قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد ماهر يكتب: من خارج الخط

محمد ماهر
محمد ماهر

كانت أكبر مفاجآت اليوم الثاني من كأس الأمم الأفريقية هي احتشاد أكثر من 28 ألف مشجع لمساندة منتخبنا الوطني في ملعب أدرار بمدينة أكادير.....لم تترك الجماهير المغربية المنتخب المصري يسير وحده وصنعت حالة من الحماس والصخب كان المنتخب في أشد الحاجة لها حتى وإن كان دخول المشجعين بالمجان بتعليمات اللجنة المنظمة لكن عشق الشعب المغربي لمصر كان أكبر دافع للحضور رغم برودة الطقس.....
وبهدف في الدقيقة 90 اجتاز منتخبنا الوطني أولى محطات كأس الأمم الأفريقية بعد أن ارتفعت أكف الملايين بالضراعة إلى الله عز وجل ألا يتعثر المنتخب أمام المصنف رقم 23 من 24 فريق في البطولة....
ما أن انتهت المباراة التي احترقت فيها أعصاب الجماهير المصرية حتى انهمرت سيول من النقد والهجوم الجارف على المدير الفني ولاعبيه بعد ضياع أكبر قدر من الفرص المحققة ...وعلى حساب شركة "أوبتا" للإحصائيات الكروية سدد المنتخب المصري 34 تسديدة وهو أكبر عدد من التسديدات في مباراة تُلعب في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2010 كما استحوذ الفريق على الكرة بنسبة 79% وهي أكبر نسبة استحواذ عن ذات المدة الزمنية....
ومع كل هذه الهيمنة المصرية وبسبب عدم التركيز أحياناً والاستهتار وتألق الحارس أحياناً أخرى لم يتمكن المنتخب سوى من تسجيل هدفين بواسطة مرموش وصلاح وبفضل المهارة الفردية للاعبين....
ومع الأخطاء الواضحة في التشكيل التي كان عليها شبه إجماع من النقاد والمحللين والجماهير إلا أن المنتخب فاجأ الجميع بأداء هجومي شرس استمر لمدة 12 دقيقة ولم يترك الفرصة للمنافس أن يلتقط أنفاسه وأضاع لاعبونا 3 فرص محققة ....ثم تقدمت زيمبابوي بهدف بعد 20 دقيقة....بعد 33 دقيقة وكأن حسام يصر على إثارة الجدل دائماً ....إذ أظهرت الكاميرات مصطفى محمد وهو يقف على الخط وتساءل الجميع عمن يكون اختاره حسام للخروج هل حمدي فتحي أقل اللاعبين أداء فيما مر من زمن المباراة ليتفاجئ الجميع بأن إمام عاشور اللاعب الوحيد الذي يملك حلولاً غير تقليدية والقادر على نقل الفريق للحالة الهجومية بمهارته وخاصة أن المنتخب متأخر بهدف هو الذي حل مكان مصطفى محمد على دكة بدلاء الفراعنة....فسر حسام التغيير عقب المباراة بأن إمام عائد من إصابة وكان يخشى عليه من الإجهاد البدني في حين كان من الممكن أن يدخره لآخر نصف ساعة ويشرك زيزو كما أشركه من قبل في تصفيات كأس العالم.....المهم أن حسام حاول تدارك الخطأ فقام بعملية تبديل سريعة للمراكز داخل الملعب فقام مرموش بدور إمام وقام مصطفى بدور مرموش ....بالنظر إلى المنافس وقيمته الفنية لم يكن الأمر يستدعي وجود مروان وحمدي فتحي كمحوري ارتكاز ورغم ذلك بذل مرموش مجهودا كبيرا وهو يقوم بدور لم يتعود على القيام به حتى انتهز كرة طولية من محمد حمدي في الشوط الثاني وانطلق من مكانه المفضل في الجناح الأيسر واخترق المنطقة وانتظر الجميع كرة عرضية ولكن مرموش الجرئ أصر على تسديد الكرة من زاوية شبه مستحيلة مسجلاً هدف التقطت به الجماهير أنفاسها ....قام حسام بإخراج تريزيجيه البعيد عن مستواه ومروان الذي وضح أنه شخصن الأمور مع حكم المباراة ومعه إنذار من الشوط الأول وأشرك زيزو وإبراهيم عادل وهو تغيير موفق جدا حتى وإن خذل اللاعبان حسام بسوء التصرف والقرارات السيئة.....وفيما كان ينتظر الجميع كالعادة من صلاح أن يفعل كل شئ ممكن وكل شئ غير ممكن إلا أن ظهور صلاح الحقيقي لم يأت إلا في الدقيقة 90 بهدف لا يحرزه إلا صلاح بعد أن بلغت القلوب الحناجر....
ذكرنا في المقال السابق أن حسام مقبل على اختبار صعب لكن الفوز أمام زيمبابوي برغم كل الانتقادات أعاد كثير من الثقة للفريق وينقصنا الآن إعادة الثقة للجمهور في قدرة المنتخب على استكمال المشوار....سيقابل المنتخب حتماً صعوبات أكبر في مواجهتي جنوب أفريقيا وأنجولا وإذا لم يكن هناك مراجعة سريعة لأخطاء المباراة الأولى مع ضرورة استعادة بعض اللاعبين لثقتهم في أنفسهم كالشناوي على سبيل المثال الذي وضح تماماً اهتزاز مستواه وإحساسه إن الجمهور "مستنيله على غلطة "....
على وجه العموم وان اختلفت مع الكثير من الآراء فالمنتخب قدم أداء مقبولاً بدرجة كبيرة والرهان الآن على عزيمة المدرب و اللاعبين وإصرارهم وتركيزهم