قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالأرقام.. كيف يستنزف تهريب الوقود الخزينة الإيرانية؟

بالأرقام.. كيف يستنزف تهريب الوقود الخزينة الإيرانية؟
بالأرقام.. كيف يستنزف تهريب الوقود الخزينة الإيرانية؟

بعد الإعلان عن ضبط السفينة التي تحمل 4 ملايين لتر، تشير التقارير الواردة من طهران إلى أن هذه العملية ليست سوى "قمة جبل الجليد" في مواجهة معقدة مع شبكات تهريب عابرة للحدود.

1-التحديثات حول السفينة والطاقم

وفقاً للمعلومات المسربة من التحقيقات القضائية الجارية في "بندر عباس":

• هوية السفينة: تشير المصادر إلى أن السفينة كانت ترفع علم "دولة أفريقية" (كغطاء قانوني)، لكن ملكيتها الفعلية تعود لشركة مقرها في إحدى دول الجوار، وتعمل ضمن شبكة وسيطة.

• الوجهة: كان من المقرر نقل هذه الشحنة وتفريغها في ناقلة عملاقة (Mother Ship) في المياه الدولية خارج مضيق هرمز، ليتم خلطها بوقود من مصادر أخرى وبيعه كوقود شرعي بأسعار السوق العالمية.

2- لغة الأرقام: خسائر بمليارات الدولارات

يمثل تهريب الوقود في إيران ثقباً أسود في الميزانية، وتكشف البيانات الرسمية عن أرقام صادمة:

• حجم التهريب اليومي: تُقدر التقارير أن ما بين 10 إلى 20 مليون لتر من الوقود (بنزين وديزل) يتم تهريبها يومياً خارج الحدود الإيرانية (برياً وبحرياً).

• الفارق السعري: سعر لتر الوقود في إيران قد يصل إلى أقل من 5 سنتات، بينما يباع في الدول المجاورة أو في عرض البحر بأسعار تتراوح بين 60 إلى 90 سنتاً، مما يعني أرباحاً خيالية للمهربين.

• الخسارة السنوية: تُقدر الحكومة الإيرانية الخسائر المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن التهريب بنحو 4 إلى 6 مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ يكفي لتمويل مشاريع تنموية ضخمة.

3- آليات المواجهة: "الحرب الرقمية والميدانية"

لم يعد الحرس الثوري يعتمد على الدوريات الصدفية فقط، بل استحدثت إيران آليات جديدة:

• الذكاء الاصطناعي: استخدام أنظمة تتبع رقمية لمراقبة استهلاك الوقود في المحافظات الحدودية ورصد أي "قفزات" غير مبررة في الاستهلاك.

• تسيير المسيرات (الدرونز): نشر طائرات استطلاع مسيرة تعمل على مدار الساعة لرصد السفن الصغيرة التي تقوم بنقل الوقود للسفن الكبيرة في عرض البحر (عمليات Ship-to-Ship).

الخلاصة: هل تنجح القبضة الأمنية؟

عملية ضبط الـ 4 ملايين لتر اليوم هي رسالة سياسية واقتصادية فهي تهدف إلى رفع "تكلفة المخاطرة" للمهربين الدوليين.

 ومع ذلك، يرى الخبراء أن الحل الجذري لا يكمن فقط في المطاردات البحرية، بل في تقليص الفجوة السعرية الهائلة من خلال إصلاحات اقتصادية هيكلية، وهو أمر تخشاه الحكومة خوفاً من الاحتجاجات الشعبية.