح للحياة طعم ويصير لكل يوم اثر ولكل نفس قيمة.